حظر مرتزقة فاغنر يجعل من الانضمام إليها جريمة جنائية تصل عقوبتها للسجن

  • شُكلت فاغنر في العام 2014 بمساعدة المخابرات العسكرية الروسية
  • قاتلت فاغنر نيابة عن روسيا في أوكرانيا وسوريا وبلدان في إفريقيا
  • بوتين اعترف بوقت سابق بأن الكرملين يمول فاغنر

تواجه مجموعة فاغنر الروسية رفضًا دوليًا على وقع انتهاكاتها في الكثير من بقاع الأرض، حيث يُرتقب حظرها من قبل الحكومة البريطانية، على أن يتم تصنيفها كـ “منظمة إرهابية” بموجب قانون الإرهاب لعام 2000.

وكانت الحكومة البريطانية اُتهمت بالتقاعس من قبل لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، نتيجة عدم قيامها بفعل ما يكفي لمواجهة أنشطة المرتزقة الروسية (فاغنر).

بعد تمردها ومقتل زعيمها.. هل مازالت مرتزقة فاغنر تُشكل تهديدًا للأمن العالمي؟

ما هي مرتزقة فاغنر؟

وتعتبر فاغنر، مجموعة عسكرية خاصة تعتمد في تمويلها على الكرملين، كما تنشط لتعزيز مصالح روسيا في كافة أنحاء العالم.

وشُكلت فاغنر في العام 2014، بمساعدة المخابرات العسكرية الروسية، وكان أعضاؤها الأساسيون عملاء سابقين في القوات الخاصة الروسية وجنود محترفين معروفين بـ “الوحشية”.

كما قاتلت عناصر من فاغنر – نيابة عن روسيا – في أوكرانيا، ولا سيما في دونباس وسوريا والعديد من البلدان في إفريقيا.

بعد تمردها ومقتل زعيمها.. هل مازالت مرتزقة فاغنر تُشكل تهديدًا للأمن العالمي؟

تمويل فاغنر

وبحسب تقرير لـ “بي بي سي”، فتعمل مجموعة فاغنر – التي ترأسها الملياردير الروسي الراحل يفغيني بريغوجين – بشكلٍ مُستقل، مقارنة بوزارة الدفاع غير الفعّالة وغير الكفؤة في الكثير من الأحيان.

وكان بوتين، اعترف بوقت سابق بأن الكرملين يمول فاغنر بما يصل إلى مليار دولار أمريكي.

أيضًا، حصلت فاغنر على عقود مربحة في دول مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان، حيث زودت حكام تلك الدول بخدمات مقابل امتيازات الذهب والماس والمعادن، في حين عادت معظم العائدات إلى موسكو لتمويل مجهودها الحربي الروسي.

بعد تمردها ومقتل زعيمها.. هل مازالت مرتزقة فاغنر تُشكل تهديدًا للأمن العالمي؟

أعمال تعذيب

وبسبب جرائمها، وجهت العديد من جماعات حقوق الإنسان الاتهامات إلى فاغنر، على وقع ارتكابها أعمال تعذيب على نطاق واسع وارتكاب فظائع في عدد من البلدان.

وتقول الحكومة البريطانية، إن المرتزقة الروسية تشكل تهديداً للمواطنين البريطانيين في الخارج.

بعد تمردها ومقتل زعيمها.. هل مازالت مرتزقة فاغنر تُشكل تهديدًا للأمن العالمي؟
مكتسبات حظر فاغنر

إن حظر فاغنر، بمجرد أن يصبح قانوناً، سيجعل من الانضمام إلى المجموعة أو المساعدة في أنشطتها جريمة جنائية، بما في ذلك تحويل تدفقات الأموال.

وتحمل بعض الجرائم عقوبة السجن لمدة تصل إلى 14 عاماً.

ويعني هذا القانون إمكانية تصنيف أصول فاغنر على أنها “ممتلكات إرهابية” ومصادرتها، وهذا له آثار قانونية ضخمة على آلاف الأوكرانيين الذين يسعون للحصول على تعويضات، وهذا يعني أنه من الناحية النظرية يمكنهم الآن متابعة هذه القضية من خلال محاكم المملكة المتحدة.

بعد تمردها ومقتل زعيمها.. هل مازالت مرتزقة فاغنر تُشكل تهديدًا للأمن العالمي؟

الأكثر شراسة

وفي نفس الإطار، أشاد الدكتور جيسون ماكو، الشريك الأول في شركة المحاماة McCue Jury & Partners، بخطوة المملكة المتحدة.

ووصف مجموعة فاغنر بأنها “واحدة من أكثر مجموعات المرتزقة شراسة وسادية والتي تعادل فجور أسوأ عناصر فافن إس إس (ألمانيا النازية).”

بعد تمردها ومقتل زعيمها.. هل مازالت مرتزقة فاغنر تُشكل تهديدًا للأمن العالمي؟
فاغنر.. تشكل تهديدًا للأمن العالمي؟

وأكد المحللون بأن فاغنر تُشكل بالفعل تهديدًا للأمن العالمي، وهو ما دفع الحكومة البريطانية من القيام بحظرها، وأشاروا: “كان يجب على الحكومة أن تتحرك عاجلًا لتقليص حجم فاغنر”.

واستنادًا لما جاء في تقرير “بي بي سي”، باتت فاغنر اليوم منظمة ضعيفة، مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر، وتحديدًا قبل أن تقوم بانقلاب تم إجهاضه بعد وقت قليل.

ومنذ ذلك الحين، تعثرت هذه القوة، وأجبرت على تسليم أسلحتها الثقيلة وتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية.

ولم تعد قواتها تقاتل في أوكرانيا، وبدلاً من ذلك، فإنهم منتشرين بين بيلاروسيا وإفريقيا، بينما انضم آخرون إلى الجيش الروسي أو عادوا إلى ديارهم.

وخسرت قوتها بعد حادث تحطم طائرة غامض في أغسطس آب الماضي أدى إلى مقتل زعيم فاغنر ونائبه والمدير المالي، وقال مسؤولون غربيون إن هذا كان انتقاما من الرئيس بوتين لتمردهم.

لكن فاغنر تظل قوة واسعة النطاق وربما مدمرة في العديد من البلدان التي تعمل فيها، وتشعر بولندا ودول البلطيق بالقلق من أنها قد تحاول إثارة المشاكل على الحدود مع بيلاروسيا.

وفي غرب إفريقيا، حلت قواتها محل القوات الفرنسية في عدد من البلدان.

ويتوقع المحللون ومراقبو الكرملين الآن أن تتولى ذراع الاستخبارات العسكرية الروسية، GRU، السيطرة على جزء كبير من توجهات فاغنر، والابتعاد عن القتال المباشر والانتقال أكثر إلى الحرب السيبرانية وعمليات “المنطقة الرمادية” التي يمكن إنكارها.