هل تكون "بوتشا" أول خطوة على طريق معاقبة روسيا دولياً؟

دبلوماسي أوكراني سابق: ما حدث في بوتشا جريمة إبادة جماعية واضحة

• روسيا تحدثت عن “الفبركة” بدلاً من إعلان مسؤوليتها عن أي خطأ ارتكبه جنودها
• ثلاثة أمور تعول عليهم أوكرانيا في سبيل إثبات إدانة روسيا
• من المتوقع أن نرى “جريمة حرب” جديدة في ماريوبول

ما إن أحكمت القوات الأوكرانية السيطرة على مدينة بوتشا – الواقعة خارج العاصمة كييف – بعد خروج القوات الروسية منها، حتى وضح أمام العالم أجمع حقيقة ممارسات الجيش الروسي في الأراضي الأوكرانية والانتهاكات التي يفعلها الجنود الروس في المدن التي احتلوها منذ بدأ الغزو في 24 فبراير الماضي.

على مدار الـ24 ساعة الماضية تعالت أصوات عدة في مختلف دول العالم بضرورة محاسبة روسيا على ما ارتكبته قواتها في مدينة بوتشا.

الصور المروعة التي تناولتها وكالات الأنباء والتي أظهرت وجود جريمة إبادة جماعية للمدنيين في بوتشا إلى جانب وجود مقابر جماعية حوت جثث الأوكرانيين.

هل ستُحاسب روسيا على ما فعلته في بوتشا؟، وما هي الآلية القانونية التي ستُعاقب بها موسكو؟.

كان هذا محور حلقة اليوم من برنامج ستديو الآن، وقد تناول الزميل سيف الدين ونوس قضيتين مهمتين الأولى هي حقيقة ادعاء روسيا بأن جميع الصور التي خرجت من بوتشا مفبركة وغير حقيقة، أما الشق الثاني هو كيف سيتم معاقبة روسيا على جرائمها عبر السبل القانونية؟.

بالنسبة للمحور الأول فقد أكد فلاديمير شوماكوف الأكاديمي والدبلوماسي الأوكراني السابق، أن روسيا “ذبحت وقتلت الكثير من المدنيين في أوكرانيا”، مشيراً إلى أن ما حدث في بوتشا ببساطة هي جريمة إبادة جماعية واضحة.

وأضاف في حديثه لـ”ستديو الآن” أن من الطبيعي على نظام روسيا النازي أن ينفي كل شيء، ولكنه إنكار ساخر للحقيقة التي رآها العالم أجمع بكل وضوح.

 

وأردف: “لا توجد كلمات تصف ما فعلته روسيا في المدن الأوكرانية، ومن المتوقع أن نرى جريمة إبادة جماعية جديد في مدينة ماريوبول المسكينة”.

وعن المحور الثاني من الحديث، قال عماد أبو الرُب عضو مجلس القوميات التابع لمجلس رئاسة الوزراء الأوكرانية، إن القانون الدولي في هذه المسائل يبدو معقداً خاصة وأن معظم الدول التي ترتكب جرائم حرب دائماً ما تجد ثغرات في هذ القانون.

وعن إدانة روسيا أكد أبو الرُب أنها ستكون تحصيل حاصل لأن الأدلة والوثائق موجودة بوضوح، ولكن تبقى الإشكالية هي التوافق على هذه الإدانة، حيث أنه ستظهر دول مع الإدانة ودول أخرى ضدها، وأيضاً دول ستقبل وأخرى سترفض.

واستطرد أبو الرُب في حديثه لـ”ستديو الآن” بأن روسيا تحدثت عن وجود فبركة في الصور التي أكدت ما حدث في بوتشا بدلاً من أن تعلن مسؤوليتها عن أي خطأ ارتكبه جنودها.

وكشف أبو الرُب النقاب عن أن أوكرانيا تعوّل على ثلاثة أمور، الأمر الأول هو اعتمادها على خبراء في القانون والذين يعملون في إطار القانون الدولي، والأمر الثاني الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وأخيراً دعوة العديد من رؤساء الدول الاوروبية مثل رئيس فرنسا ورئيسة ألمانيا وبريطانيا، وكذلك عدة شخصيات أوروبية بارزة لزيارة أوكرانيا ومشاهدة جرائم القوات الروسية في أوكرانيا على أرض الواقع.