مسن سوري يتحدى فقدان البصر ويعمل بأرضه الزراعية

جمعة البرهوم أبو حسن رجل مسن من ريف إدلب الغربي فقد بصره قبل أكثر من عشر سنوات نتيحة إنفجار مدفئة كان يحاول إشعالها.

بعد إصابته لجأ الرجل للزراعة وتمكن من تحويل أرض صخرية إلى أرض زراعية يعمل فيها وتكون مصدر رزق له. فقدان البصر لم يمنع أبو حسن من العمل فكان مثالاً على الإصرار والعزيمة بعيون أبناء قريته.

الآلاف من “الشتلات” الزراعية يعمل الرجل على رعايتها بالإضافة إلى أنه عمل على زراعتها سابقاً بالإضافة لزراعته لأشجار مختلفة إلى جانبها.

يحب أبو ححسن الزراعة وأرضه ويعتبرها مصدر رزق له ولأسرته ويسعى من خلال عمله ليكون منتجاً في المجتمع لا عالة عليه.

وقال البرهوم في حديث لـ”أخبار الآن”: “قبل 12 سنة دون أي مرض حيث كنت أشعل مدفأة حطب ووضعت مادة المازوت فوقها فانفجرت في وجهي وصدري منذ تلك الحادثة فقدت النظر”.

جمعة البرهوم.. قصة مسن سوري حول أرضه الصخرية إلى جنة غنّاء

وأضاف: “بالنسبة للأرض كانت صخراً فأحضرنا آلة لكسر الصخور وفجرناها ثم أحضرنا تراباً وفرشناه في الأرض، والأحجار التي خرجت اشترينا بثمنها تراباً وكان العمل صعب نوعا ما”.

وأكد أن “جميع أنواع المزروعات موجودة من الملفوف والقرنيط والفجل و الجزر وهذه محصولات شتوية”.

وأردف: “بالصيف نزرع بندورة وباذنجان وفليفلة حتى البقدونس موجود مثلا المسكبة الواحدة فيها حوالي 30 ألف شتلة ونزرع عشرة أو خمس عشرة مسكبة وهذه المساكب نبيعها بعد أن تكبر قليلا ونضعها في أكياس ثم في الهناغير ثم نبيعها”.

وأثّرت الحرب السوريّة المدمّرة على جميع مناحي الحياة، ولم يكن القطاع الزراعي بمنأى عن الضرر، حيث تراجع مردود المحاصيل الزراعيّة في الشّمال السوري خلال سنوات الحرب.

وتراجع مردود المحاصيل الزراعيّة في الشّمال السوري خلال سنوات الحرب، بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات التي يحتاجها المزارع، وتقلّص المساحات المزروعة نتيجة الحملة العسكرية لقوات النّظام السوري وحلفائه مطلع العام الماضي على أرياف حلب وإدلب، والقصف المتواصل على المنطقة التي تعتمد على الزراعة بشكل رئيسي، ونزوح الفلاحين تاركين خلفهم أملاكهم وأراضيهم التي أصبحت بوراً (مهجورة وغير مزروعة)، كما توقفت المؤسسات الزراعية عن العمل نظراً لتعرضها للقصف المستمر.

جمعة البرهوم.. قصة مسن سوري حول أرضه الصخرية إلى جنة غنّاء

هذا ويعاني ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص في العالم من ضعف البصر من مسافة قريبة أو بعيدة. ومليار شخص على الأقل من هؤلاء- أي نصفهم تقريبا- مصابون بحالات ضعف بصر كان يمكن الوقاية منها أو لم تعالج بعدُ، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وعند مليار شخص من هؤلاء، تشمل الحالات الرئيسية التي تسبب ضعف البصر من مسافة بعيدة أو العمى إعتام عدسة العين (عند 94 مليون شخص)، والخطأ الانكساري (عند 88.4 مليون شخص)، والتنكس البقعي المرتبط بالعمر (عند 8 ملايين شخص)، والزرق (عند 7.7 مليون شخص)، واعتلال الشبكية السكري (عند 3.9 مليون شخص) (1). أما الحالة الرئيسية التي تسبب ضعف البصر من مسافة قريبة فهي قُصو البصر الشيخوخي (826 مليون).

استجابة منظمة الصحة العالمية

يسترشد عمل المنظمة بالتوصيات الواردة في تقرير المنظمة العالمي عن الرؤية (2019) والقرار الصادر بشأن “خدمات رعاية صحة العيون المتكاملة والمركزة على الناس، بما في ذلك العمى وضعف البصر الممكن توقّيهما” الذي اعتُمد في جمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعين في عام 2020. ويتمثّل الاقتراح الرئيسي المطروح في جعل خدمات رعاية صحة العيون المتكاملة والمركِّزة على الناس نموذج الرعاية المفضل وضمان إتاحتها على نطاق واسع. ومن المتوقع، بفضل صياغة برنامج العمل العالمي بشأن الرؤية ورعاية العينين، أن يساعد التقرير والقرار الدول الأعضاء وشركائها في جهودها الرامية إلى تخفيف عبء اعتلالات العين وضعف البصر.