زعيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي يغازل القبائل اليمنية ويهددها في آن واحد

  • نشرت مؤسسة الملاحم، الذراع الدعائية لتنظيم القاعدة في اليمن، لقاءً مرئيًا مع أمير التنظيم أبو المقداد الكندي (خالد باطرفي)
  • اللقاء الذي تبلغ مدته 59 دقيقة و34 ثانية، هو جزء من الحملة الدعائية التي يشنها التنظيم، مؤخرًا، لغسل سمعته ونفي علاقته بجماعة الحوثي
  • قال خالد باطرفي إن جماعة الإخوان حاولت الوصول لـ”التمكين” بطرق لا توصل إلى المطلوب
  • حاول “باطرفي” مغازلة القبائل اليمنية وتقديم القاعدة، من جديد، كعدو رئيس لجماعة الحوثي

 

نشرت مؤسسة الملاحم، الذراع الدعائية لتنظيم القاعدة في اليمن، مساء الخميس، لقاءً مرئيًا مع أمير التنظيم أبوالمقداد الكندي (خالد باطرفي)، حول العديد من الأحداث والتطورات التي مرت بالتنظيم خلال الفترة الماضية.

ويبدو أن اللقاء الذي تبلغ مدته 59 دقيقة و34 ثانية، هو جزء من الحملة الدعائية التي يشنها التنظيم، مؤخرًا، لغسل سمعته ونفي علاقته بجماعة الحوثي، والترويج لنفسه من جديد في أوساط القبائل اليمنية.

ووعدت مؤسسة الملاحم، بنشر أجزاء أخرى للحوار مع “خالد باطرفي”، منوهةً إلى أنها نشرت الجزء الأول فقط من الحوار معه.

واستهل خالد باطرفي، حواره بالإجابة على سؤال وجهه أحد مسؤولي “الملاحم” (الذي أدى دور المحاور لـزعيم القاعدة في اليمن) عن  سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة في أفغانستان، قائلًا: إن انتصار حركة طالبان هو تتويج لحرب دامت نحو عقدين من الزمان.

وأضاف “باطرفي” أن حركة طالبان كانت ملاذًا لجميع الجهاديين (الأجانب) من أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن زعيم الحركة المؤسس الملا محمد عمر مجاهد رفض تسليم أسامة بن لادن وغيره من قيادات القاعدة للولايات المتحدة الأمريكية وأتاح المجال للتنظيم ليقوم بالهجمات ضد الولايات المتحدة، وهو ما أسفر عن تنفيذ هجمات السفارات الأمريكية في نيروبي (كينيا)، ودار السلام (تنزانيا)، والهجوم على المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” في خليج عدن، وأيضًا هجمات الـ11 من سبتمبر/ أيلول، التي دفعت حركة طالبان ومن خلفها الشعب الأفغاني ثمنها، وأدت لسقوط حكم الحركة عام 2001.

واعتبر  زعيم القاعدة في اليمن أن انتصار حركة طالبان بمثابة “انتصار للأمة الإسلامية”، لأنه سيعطي دروسًا للحركات والجماعات الإسلامية الأخرى في سلوك درب “القتال”، وعدم الاعتماد على الوسائل التغيرية الأخرى التي لم يجنوا منها غير العناء، على حد قوله.

وأردف “باطرفي” أن “طالبان” لا تزال ثابتة على مبادئها القديمة الرافضة لتقديم تنازلات أو تغيير نهجهم، واصفًا الحركة الأفغانية بأنها لم تتغير في مبادئها وثوابتها، خلافًا لما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن تحول الحركة، ناصحًا الحركة بلزوم نفس النهج.

ولوح “باطرفي” بأن تنظيم القاعدة وحلفائه يدعمون حركة طالبان، وسيواصلون دعمها لأنها ثبتت على نهجها القديم، لافتًا إلى أن الحركة قاتلت لمدة 20 عامًا وثبتت طوال تلك الفترة، وبالتالي فإنها لن تتغير بعد وصولها للسلطة في البلاد.

مغازلة الإخوان

وفي سياق الحديث عن انتكاسات حركات الإسلام السياسي الأخرى وعلى رأسها جماعة الإخوان في مقابل انتصارات حركة طالبان، قال خالد باطرفي إن جماعة الإخوان حاولت الوصول لـ”التمكين” بطرق لا توصل إلى المطلوب، لأن الديمقراطية والدخول إلى البرلمانات وغيرها “طرق غير شرعية” وهو ما جعلها تفشل.

وأضاف زعيم القاعدة في اليمن أن “طريق التمكين” لا يتم إلا بطريق “التوحيد والجهاد”، وبالتالي لابد أن تقوم الحركات الإسلامية أن تقوم بمراجعة ذاتها في الطرق والسبل التي تتبعها، وأن تعتمد على القوة والإرهاب في الوصول إلى الحكم، ووقتها ستكون النتيجة مشابهة لما وصلت إليه حركة طالبان في أفغانستان، على حد تعبيره.

الفصائل الفلسطينية وإيران

ولفت خالد باطرفي إلى جولة التصعيد الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، قائلًا إنها تُثبت محورية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة الإسلامية، لكن تقارب تلك الفصائل مع إيران لا يصب في مصلحة هذه الأمة.

وذكر “باطرفي” أن التقارب مع إيران يؤدي إلى خسارة الفصائل الفلسطينية للتعاطف الموجود معها من قبل العديد من الشعوب العربية، لأن هذا التقارب ورفع صور قادة النظام الإيراني كقاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني السابق)، يثير حفيظة الشعوب العربية التي عانت من التدخلات الإيرانية في المنطقة.

وطلب زعيم القاعدة في اليمن، من الفصائل الفلسطينية بمراجعة نهجها في التعامل مع إيران، والاعتماد على طرق أخرى للحصول على الدعم المادي دون تقديم تنازلات للجهات التي تريد استثمار القضية الفلسطينية في تحقيق مصالحها الذاتية والترويج لشعاراتها بمعادة الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

الأوضاع في اليمن وانسحابات القاعدة

وفي إطار الحديث عن الأوضاع في اليمن، وصف خالد باطرفي، المبادرات الأممية لحل الصراع في اليمن بأنها “ذر للرماد في عيون اليمنيين”، زاعمًا أن أمريكا والغرب يريدون تمكين الأقلية الشيعية في اليمن كما حصل في العراق وسوريا ولبنان.

وأوضح “باطرفي” أن اليمن هو المعقل المتبقى لـ”القاعدة” في الجزيرة العربية والذي يتم التعويل عليه في تحقيق مشروع التنظيم العالمي، وإسقاط الأنظمة الإقليمية، نظرًا لوجود عدد من العوامل التي تُساهم في خدمة هذا المشروع.

وألمح زعيم القاعدة في اليمن أن هناك أطراف إقليمية ودولية تدخلت لتمكين مشروع الحوثيين في اليمن، مضيفًا أن أبناء القبائل اليمنية قادرين على حسم المعركة مع جماعة “الحوثي” في أقل من عام، وأن سيطرة تلك الجماعة، حتى لو تحققت، فلن تدوم.

وادعى “باطرفي” أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم جماعة الحوثي وأن هناك تخادم بين الطرفين، مستشهدًا بتزامن الإنزال الذي قامت به قوات خاصة أمريكية على منطقة يكلا اليمنية في قيفة عام 2017، ضمن محاولة لاعتقال زعيم تنظيم القاعدة السابق “قاسم الريمي”، بهجوم آخر لمليشيات الحوثي على المنطقة.

وزعم “باطرفي” أن خسارة التنظيم وانسحابه من مناطق قيفة وكذلك من مديرية الصومعة اليمنية، في سبتمبر/ أيلول الماضي، تم نتيجة وجود تعاون بين الولايات المتحدة والحوثي، إذ قامت الطائرات الأمريكية باستطلاع مواقع التنظيم في تلك المناطق، قبل هجوم الحوثيين.

وأكد “زعيم القاعدة” أن جماعة الحوثي تتبنى فكرة نقل الثورة الإيرانية الخمينية إلى داخل اليمن وجعلها تابعة لنظام “الولي الفقيه” في طهران.

التحالف العربي ومكافحة الإرهاب

وفي سياق آخر، هاجم خالد باطرفي، التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لدوره في مواجهة تنظيم القاعدة في البلاد، مشيرًا إلى أن دول التحالف تدعم المجموعات التي تحارب التنظيم كقوات الحزم الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي، والنخبة الشبوانية والحضرمية.

علاقة الحوثي والقاعدة

وببتسامة ماكرة، اجاب زعيم القاعدة في اليمن عن سؤال وجهه له محاوره حول طبيعة العلاقة التي تربط التنظيم بالحوثيين، قائلًا إن دور “القاعدة” لها دور ظاهر في قتال الحوثيين لا ينكره أحد، لكنه يعتمد طريقة خاصة وهي: “حرب العصابات”، كما كان له دور في بعض الجبهات سابقًا.

وحاول “باطرفي” مغازلة القبائل اليمنية وتقديم القاعدة، من جديد، كعدو رئيس لجماعة الحوثي، زاعمًا أن التنظيم يحاول ألا يخذل القبائل رغم تعرضه لضربات من قبل بعض القبائل والجهات التي ألقت القبض على عناصر التنظيم في مأرب (وسط اليمن) وغيرها من المناطق.

وأشار “باطرفي” إلى أن التنظيم قادر على استهداف أبناء القبائل الذين يواجهونه، لكنه يخشى من التبعات والخسائر التي تترتب عليه، مهددًا بأن مواجهة تلك القبائل المعادية له أمر سهل ويسير بالنسبة له.

وزعم خالد باطرفي أنه “لا توجد علاقة أصلًا” بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي، مردفًا أنه يقاتل الجماعة الأخيرة، منذ سنوات طويلة، ولا يمكن أن يكون هناك تقارب بينهما.

واستدل زعيم القاعدة على عدم وجود علاقات بين الطرفين بإعلان جماعة الحوثي، عبر منصاتها الدعائية، أنها تُعادي التنظيم، بالإضافة إلى انتزاعها معاقل سيطرة القاعدة في قيفة والصومعة وغيرها، مبينًا أن هناك وسائل إعلام “معادية للتنظيم” تتهمه بأنه على علاقة بالحوثيين وهذا “غير صحيح”، على حد تعبيره.

وشدد “خالد باطرفي” على أنه لا يمكن أن توجد علاقة بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، مدعيًا أن الفترة المقبلة ستشهد إثبات أكثر من قبل التنظيم على ذلك.

وأنهى “باطرفي” حديثه بالتأكيد على أن تنظيم القاعدة يواجه حربًا من التحالف العربي والولايات المتحدة الأمريكية، زاعمًا أن جماعة الحوثي هي “يد أمريكية” ضمن مشروع مواجهة التنظيم، على حد قوله.

جدير بالذكر أن تنظيم القاعدة، أطلق، مؤخرًا حملة دعائية للترويج لنفسه من جديد بعد الانتكاسات التي تعرض لها في جنوب اليمن.

وشملت تلك الحملة نشر كتب وتقارير تعريفية بالتنظيم وأهدافه عبر شبكة الإنترنت، بجانب نشر إصدارات مرئية لقيادات التنظيم البارزين، حول انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والعلاقات بين القاعدة وحركة طالبان الأفغانية، وأوضاع التنظيم ونشاطه في اليمن.