أزمة جديدة تضرب العراق بسبب إيران

أزمة خانقة يعيشها العراق، وخاصة محافظة ديالى، مع انحسار مناسيب مياه نهر دجلة بعد أن غيرت إيران مجرى عدة روافد ومنعت وصولها إلى داخل الأراضي العراقية. مناطق عدة شهدت نزوح آلاف المواطنين من القرى والبلدات التي تعتمد على تلك الروافد.

وزير الموارد المائية العراقي مهدي الحمداني، هدد بالتوجه إلى المجتمع الدولي من أجل الحصول على حقوقه المائية من إيران، بعد أن رفضت إيران الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع العراق، وبهذا فإن الوزير أكد أنه ليس هناك ”أي بوادر إيجابية“ من الجانب الإيراني حيال أزمة المياه وتقاسم الضرر الإقليمي.

حول قضية الجفاف والأزمة التي يمر بها العراق حاورت مستشار وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب في حديث خاص لأخبار الآن.

في البداية سألته عن وضع العراق حاليا مع هذه الأزمة: فأجاب قائلًا: ”إن عام 2021 كان عامًا حادًا، الجفاف ضرب كافة المناطق ليس فقط داخل العراق، بل ضرب مناطق حوضي دجلة والفرات بالكامل وهذا أدى إلى أن الواردات المائية التي ترد إلى العراق اصبحت محدودة“. 

عام 2021 كان عامًا حادًا، الجفاف ضرب كافة المناطق

وأضاف:للأسف عدم سقوط أمطار مبكرة في الخريف الحالي لعام 2021 لأننا كنا في السنة الهيدرولوجية والتي تبدأ من شهر تشرين الأول، أيضًا لم تكن هناك أمطار كافيه لمعالجة جزء من الأزمة، لذلك اضطررنا لتقليص المساحات الزراعية لهذا الموسم على أمل أن نؤمن خزين مائي مناسب لتأمين كافة الاحتياجات المائية خاصة الشرب والاحتياجات البلدية والزراعة وسقي البساتين وزراعة الخضراوات.

وأكمل: “يجب علينا تأمين ذلك خلال الصيف القادم موعد زراعة المحاصيل الصيفية التي ستتأثر مثل زراعة الرز والذرة الصفراء هدا الواقع الذي نمر به“.

إذا هنا كان لابد لي أن أسأله عن تحركات الحكومة لمعالجة هذه الأزمة خاصة في ديالى المتضرر الأكبر من هذا الجفاف؟

وأجاب عون:التحركات في هذا المجال كانت كثيرة خاصة فيما يتعلق بمجال معالجة الأضرار التي ضربت مناطق محددة، وخاصة محافظة ديالى.

ديالى تأثرت أكثر من غيرها

وأكمل: “في الواقع ديالى تأثرت أكثر من غيرها من المناطق بالجفاف لكن إجراءات وزارة الموارد المائية في اتخاذ خطوات لتعزيز المياه في ديالى كانت من خلال نقل كمية من المياه من نهر دجلة إلى ديالى الى منطقة بعقوبة لتأمين مياه الشرب بالدرجة الأولى والاستخدامات البشرية والمساعدة على سقي المزروعات كالبساتين المعمرة في المناطق التابعة لديالى”.

وواصل عون: إضافة إلى حفر عدد كبير من الآبار تجاوزت المئة بئر وإعطاء الموافقات السريعة للمواطنين لحفر الآبار لغرض إرواء أراضيهم واستخداماتهم الضرورية“.

سؤال آخر وجّهته لمستشار وزير المواد المائية حول نزوح المواطنين في الأهوار بسبب قطع إيران المياه عن العراق وعدم التزامها بالاتفاقيات الدولية، وأجاب:إن النزوح كان لبعض المواطنين من مربي الجاموس في مناطق الأهوار نتيجة جفاف مناطق في الاهوار خاصة هور الحويزة الذي يتغذى من مصدرين من داخل العراق ومن إيران، وللأسف الشديد قطعت الجارة إيران نهر الكرخة بالكامل الذي يغديه هور الحويزة من الجانب الإيراني وهذا ما أثر على حدة الجفاف في الهور هناك نزوح من مربي الجاموس وحيوانات أخرى لكن هدا النزوح أعتبره نزوحا موسميا وفي حالة ورود كميات كافية من المياه الى هذه المناطق من الأهوار مجددا ستكون هناك عودة لهؤلاء النازحين أما باقي المناطق فلم تشهد حالات نزوح مثل ما ورد في بعض وسائل الإعلام“.

سيد عون إلى أين وصلتم بالمباحثات مع إيران حول أزمة المياه؟ وهل ستلجأون فعلًا إلى المجتمع الدولي من أجل الحصول على حقوق العراق المائية؟

قال عون: ”بالنسبة لتحرك العراق في هذا المجال نحن نستمر في التباحث مع دول الجوار “إيران وتركيا، كثير من هذه المعلومات يجب أن نناقشها لغرض التخطيط للموسم الصيفي والشتوي القادم،، هذا على مستوى تركيا“.

وأوضح المسرول العراقي: “أما فيما يتعلق بإيران فكانت لدينا رغبة أن تكون هناك مباحثات فنية لمعرفة ما جرى ويجري في الجانب الشرقي بالنسبة للأنهر التي تغذي نهر ديالى خاصة نهر سيروان وفروع أخرى تغذي نهر ديالى قطعتها ايران”.

وتابع: “علينا معرفة الاجراءات الهندسية المنفذة داخل إيران وماهي هذه الإجراءات وكمية المياه التي تنقل من هذا الحوض كثير من المعلومات مطلوب أن نتعرف عليها بشكل واضح ودقيق، ولكن للأسف لن تكون هناك نية من الجانب الإيراني بأن يكون هناك اجتماع في منتصف كانون الأول الماضي وتأجل الاجتماع”.

إيران تتحجج بتشكيل الحكومة العراقية لتأخير مناقشة المسائل الفنية العالقة

وواصل: “أعتقد كان سبب التأجيل بالنسبة لإيران هو موضوع تشكيل الحكومة العراقية ونحن ضد هذا الرأي لأن الجانب الفني هو جانب مؤسساتي وليس جانب يتعلق بالسياسة العامة للبلد يعني يمكن للفنين أن يستمروا ويتعاونوا  وتعرض على أي وزير يتسلم المنصب لاحقا.”

إذا  سيد عون كيف ستعالجون هذا النقص وتواجهون الجفاف؟

يجيب عون: “هناك إجراءات فيما يتعلق بمواجهة الجفاف منها التكيف مع الحالة والتخفيف من حدة الجفاف الذي يأتي من خلال اتخاذ خطوات عديدة حيث قمنا بها بإزالة بعض التجاوزات على الحصص المائية وأيضا نقل مياه من حوض إلى آخر لغرض تأمين الاحتياجات المائية”.

ويشير المسؤول العراقي إلى أن “هناك أيضا هناك اجراءات لنصب محطات ضخ عائمة لرفع المياه في بعض الأماكن التي كانت تصلها المياه بدون ضخ، حاليا نحتاج الى رفع المياه لها بالإضافة إلى بعض الاعمال الهندسية الاخرى لغرض مواجهة الحالة وتجاوزها ونأمل أن تشهد الاشهر القادمة تساقط الامطار بحيث تعالج النقص الحاد الذي نتعرض له.

الجفاف وأزمة نقص المياه كانت ابرز نقاط الحوار بيني وبين الأستاذ عون ذياب مستشار وزير المائية، هذه الازمة أدت الى اتخاذ الحكومة العراقية خطة زراعية جديدة للموسم الشتوي لهذا العام، حيث قلصت مساحة الأراضي المشمولة بالخطة إلى النصف، فيما تم استبعاد محافظات معينة من الخطة بشكل كامل، جراء الأزمة المائية كمحافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران، استُبعدت من الخطة الزراعية بشكل كامل، نتيجة انخفاض منسوب المياه في سد “حمرين”، بسبب قلة الإيرادات المائية، واقتصرت على تأمين المياه للأغراض البستنية ومياه الشرب حصرا

ويرى خبراء أن العراق سيتضرر كثيراً من هذه الخطة، كما ستتضرر الكثير من العائلات التي تعتمد على الزراعة كمورد رئيسي.