طالبان تمنح صالونات تجميل النساء شهرًا للغلق

تواصل جماعة طالبان الحاكمة في أفغانستان سياستها القمعية الممنهجة ضد المرأة، وذلك بعد أن قررت إغلاق جميع صالونات التجميل، وتصفيف الشعر في جميع انحاء البلاد.

وهذا القرار غير أنه يُعد تقييد كبير للحرية المفقودة أصلا للمرأة الأفغانية، إلا أنه له وقع اقتصادي كبير على النساء في أفغانستان.

بعد قرار طالبان.. عشرات آلاف الأفغانيات مهددات بفقدان وظائفهن

مريم، تعمل كملمعة أحذية تجلس بجوار صالون تجميل في كابول (رويترز)

بعد هذا القرار، قدّرت الغرفة التجارية في العاصمة كابول، أن أكثر من 50 ألف امرأة ستتوقف عن العمل بسبب القرار.

وقال عبداللطيف صالحي، المدير التنفيذي لغرفة تجارة كابول: “يوجد حاليًا حوالي 12000 صالون لتصفيف الشعر النسائي يعمل في أفغانستان”.

بعد قرار طالبان.. عشرات آلاف الأفغانيات مهددات بفقدان وظائفهن

وبحسب قرار طالبان، سيتعين على هذه الصالونات أن تغلق أبوابها بشكل دائم بحلول 26 يوليو المقبل.

وغالبًا ما تكون الصالونات هي المصدر الوحيد للدخل للأسر، وأحد السبل القليلة المتبقية للنساء للاختلاط الاجتماعي بعيدًا عن المنزل.

وظهرت العديد من صالونات التجميل في أنحاء كابول ومدن أخرى في السنوات العشرين الماضية.

واعتُبرت تلك الصالونات مكانا آمنا للتجمع والتواصل بعيدا عن الرجال، ووفرت فرص عمل حيوية للنساء.

وجاء في تقرير رفعه المقرر الخاص لأفغانستان ريتشارد بينيت إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن محنة النساء والفتيات في أفغانستان “هي من بين الأسوأ في العالم”.

القمع المطلق

ومنذ سيطرتها على السلطة، في أغسطس 2021، منعت طالبان النساء والفتيات من ممارسة أبسط حقوقهن.

وفي تقرير لهيئة الأمم المتحدة للمرأة صدر في أغسطس الماضي، بمناسبة مرور عام على استحواذ طالبان على السلطة، قالت المنظمة إنه على مدار الفترة الماضية، تصاعدت انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات بشكل مطرد.

بعد قرار طالبان.. عشرات آلاف الأفغانيات مهددات بفقدان وظائفهن

يتحدث مطيع الله ويسا المدافع عن تعليم الفتيات في أفغانستان إلى الأطفال خلال فصل دراسي بجوار مكتبته المتنقلة (أ ف ب)

الحرمان من التعليم

بدأت طالبان القمع ضد النساء بقرار منعهن من التعليم والذهاب للمدارس الثانوية والجامعات، وهو ما يقضي على أي نوع من أنواع الحرية المستحقة لدى النساء.

ولقى هذا القرار غضبًا واسعًا في المجتمع الأفغاني، وخاصة لدى النساء، ولكن لم يستسلمن، وقررن اللجوء إلى الدروس الخاصة لتعليم الفتيات، بعيدًا عن أعين السلطات.

بعد قرار طالبان.. عشرات آلاف الأفغانيات مهددات بفقدان وظائفهن

أرشيفية – نساء أفغانسات يمارسن لعبة كرة القدم الممنوعة عليهم ويخشين تهديدات طالبان (غيتي)

الحرمان من التنزه

لم تكتف جماعة طالبان بحرمان الفتيات من التعليم، بل قررت أيضا حرمانهم من التنزه في الحدائق العامة، وممارسة حقهن الطبيعي في ارتياد الأماكن العامة كالملاهي مثلا أو الصالات الرياضية.

كما أجبرتهن على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة أيضا.

بعد قرار طالبان.. عشرات آلاف الأفغانيات مهددات بفقدان وظائفهن

أرشيفية – نساء يمشين في شوارع مدينة قندهار، في جنوب أفغانستان (غيتي)

الحرمان من العمل الأممي

واستكمالا للقرارات الجدلية المثيرة للجماعة الحاكمة في أفغانستان، فقد قررت أيضا منع النساء من العمل لدى منظمة الأمم المتحدة.

كما قررت طالبان منعهن من العمل لدى أي منظمة غير حكومية، بل وقررت أيضاً طرد الآلاف منهن من الوظائف الحكومية.

بعد قرار طالبان.. عشرات آلاف الأفغانيات مهددات بفقدان وظائفهن

امرأة تقدم الطعام في أول مطعم نسائي افتتح للفتيات والنساء في كابول فبراير الماضي (غيتي)

وأثار هذا القرار حفيظة العديد من المنظمات الدولية، التي تحركت للتفاوض مع طالبان للعدول عن هذا القرار لاسيما وأن معظم هذه المنظمات غير الحكومية تتطلب عمل النساء.

ورغم الوعود الأولية بالسماح للنساء بممارسة حقوقهن بموجب الشريعة الإسلامية، التي تشمل الحق في العمل والدراسة، استبعدت طالبان بشكل منهجي النساء والفتيات من الحياة العامة.

بعد قرار طالبان.. عشرات آلاف الأفغانيات مهددات بفقدان وظائفهن

المناصب الحكومية

لا تشغل النساء مناصب وزارية في الحكومة، وألغيت وزارة شؤون المرأة، مما ألغى فعليا حق المرأة في المشاركة السياسية.

وفي مايو 2022، أصدرت جماعة طالبان مرسومًا يقضي بوجوب تغطية النساء وجوههن في الأماكن العامة، وأمرتهن بالبقاء في منازلهن إلا في حالات الضرورة.