بعد الحليب.. تونس تعيش أزمة الخبز

من الحليب إلى الحبوب وصولا إلى الخبز.. تتواصل الأزمات الاقتصادية في تونس.

وتسبب نقص الخبز، في غضب شعبي تداخلت فيه اتهامات سياسية وتساؤلات عن سبب نقص إحدى أكثر المواد الغذائية استهلاكا في البلاد.

وعبّر تونسيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم بسبب الطوابير الطويلة، ونفاذ الخبز سريعًا من المحلات التجارية والمخابز.

الحكومة من ناحيتها قالت إنها تُسيّر حملات لمراقبة المخابز والمطاحن وأنها تهتم بهذه الأزمة وتتابعها.

بين زاويتين | أزمة الخبز في تونس.. هل هي مفتعلة أم نقص في الموارد؟

 

تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد في وقت سابق عندما وصف أزمة الخبز بـ “الخط الأحمر”، لم تكن كافية للحل، لأن الأزمة أصبحت متحكمة. إلا أنه وجه أصابع الاتهام إلى دوائر وجماعات ضغط “تسعى لتأجيج الوضع” حسب تعبيره.

 

 

وأثارت تصريحات الرئيس التونسي حول مسؤولية جهات معينة في الأزمة، إلى تساؤلات حول طبيعة أسباب نقص الخبز، وإن كانت تعود إلى شح في الموارد أم أنها قضية “مفتعلة”، تنجم عن سوء إدارة أو دوافع خفية.

ويرى مواطنون تونسيون أن الأزمة تتحملها الحكومة ورما تكون هي أزمة مفتعلة.

وتشكو المخابز في الآونة الأخيرة من شح في الموارد الأساسية لتصنيع الخبز وأبرزها الدقيق.

وتتعدد عوامل نقص الموارد، ومن أبرزها تداعيات الحرب على أوكرانيا، إحدى أكبر مصدري الدقيق في العالم، إذ تستورد البلاد نحو 60% من القمح من روسيا وأوكرانيا.

 

تبرير الأزمة
في تبريره للنقص، قال رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لطفي الرياحي، في تصريح لموقع محلي إن “أزمة الخبز سببها الرئيسي المخابز غير المصنفة التي تحصل على الفرينة (الدقيق) المدعمة لبيع الخبز بأسعار حرة”.

ودعا إلى إيقاف تمكين المخابز غير المصنفة من الفرينة المدعمة.

 

 

من ناحيته، قال عادل الزرقاني، نائب رئيس غرفة المخابز وعضو مكتب تنفيذي بالاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس، لصحيفة “تونس الرقمية” إن “المخابز غير المصنفة دخيلة على قطاع صنع الخبز”.

وأضاف المسؤول التونسي أنه “من غير المقبول أن يستعملوا (المخابز غير المصنفة) الفرينة المدعمة التي توفرها الدولة لصنع الخبز وبيعه بغير السعر المحدد”.

وقد أعلن المجمع المهني للمخابز العصرية عن إيقاف إنتاج الخبز في كل المخابز التابعة له، دون أن يذكر سببا واضحا. ويضم المجمع نحو 1500 مخبز في أنحاء البلاد.

أما وزيرة التجارة التونسية، كلثوم بن رجب، فعبّرت عن “استغرابها” من الطوابير الطويلة، خلال لقاء أجرته مع صحيفة محلية، وقالت إنها: “لا تتناسب مع كميات الدقيق التي تضخ يوميا”.

وأضافت أن “الوزارة تعمل على زيادة كمية الدقيق الموجهة للمخابز المنظمة”.