روسيا.. اعتراف نادر بمقتل 63 جنديًا في منطقة ماكيفكا
- كيف يحاول نظام بوتين التنصل من مسؤولياته؟
- الانشقاقات داخل العمق الروسي
على غير العادة اعترفت وزارة الدفاع الروسية بمقتل 63 من جنودها في قصف صاروخي أوكراني استهدف مركزًا لتجمع الجنود الروس في منطقة ماكييفكا بمقاطعة دونيتسك، وهذه أكبر حصيلة للقتلى تعترف بها القيادة الروسية منذ بدء الحرب في فبراير الماضي.
وقالت الوزارة إن القصف الأوكراني تم باستخدام 6 صواريخ من طراز هيمارس الأمريكية، والتي فشلت أنظمة الدفاع الجوي الروسية في التعامل معها.
القصف الأوكراني الذي جاء ردًا على الهجمات الضارية التي يشنها الجيش الروسي في غزوه للأراضي الأوكرانية، بالتعاون مع مرتزقة فاغنر التي تعمل بصورة وحشية داخل ساحات الحرب.
ولكن يبقى الاستفسار الدائر حاليًا هو، ماذا حدث لتعلن روسيا ولأول مرة عن أعداد القتلى من الجنود الروس منذ بدء غزوها على الأراضي الأوكرانية؟
الهواتف النقالة.. حجة نظام بوتين للهروب من الانتقادات
تحدثت وسائل إعلام عديدة عن الهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية على ماكيفكا فجر الأحد، أي في ليلة رأس السنة الجديدة، حين تم استهداف مبنى يضم الجنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم مؤخرًا في روسيا.
وتناولت بعض المصادر الموالية لروسيا أن السبب في نجاح العملية الأوكرانية يكمن في “استخدام الجنود الذين وصلوا للتو هواتفهم المحمولة بكثافة، مما أتاح للجيش الأوكراني تحديد موقعهم الجغرافي”.
ولم يسبق أن أبلغ الجيش الروسي الذي قليلًا ما يتحدث عن عدد القتلى والجرحى في صفوفه، عن تكبد مثل هذه الخسائر الفادحة في هجوم واحد.
Rare for battlefield casualties to be confirmed by Moscow. But Makiivka attack was so deadly that staying silent may not have been an option. Russian MOD says 63 Russian soldiers killed when "temporary deployment point" hit, it says, by Himars rockets fired by Ukrainian forces.
— Steve Rosenberg (@BBCSteveR) January 2, 2023
روسيا على صفيح ساخن
الوضع الآن داخل المحيط الروسي يبدو في قمة السخونة، وذلك بعد نجاح الجيش الأوكراني في اختراق العمق الروسي، وتمكن الجيش الأوكراني من تخطي أنظمة الدفاع الجوي التي طالما تغنت روسيا بمدى قوتها وصعوبة اختراقها، بل وما زاد الوضع سخونتًا داخل الأراضي الروسية، الانتقادات اللاذعة التي وجهها العديد من المسؤولين المحليين، والخبراء الحربيين، ولعل أبرزها: “كيف تم وضع هذا العدد من الجنود في منشأة غير مناسبة من ناحية الأمن والتأمين، مؤكدين أنه كان يتعين على الجنود الموجودين في المبنى استخدام هواتفهم بعيدا وعدم تركزهم في مبنى واحد”.
لتظهر إلى السطح الحجة التي يحاول عن طريقها نظام بوتين التنصل من مسؤوليته عما حدث لجنوده في تلك الليلة، ويبرر ما حدث أمام الشعب الروسي.
على ما يبدو أن الانشقاقات التي بدأت تظهر داخل العمق الروسي، والتي تسبب فيها النفوذ الزائد لـ يفغيني بريغوجينن بدأت في أن تلقي بظلالها على ساحات المعارك في الشرق الأوكراني.