فاغنر تتمرد.. عقب جرائمها في أوكرانيا وإفريقيا وسوريا

أعلنت مرتزقة فاغنر المسلحة التمرد على القوات الروسية واحتلت مدينة روستوف وقواعدها العسكرية ومطارًا داخل المدينة.

وقال يفغيني بريغوجين قائد المجموعة إن جميع المواقع العسكرية الروسية قي مدينة روستوف، باتت تخضع لسيطرة مجموعته، وأوضح أن هذا لا يعيق القيادة الروسية للعمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

موقف بوتين

لم ينتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طويلاً حتى أطل بفيديو أكد فيه أنه لن يسمح بحدوث “حرب أهلية” جديدة في روسيا وتعهّد اتخاذ إجراءات “حازمة” ضد “التهديد القاتل” الذي يمثّله التمرد المسلح للمرتزقة.

وأضاف “كل اضطراب داخلي هو تهديد قاتل لروسيا وهو ضربة للشعب وطعنة في الظهر.

تسلسل زمني: فاغنر.. من الإنكار الرسمي الروسي إلى التمرد على بوتين والجيش

 

كيف كان لـ “أخبار الآن” السبق في كشف جرائم فاغنر وصلتها بروسيا؟

كان لـ “أخبار الآن” السبق منذ سنوات، في كشف صلة مرتزقة فاغنر بالنظام الروسي، ووصفتها بكونها ظل روسيا الطويل في الدول التي تشهد حروبًا ونزاعاتٍ أهلية.

كما أكدت منصاتنا في عام 2019 أنه بمباركة من الكرملين تتواجد المرتزقة في 5 دول على الأقل بما في ذلك سوريا وليبيا والسودان وأوكرانيا.

ولكن لطالما أنكر نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترافه بها، التي تطال انتهاكاتها مناطق ودول عدة، ليتكشف يومًا بعد يوم صلة الكرملين بتلك المجموعة التي يتزعمها “يفغيني بريغوجين” أو كما يُلقب بـ”سُفرجي بوتين”.

جرائم فاغنر المتعددة

قبل سنوات، أكدنا أن الفاغنر اسمُ بات يتردّد كثيراً في ساحاتِ القتال ضمن العديد من البلدان العربية، ولأنّ الحروبَ في العالم باتت بـ”الوكالة”، فإنّ روسيا اختارت الجماعة المسلّحة للقيام بأعمالٍ قذرة في البلدان الضعيفة، بدلاً عنها.

إفريقيا

كان الاتحاد السوفييتي السابق قد أنفق مليارات الدولارات على مساعدات عسكرية لحلفائه الأفارقة، إلا أن انهيار الحكم الشيوعي في أوائل التسعينيات أجبر روسيا على التراجع عن دورها الواسع على الساحة العالمية.

لكن اليوم، عاد النفوذ الروسي في إفريقيا إلى الواجهة مرة أخرى، فبعد ثلاثة عقود تقريباً من انهيار الإمبراطورية السوفييتية، يحمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عاتقه مهمةَ إعادة بناء نفوذ موسكو الدولي في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتعتمد الحملة، في جزء منها، على بناء تحالفات مع دول نامية خارج القنوات الرسمية، غالباً من خلال وكلاء مثل متعهدي شركات أمن خاصة وشركات تجارية ومستشارين.

تسلسل زمني: فاغنر.. من الإنكار الرسمي الروسي إلى التمرد على بوتين والجيش

عناصر فاغنر في مالي (westpoint)

فاغنر.. أكثر من مجرد مرتزقة

في القلب من هذه التحركات تأتي مجموعة المرتزقة، التي حققت وجوداً راسخاً في دول مثل مالي والساحل الإفريقي، وذلك بعد تدخلاتها في ليبيا وإفريقيا الوسطى ودول أخرى.

وتتحدث التقارير عن وجود آلاف المرتزقة من مجموعة الروسية ينشطون في عدة دول إفريقية، ففي جمهورية إفريقيا الوسطى على سبيل المثال، يدعم 1890 “مدرباً روسياً” القوات الحكومية في الحرب الأهلية المستمرة،

وفي ليبيا، يُعتقد أن ما يصل إلى 1200 من المرتزقة يتواجدون في هذا البلد الذي دخل في نزاع دموي منذ سنوات.

ووفقاً لمراقبين، فإن المجلس العسكري الموالي لروسيا والمناهض للغرب في مالي قد جلب أيضاً مئات من المقاتلين إلى البلاد، وهم متهمون بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان هناك، لكن خبراء يقولون إن وجود مجموعة فاغنر في إفريقيا يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير.

فاغنر في سوريا

حاولت روسيا مرارًا وتكرارًا نفي وجود المرتزقة في سوريا، وذلك قبل 5 أعوام، وهو ما كانت تسعى إلى تصديره إلى العالم، ولكن يفغيني بريغوجين أو المعروف أيضًا باسم “سفرجي بوتين”، قال عكس ذلك قبل أيام.. وهذا ما كانت تؤكد عليه أخبار الآن منذ سنوات.

سفرجي بوتين، نشر صوراً لاستهداف قوات التحالف لمقاتليه في مدينة دير الزور السورية عام 2018، في محاولة لإثبات أن مسؤولي وزارة الدفاع لا يصلحون لمناصبهم، ولكنه في الحقيقة كشف عن فشل ذريع للنظام الروسي بأكمله الذي حاول أن يخدع العالم لفترة طويلة لكن دون جدوى.

فاغنر تفتتح مقرًا في روسيا

في نوفمبر 2022 افتتحت مرتزقة فاغنر الروسية شبه العسكرية أول مقر لها في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.

وأعلن يفغيني بريغوجين الذي أكد أنه أسس هذه المجموعة السرية للغاية ونشرها في دول في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوكرانيا، افتتاح المكتب في يوم الوحدة الوطنية في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لشركته كونكورد.

وقال بريغوجين في بيانه: “مهمة المركز هي توفير بيئة مريحة لتوليد أفكار جديدة بغية تحسين القدرة الدفاعية لروسيا”.

تسلسل زمني: فاغنر.. من الإنكار الرسمي الروسي إلى التمرد على بوتين والجيش

مقر فاغنر في سانت بطرسبورغ (أ ف ب)

 

خلاف فاغنر والجيش الروسي.. هذا ما كشفته أخبار الآن

وثقّنا عبر تقاريرنا السابقة، أن موسكو كانت تتيقّن تماماً أنّ دخولها في أي حربٍ مباشرة أمرٌ ليس وارداً أبداً في حساباتها، وعليه فإنّها تطمحُ إلى ممارسة الحرب عبر وسطاء، تتمسك بهم بلحظة، وتتنصّل منهم ببرهة غير محسوبة.

إليك أبرز مقالاتنا السابقة عن مرتزقة “فاغنر”:

تسلسل زمني: فاغنر.. من الإنكار الرسمي الروسي إلى التمرد على بوتين والجيش

ماذا حدث؟

في مساء الـ 7 من فبراير عام 2018، هاجمت قوات التحالف الدولي المرتزقة التابعة للمجموعة الروسية موقعاً عسكرياً تابعاً للتحالف في دير الزور في سوريا. أدى رد التحالف حينها إلى مقتل أكثر من 200 من المرتزقة وجرح عشرات آخرين.

كان من الممكن تجنب هذه الخسارة الكبيرة ما لم يصر زعيما الفاغنر ديميتري أوتكين ويفيغني بريغوجين على العملية، قبل تلك الحادثة في دير الزور.

ما كشفته “أخبار الآن” مسبقًا عن فاغنر

وفي نوفمبر من العام 2019، بوقتٍ لفتت “أخبار الآن“، إلى شريط مسرب لمرتزقة فاغنر وهم يعذبون أحد أفراد جيش النظام السوري ويقطعون رأسه، وهو الفيديو الذي يعود إلى عام 2017، وتم عرضه بالكامل على موقع التواصل الاجتماعي الروسي VK.

في ذلك الوقت، كان الرأي العام العالمي على معرفة محدودة بالمرتزقة والخطر الذي تشكله على الدول الضعيفة.

تسلسل زمني: فاغنر.. من الإنكار الرسمي الروسي إلى التمرد على بوتين والجيش

فعلياً، لقد كشفت دير الزور عن جشع واستهتار من يتزعم الجماعة المسلحة، وكيف يقومون بتمويل أنفسهم عن طريق الحصول على جزء من الثروة الوطنية لبلد ما، وكيف أنهم يمهدون الطريق لبعضهم البعض لتوفير الفرص التجارية لأنفسهم.

تسلسل زمني: فاغنر.. من الإنكار الرسمي الروسي إلى التمرد على بوتين والجيش

حادث استهداف الفاغنر من قبل قوات التحالف الدولي في دير الزور بسوريا عام 2018. (تويتر)

دير الزور تكشف عن جشع الفاغنر

الجماعة التي تضمّ مرتزقة روس، ليست إلا وسيلة لتحقيق الأرباح والغنائم. وما لم يكن واضحاً بالنسبة للكثيرين حول العالم، هو حقيقة “الفاغنر”، بعكس تنظيم “داعش” الإرهابي الذي سطع نجمه بشكلٍ كبير من خلال الكثير من الأعمال الإرهابية الوحشية.

ما يمكن قوله، هو أنّ روسيا تريد استغلال الموارد بالخفاء، وتريدُ أن تستبيح الحرمات كما يفعل “داعش” ولكن بصورةٍ مخفية. ولكن، أتت مدينة دير الزور السورية وفضحت ممارسات روسيا الفظيعة، وكشفت النقاب عن جماعة “الفاغنر” القذرة.