الخارجية الأمريكية لـ”أخبار الآن”: إيران تستغل التوترات بالشرق الأوسط وتحاول الاستفادة من أي فراغ بالمنطقة

تساؤلات عديدة أثارتها تصريحات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي أشار خلالها إلى أن بلاده بصدد تحديد موعد لبدء مشاورات لإنهاء وجود قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة نهائياً.

هذه التصريحات التي تناولت تشكيل لجنة ثنائية مع واشنطن مهمتها تحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف، جاءت بعد يوم من استهداف طائرة مسيرة مقرا لـ”حركة النجباء”، التي تنضوي ضمن فصائل الحشد الشعبي، مما أسفر عن مقتل المسؤول العسكري للحركة، طالب علي السعيدي الملقب بـ”أبو تقوى”.

الخارجية الأمريكية
وبينما تتزامن هذه الدعوة مع الضربة الأمريكية الأخيرة، برزت العديد من الأسئلة، فهل العراق بحاجة فعلا لإنهاء تواجد التحالف الدولي؟، أم أنها ربما محاولة لامتصاص غضب الفصائل الموالية لإيران والتي تضغط على الحكومة العراقية بعد مقتل المسؤول العسكري في حركة “النجباء”.

إلى ذلك يعود إلى السطح مجددا ما أثاره بعض المراقبين من أن إيران تستغل التوترات في منطقة الشرق الأوسط وتراها فرصة مواتية لتحقيق هدفها بإنهاء الوجود الأمريكي، فكيف تعزز الولايات المتحدة دفاعاتها لمواجهة طهران وأذرعتها في المنطقة خصوصا مع تصاعد الهجمات على قوات أمريكية منذ اندلاع الحرب في غزة؟ وكيف يؤثر انسحاب التحالف الدولي على جهود مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش بالمنطقة؟..

للإجابة على هذه الأسئلة تواصلت شبكة “أخبار الآن” مع المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سام وربيرغ، الذي أكد أن محاولات إيران لاستغلال التوترات بالشرق الأوسط ليس أمرا جديدا، وأن النظام الإيراني يعمل منذ عقود بمبدأ “فرق تسد” ومن ثم يحاول أن يستغل أي فراغ أمني بالمنطقة.

وأضاف وربيرغ أن الولايات المتحدة ترى أن إيران لديها يد بالتأكيد في هذه الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على السفن التجارية بالبحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية، وكذلك تقدم الدعم لحزب الله في لبنان وتساعد حركة حماس في حربها ضد إسرائيل.

الخارجية الأمريكية
المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الإقليمية أكد في تصريحاته لأخبار الآن أن الولايات المتحدة ستستمر في التنسيق مع حلفائها في المنطقة ومن بينها الدول الخليجية وكذلك الدول من خارج المنطقة من أجل منع إيران من تدخلاتها وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.

“سنتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا”.. بهذه الكلمات أكد سام وربيرغ أن الولايات المتحدة لن تتردد في اتخاذ أي من التدابير اللازمة لحماية مصالح واشنطن وكذلك الحلفاء والشركاء في المنطقة ضد أي ممارسات إيرانية أو من قبل وكلائها الذين يعملون بأوامر مباشرة من طهران.

وجدد وربيرغ التأكيد على أن هذه الأنشطة والهجمات من وكلاء إيران ليس أمرا جديدا وأن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن أمنها وكذلك عن شركاءها. ولفت إلى أن واشنطن وحلفائها رأوا هذه الممارسات منذ سنوات، ومن ثم تعمل على تقوية الأدوات والآليات لديها بالتزامن مع تعزيز التنسيق المشترك.

الخارجية الأمريكية

وأشار المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن هذا التنسيق كان أولوية منذ اليوم الأول لإدارة الرئيس جو بايدن الذي يؤمن بأن أي مبادرات أو محاولات لمنع هجمات إيران تحتاج إلى تنسيق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين.

وفي هذا الصدد أشار وربيرغ إلى التحالف الجديد الذي تم إنشاؤه مؤخرا في البحر الأحمر وباب المندب “حارس الازدهار” بهدف التصدي للهجمات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية، وهي قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم الملاحة في البحر الأحمر، وسط الهجمات المتكررة التي شنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.

وحول دعوة العراق الأخيرة بشأن إنهاء مهمة التحالف الدولي، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سام وربيرغ إن الولايات المتحدة تجمعها علاقات وطيدة وقوية بالحكومة العراقية منذ سنوات، وكذلك الأمر بالنسبة للتعاون بين الجيش الأمريكي ونظيره العراقي، وأنه حتى الآن لا يوجد تغير في هذه العلاقة.

وربيرغ أكد أن واشنطن لديها احترام كامل لأي موقف عراقي بشأن مهمة التحالف الدولي، لكنه لفت إلى أن كل شيء معلق على المناقشات المقررة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية في هذا الصدد.

وشدد سام وربيرغ على أن الولايات المتحدة ترى أن تنظيم داعش الإرهابي لا زال يمثل خطرا على الشعب العراقي والسوري ومختلف شعوب المنطقة، مؤكدا أن واشنطن ستستمر في حملتها ضد التنظيم الإرهابي، وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الجنود الأمريكيين، وحماية مصالحها بشكل عام.

 

الخارجية الأمريكية

كما أكد أن كل الجنود الأمريكيين على الأراضي العراقية موجودون بدعوة من الحكومة العراقية، استنادا على العلاقة الوطيدة بين الجانبين.

وأشار وربيرغ إلى أن الرئيس جو بايدن كان واضحا عندما قال إن واشنطن ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الجنود والمواطنين الأمريكيين ضد أي خطر أو تهديد.

ويوجد في العراق ما يقرب من 2500 جندي أمريكي، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها واشنطن لمنع عودة تنظيم داعش الذي احتل مساحات واسعة من العراق وسوريا عام 2014.