كتاب جديد حول مشروع التنظيم في شبه الجزيرة العربية

 

  • الكتاب يحمل عنوان: تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب
  • الكتاب بين أن “قاعدة اليمن” تابع لتنظيم القاعدة العالمي المرتبط بطالبان
  • لفت الكتاب إلى أن التنظيم العالمي للقاعدة له مشروعه وأهدافه الخاصة

نشر تنظيم القاعدة في اليمن، كتابًا جديدًا حول مشروع التنظيم في شبه الجزيرة العربية، على خلفية الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم خلال الفترة الماضية.

وقال التنظيم، إن نشر الكتاب الذي يحمل عنوان: (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب: التعريف – الأهداف- المشروع- المبادئ- السياسة)، هو محاولة للإجابة عن التساؤلات التي تُثار حول “قاعدة اليمن” من قبل أعضاء التنظيم

الجدد، وغيرهم، خاصةً في ظل تعدد المعلومات المنشورة عنه، واصفًا تلك المعلومات بأنها “غير محايدة”.

وبحسب الكتاب فإن “قاعدة اليمن” تابع لتنظيم القاعدة العالمي المرتبط بحركة طالبان، ويتكون من إمارة التنظيم ومجلس الشورى، وعدة لجان متخصصة (عسكرية أمنية، طبية، إدارية، إعلامية، شرعية.. إلخ)، ويناط بالإمارة،

مسؤولية الإشراف على كافة أعمال التنظيم والقيام بتدبير شؤونها في حالات السلم والحرب، والإشراف على شؤون الأفراد، والسعي لتنفيذ أهداف القاعدة، وتمثيلها على مستوى العلاقات التنظيمية وغيرها في داخل اليمن وغيرها.

ووفقًا للائحة الداخلية لتنظيم القاعدة في اليمن فإن للأمير  أو من ينوب عنه- مع استشارة مجلس الشورى- أن يقوم بعقد الهدن مع خصوم وأعداء التنظيم، وتعيين وعزل أمراء الولايات والمناطق التي ينشط فيها، وأخذ البيعات

من أعضاء القاعدة، ويتم اختيار “الأمير” بموجب تصويت داخلي لأعضاء مجلس الشورى (يتم اختياره بأغلبية عدد الأصوات)، ثم يرفع اسمه للقيادة العامة للقاعدة لكي تقره أو تقوم بعزله واختيار آخر، وفي حال قتل أو أسر أمير

“قاعدة اليمن”، أو حال مانع بينه وبين أداء مهامه، يُكلف نائب له بإدارة شؤون التنظيم حتى اختيار أمير جديد

وذكر “قاعدة اليمتن، في كتاب الجديد، أن لكل منطقة ينشط فيها التنظيم مسؤول عنها تعينه قيادة التنظيم باليمن، موضحًا أنه يسعى للانتشار في كل المناطق، داخل البلاد، وإسقاط الحكومة اليمنية الشرعية وغيرها من حكومات

الدول، وإعلان خلافة قاعدية.

"القاعدة" يُغازل القبائل اليمنية في "كتاب جديد".. ويؤكد دعمه لـ"طالبان"

ولفت الكتاب إلى أن التنظيم العالمي للقاعدة له مشروعه وأهدافه الخاصة، وأن الأفرع المحلية (كاليمن والصومال.. إلخ)، تسعى للأهداف الموضوعة من قبل القيادة العامة، كما تعمل على تحقيق أهدافها الذاتية ومشاريعها

الخاصة.

وأردف أن التنظيم يهدف إلى تحريض شباب المنطقة على الانخراط في الحركة الجهادية المعولمة، والتأكيد على مبدأ التمرد المسلح كأسلوب تغييري، والتحذير من المشاركة الديمقراطية أو قبول المشاركة في الحكومات  تحت

ستارها، أو الدخول في الانتخابات، وبيان خطر الولايات المتحدة والتحالف معها على أمن المنطقة، بجانب مهاجمة أنظمة الحكم القائمة في الدول العربية، ونصرة القضية الفلسطينية، ودعم طالبان الأفغانية وغيرها من التنظيمات

الجهادية، على حد وصف التنظيم في الكتاب.

وفي سياق متصل، قال التنظيم إنه منهجه في قضايا التكفير قائم على عدم “التوسع في التكفير”، أو الحكم على عوام الناس بالكفر، إلا في حالات محددة مرتبطة بضوابط شرعية تستوفي شروط التكفير وانتفاء موانعه، على حد

قوله.

ويحاول التنظيم إبراز نفسه كنقيض أيدولوجي لتنظيم داعش، لاسيما في ما يتعلق بأحكام ومناطات التكفير، وذلك ضمن سياسته الرامية إلى التقرب إلى المجتمعات المحلية وتكوين حاضنة شعبية فيها.

وألمح التنظيم إلى أن موقفه من مسألة الاقتتال مع القبائل اليمنية، موضحًا أنه يسعى لتجنب القتال معها، وفي حال حدث أي خلاف بين الطرفين يسعى لحله وإيقاف القتال عن طريق التفاوض وغيره من الوسائل غير القتالية،

وفي حال فشلت تلك المحاولة يقرر الدخول في قتال معها، وذلك بعد الرجوع إلى اللجنة الشرعية واستشارتها.

ويعمل التنظيم، منذ سنوات، على محاولة كسب ود القبائل المحلية في اليمن وإظهار نفسه كداعم وحليف موثوق بالنسبة لها في مواجهة جماعة الحوثي، رغم تكرار انسحابه من جبهات القتال أمام تقدم الحوثيين، وتركه لأبناء

القبائل في مواجهتهم، كما حدث، مؤخرًا، في مديرية الصومعة اليمنية (جنوب العاصمة).

ودعا كتاب (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب: التعريف – الأهداف- المشروع- المبادئ- السياسة، إلى نصرة تنظيم القاعدة في اليمن عبر أي طريق متاح، كالانضمام إلى التنظيم أو تمويله ودعمه بالأموال اللازمة لمواصلة

عمله ونشاطه في اليمن، وإيواء أفراده ودعمهم، ومعالجة جراحهم، وكفالة أسر الجهاديين، التحريض الإعلامي على نصرة “القاعدة” وحلفاءه، والامتناع عن تقديم أي دعم لخصومهم.

وأكد “قاعدة اليمن” أنه يدين لحركة طالبان الأفغانية بـ”حق السمع والطاعة”، بجانب النصرة والولاء والدعم، وتقديم الدعم المالي والعسكري والبشري لها، واصفًا العلاقة مع الحركة بأنها قائمة على “المحبة والأخوة”.

ولفت التنظيم إلى أنه يدعم ما يُعرف بـ”الثورات العربية”، ويشارك فيها، ويسعى لتوجيهها، مع التأكيد للمشاركين فيها على أن ضرورة اللجوء للعمل المسلح باعتباره وسيلة ناجعة في مواجهة الحكومات العربية.

وتعرض تنظيم القاعدة في اليمن، إلى العديد من الهزائم والانتكاسات العسكرية، على مدار السنوات الماضية، وانسحب من غالبية المناطق التي سيطر عليها في البلاد، وينشط حاليا داخل مناطق محدودة في الجنوب اليمني.

وانسحب مقاتلو التنظيم، من مديرية الصومعة (محافظة البيضاء)، التي كانت تعد إحدى مناطق نشاط التنظيم، وواحدة من قواعده العملياتية في جنوب البلاد، تاركًا مقراته وأسلحته ووثائق تعريفية لمقاتليه، ليستولي عليها

الحوثيين الذين سيطروا على المديرية ونشروا صورًا لدخولهم مقرات القاعدة، قائلين إن الجماعة الأولى تكافح الإرهاب المعولم الذي تمثله القاعدة على حد زعمهم.