لماذا تنظيم داعش الإرهابي يستهدف أوغندا ؟

خوف وذعر في  أوغندا تحديداً في العاصمة  كمبالا فقد أصبحت البلاد الآن هدفًا للإرهابيين.
الشهر الماضي قتلت سيدة تعمل في مطعم وسط العاصمة كامبالا في هجوم، سرعان ما أعلن تنظيم داعش الإرهابي في شرق أفريقيا مسؤوليتها عنه.

والأسبوع الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري،أيضاً أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن أول هجوم له في أوغندا، بقنبلة استهدفت مركزا للشرطة في منطقة كاويمبي.

تفجيرات الأمس وقعت في قلب العاصمة في منطقة قريبة من مبنى البرلمان المتاخم للحي العام لشرطة كامبالا، وأسفرت عن ما يقرب من ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.
وأفاد شهود عيان باشتعال سيارات وجرح عدد من الأشخاص نقلوا إلى المستشفيات عبر سيارات الإسعاف التي ملأت أصوات صفاراتها المكان.

أوغندا

منظر يظهر دخانًا وسيارات أجرة للدراجات النارية بالقرب من موقع انفجار في كمبالا بأوغندا في 16 نوفمبر 2021. رويترز

وتقول السلطات إن هذه التفجيرات تحمل بصمة الإرهابيين، في حين يرى محللون أن السلطات تعني المتشددين المتطرفين والتابعين للقاعدة والذين تتهمهم الحكومة بالتخطيط لهذه التفجيرات .
وتعتقد الحكومة الأوغندية أن عناصر من جماعة “الشباب” الصومالية التي تبايع تنظيم القاعدة، يقفون وراء هذه الهجمات، وذلك كردة فعل على مشاركة أوغندا في القوة المختلطة التابعة للاتحاد الأفريقي والعاملة في الصومال، المجاورة.

وتشارك أوغندا ب 6000 جندي في القوة الأفريقية لحفظ السلام في الصومال.

وفي شهر يناير الماضي أعلن الجيش الأوغندي عن مقتل 189 مقاتلا من جماعة “الشباب الصومالية” خلال عملية عسكرية جنوب الصومال.

ومن المحتمل أن تكون الخسائر الكبيرة التي ألحقتها تلك العملية بجماعة “الشباب الصومالية” هي الدافع وراء الثأر من أوغندا وضرب قلب العاصمة كامبالا، مريتن خلال أسابيع.
وذلك ما شهدته كينيا، المساهمة في القوة الأفريقية، حيث شهدت هجمات دموية متعددة شنها مقاتلو “الشباب”.

يذكر أيضا أنه عادة ماتتهم السلطات في أوغندا “القوات الديمقراطية الحليفة”بشن هكذا هجمات وهذه “القوات الديمقراطية الحليفة كانت قد شُكلت من أجل الإطاحة بالرئيس الأوغندي يوري موسفني، لكن انضمت إليها فصائل أخرى، وبدأت بشن هجمات عام 1995.

وانتقل المتمردون إلى الكونغو الديمقراطية تحت وطأة ضربات الجيش الأوغندي، واتهمتهم بعثة الأمم المتحدة وكينشاسا بقتل أكثر من 700 شخص في منطقة بيني منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014.

وفي مارس/آذار الماضي ربطت الولايات المتحدة رسميا تحالف القوى الديمقراطية، وهي جماعة أوغندية متشددة، بتنظيم داعش الإرهابي.

كما يعتمد تنظيم داعش في توسعاته على تحالفات مع المجموعات الإقليمية التي تشاركه في الفكر والرؤية، وهو ما يبدو أنه حدث مع تحالف القوى الديمقراطية.

أوغندا

الشرطة الأوغندية وخبراء الانفجارات يؤمنون مكان انفجار في كمبالا بأوغندا في 16 نوفمبر 2021. رويترز

السؤال الرئيسي الذي لم تتم الإجابة عليه هو: من يقف وراء سلسلة التفجيرات الأخيرة وما هي دوافعها؟ تنظيم داعش الإرهابي ايضا أعلن مسؤوليته عن تفجير كومامبوجا الشهر الماضي؟

وما هي النقطة التي يحاول الإرهابيون إبرازها؟

من المتوقع أن يلقي الرئيس موسيفيني خطابًا في البلاد يوم الجمعة 19 نوفمبر، للإعلان عن آخر المستجدات بشأن مكافحة كوفيد -19. وبسبب الأحداث المروعة التي حدثت مؤخراً، يعتقد بعض الناس أن الرئيس يجب أن يخرج ويلقي خطابه عاجلا وأن يكون الموضوع هو الوضع الأمني,بالرغم من أن جائحة كورونا تمثل تهديدًا كبيرًا ولكن المشكلة الأكبر في الوقت الحالي هي الإرهاب المتربص للبلاد.

وفقا لتعليقات سكان كمبالا, فانها تبدو وكأنها مدينة أشباح. فقد أغلق رجال الأعمال متاجرهم بينما كان الناس يفرون من منازلهم. وألغى البرلمان جلستة ، وفقًا لتغريدة من نائبة رئيس البرلمان، أنيتا أوجن.

إذاً تحاول ماتسمى «ولاية أفريقيا الوسطى» التي تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي ترسيخ وجودها داخل القارة، حيث استغلت التحالفات مع الجماعات المسلحة والفراغ الأمني الهش الموجود في تلك المنطقة.

ومن المتوقع أن تستغل ولاية قلب أفريقيا العنف المتزايد لتتوسع في نشاطها في دول الجوار.

وهو أمر عليه الكثير من الشواهد، مثل زيادة الهجمات في موزمبيق، وأول عملية تتبناها الولاية في تنزانيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي قتل فيها 20 جنديا.

وهذا التوسع، بجانب التوسع في غرب أفريقيا، هو جزء من التوجه نحو أفريقيا بعد هزيمة تنظيم داعش في معاقله في الشرق الأوسط.