يوافق 6 تموز/ يوليو، مرور عام كامل على حادث اغتيال الباحث والخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي في هجوم مسلح قرب منزله في حي زيونة ببغداد، بعد خروجه من مقابلة تلفزيونية انتقد فيها أنشطة الجماعات المسلحة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ ومهاجمة البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء ببغداد، واصفاً إياها بـ”قوى اللادولة”.

شكلت الجريمة يومها صدمة لدى الأوساط الأكاديمية والسياسية والشعبية العراقية وحتى الدولية على حدّ سواء، من دون التوصل إلى الجناة أو الكشف عنهم.

وعبر أصدقاء الهاشمي عن حزنهم المستمر من فقدان الأخير، فيما أكدوا على دوره في محاربة الفكر المتطرف ومساعدته الدولة على مواجهة التنظيمات الارهابية والميليشيات المسلحة.

من جانبه أكد فاضل أبو رغيف الباحث الأمني وصديق هشام الهاشمي ان الأخير كان له دور محوري في محاربة تنظيم داعش الإرهابي والميليشيات المسلحة التي تعيث فسادا في العراق.

واشار أبور رغيف لأخبار الآن ان هاشم الهاشمي كشف اسلوب تفكير عصابة داعش وطريقة تنفيذهم للعمليات وترتيباتهم العسكرية والادارية الأمر الذي سهل من عملية محاربتها

وعلى الرغم من وضع الأمن العراقي يده على أكثر من تصوير حيّ من كاميرات المراقبة لمنزل الهاشمي والمنازل القريبة منها والأزقة والشوارع التي مرَّ منها القتلة، لكن من دون نتائج، علماً أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وهو صديق شخصي للهاشمي، أعلن التوصل إلى خيوط تتعلق بالجريمة، لكن لا شيء واضحاً على أرض الواقع.

اصدقاء الهاشمي عبروا لأخبار الآن عن افتقادهم له، معددين مناقبه وصفاته وذكرياتهم معه.

 

وسام الملا : هشام كان كـ “النسمة”.. هادىء وبسيط ومتواضع

 

هشام الهاشمي.. عام على الاغتيال ولا تزال ذكراه حاضرة

وسام الملا – صحفي وصديق هشام الهاشمي

 

وكان آخر تعليقٍ من حكومة الكاظمي بشأن الحادثة، هو ما صدر عن المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء أحمد ملا طلال، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حين قال إن “قوات الأمن تعرفت إلى قتلة الهاشمي من خلال ضبط دراجتين ناريتين في منطقة بالعاصمة بغداد”، كاشفاً عن “التعرف إلى شخصين كانا يستقلان إحدى الدراجتين في عملية الاغتيال”.

وأضاف “تبين لاحقاً أنه تم تهريب هؤلاء الأشخاص إلى خارج العراق من قبل بعض الجهات”.

 

“أخبار الآن” كشفت تفاصيل مقتل هشام الهاشمي وما توصلت إليه نتائج التحقيق

 

في حي زيونة الراقي شرقي العاصمة بغداد كان يسكن الخبير الأمني الراحل هشام الهاشمي، قبل اغتياله بدقائق عاد من مقابلة تلفزيونية مع فضائية محلية في حي الكرادة وسط العاصمة العراقية.

يُعرف حي زيونة بأن سكنته من الضباط في الجيش العراقي وجهاز المخابرات وبعض رجال الأعمال والعوائل الميسورة، وكانت محيطة بمنزل هشام منازل لعدد من القادة الأمنيين، ودائماً ما كانت تتجول دوريات الشرطة في تلك المنطقة بحسب شهود عيان.

شهود العيان القريبين من منزل الهاشمي قالوا لـ”أخبار الآن”: “في ذلك اليوم لم نر دوريات شرطة تتجول في المنطقة. لا نعرف ما السبب، حتى نحن تحدثنا بعد مقتله عن سبب ذلك”.

يسكن الهاشمي في محلة 716 في حي زيونة، خلف (مول زيونة)، وعند مدخل هذه المحلة هناك نقطة تفتيش تابعة لقوات الشرطة الاتحادية، وفي هذه النقطة هناك كاميرا تصور الداخلين والخارجين للحي.

 

احسان الشمري: كان لهشام دور كبير في محاربة داعش في العراق

 

هشام الهاشمي.. عام على الاغتيال ولا تزال ذكراه حاضرة

احسان الشمري – باحث سياسي وصديق هشام الهاشمي

 

عندما دخل الهاشمي إلى الفرع الذي فيه منزله كانت تسبقه سيارة بيضاء مضللة نوع (شوفرليت)، ووفقاً لشهود العيان، فإن “هذه السيارة لم تُشاهد سابقاً هناك، ولم يُشاهدوها بعد الحادث”.

مصادر أمنية أخبرت “أخبار الآن”، بأن “هناك شكوك تحوم حول تلك السيارة بأنها كانت جزءاً من المجموعة التي اغتالت الهاشمي، لكن لم يتم التعرف عليها حتى الآن، فهي قد تكون من دون لوحات”.

وفقاً لتلك المصادر، فإن “الكاميرات المنصوبة من قبل السلطات الأمنية العراقية في محيط زيونة أطفأت في ذلك اليوم”، ولم تتأكد من ذلك “أخبار الآن” حتى اللحظة.

لكن المصادر كشفت عن خط سير الدراجتين، وقالت إنهما “خرجتا من حي زيونة باتجاه مناطق شرقي بغداد ودخلتا إلى حي الحبيبية في منطقة الصدر ثم انقطعت متابعتهما”.

اللجنة التي شُكلت برئاسة وكيل الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية اللواء الركن عامر صدام، لم تصل حتى الآن إلى أية نتائج، وهناك معلومات يتحدث عنها نُشطاء تفيد بـ”وجود ضغوط على هذه اللجنة”.