في ظلّ التخبط الذي تشهده أفغانستان على مختلف الأصعدة منذ تسلّم طالبان زمام الأمور في البلاد، برز الكثير من الاسئلة الملحّة بشأن مستقبل الشعب الأفغاني، والتي حاولت “أخبار الآن” الحصول على إجابات، فيما تزداد الأوضاع الإقتصادية سوءاً وسط تعقيد في المسائل السياسية.

وفي مقابلة مع “أخبار الآن“، اعتبر الخبير السياسي في الشأن الأفغاني، ذكر الله الهاشمي، أنّ “الأمن في أفغانستان اليوم أفضل”، مدّعياً أنّ “أفغانستان تعيش منذ شهر ليلاً هادئاً لم يعشه الشعب منذ 20 عاماً، وهناك تحسّن أمني بشكل جيّد، والناس يتنقلون بين الولايات الامر الذي كان محالاً في وقت سابق”.

وبشأن الخوف الذي أصاب الأفغان عند دخول طالبان العاصمة كابول، قال الهاشمي إنّ “ذلك الكلام غير صحيح”، نافياً أن تكون حكومة طالبان تقوم بعملية تصفية لأيّ مسؤول حكومي. وأضاف: “طالبان أصدرت عفواً شاملاً وكاملاً، وهناك أشخاص من الحكومة السابقة في كابول ولا تتم ملاحقتهم”.

وعن الخلافات داخل طالبان على خلفية التشكيلة الحكومية، أكّد الهاشمي لـ”أخبار الآن“، أنّه “ليست هناك أي خلافات لأن الحركة التي توجد داخلها خلافات لا يمكن أن تحارب دول كبرى على رأسها أمريكا وحلف الناتو والدول التي تعمل الى جانبهم”. وتابع: “لم تكن هناك خلافات بينهم، وذلك مجرّد إشاعات”.

وبشأن الرموز المطلوبة دولياً في طالبان، والتي شغلت مناصب حكومية في التشكيلة الجديدة أخيراً، أجاب الهاشمي قائلاً  باستهجان: “من وضعهم على القائمة السوداء؟ الولايات المتحدة الأمريكية”. وأضاف: “لذلك اتفقت أمريكا مع طالبان في الدوحة على حذف أسمائهم من القائمة، ولم يحصل ذلك”.

وفي إطار الإستفهام عن مناشدات طالبان لأمريكا بإعادة اعمار افغانستان رغم العداء بينهما، دعا ذكر الله الهاشمي، الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها إلى مدّ يد العون للشعب الأفغاني، “غفراناً لذنوبها التي ارتكبتها في أفغانستان”، مشيراً إلى ضرورة أن ترفع أمريكا يدها عن الأموال الأفغانية المجمّدة”.

هل زعيم طالبان هبة الله أخوند زاده على قيد الحياة؟

وعن زعيم طالبان المتواري عن الأنظار الملا هبة الله أخوند زاده، قال ذكر الله الهاشمي: “ليس غريباً تواريه عن الأنظار، فمعظم العلماء المسلمين لا يحبذون التصوير  إلّا للضرورة القصوى التي تؤدّي لمصلحة أفضل”. وأضاف ردّاً على مسألة احتمال أن يكون زعيم طالبان ميتاً: “إذا لم يكن موجوداً، كيف له أن يقود حركة بهذا الحجم”، مبدياً اعتقاده بأنّه “في حال زادت الإشاعات بشكل يهدّد السلم الاجتماعي والامن، فسيظهر مثل ما ظهر الملا عبد الغني برادر”.

الهاشمي: لا وجود للقاعدة في أفغانستان

وفي سياق الحصول على إجابة عن أهم التساؤلات التي طرحتها “أخبار الان” على الخبير الافغاني ذكر الله الهاشمي، والمتعلقه بمدى تواجد تنظيم القاعدة في أفغانستان، أجاب الهاشمي قائلاً: “أنا لم أسمع شخصياً من أيّ شخص أفغاني أنّه شاهد شخصاً من القاعدة أو أيّ شخص ينتمي لتنظيم القاعدة”. وأضاف أنّ “المتحدّث باسم طالبان، كان قد تكلّم في هذا الموضوع مرّات عدّة”، مشيراً الى أن الحركة اثبتت في محاربتها لداعش انها لن تسمح بوجود أولئك الأشخاص في أفغانستان، ولن تسمح ببقاء أشخاص ليسوا في صالح البلاد، ويتعارض وجودهم مع شروط اتفاق الدوحة.

شاهدوا أيضاً: طالبان تستولي على افغانستان ماذا يعني ذلك لتنظيم القاعدة؟