لبنان… عائلات لبنانية تعيش في المقابر

“يكون عنا دولة بتخلينا نعيش حد المقابر؟”، هذا ما قالته المواطنة اللبنانية “فاطمة الكك “وهي احدى سكان حي المقبرة التي كانت تاريخيا مخصصة للغرباء الذين كانوا يأتون الى طرابلس شمال لبنان ويموتون فيها.

فاطمة أو أم أحمد تقطن مع زوجها واولادها وأحفادها..عشرة أشخاص ينامون في غرفتين ويحلمون بتحقيق أبسط حقوقهم..

وتقول فاطمة الكك وهي مواطنة لبنانية تعيش في حي المقابر “انا أم العائلة وزوجي يعاني.. ابني لديه خمسة أولاد بلا عمل..” “ماذا نفعل؟ هل نشحذ لا نريد ذلك..”

“الدولة لا تطعمنا ولا تسأل عنا انا وزوجي.. عمري 70 سنة ألا يجب أن يؤمنون حاجياتنا؟. أنا وزوجي مسنان نضطر الى جمع التنك والحديد من حاويات النفايات كي نبيعها ونصرف ما أمكن..

وفي المنزل، أطبخ مجدرة وبطاطا علما أن ثمن كيلو البطاطا بات 4000 ليرة لبنانية..

وفي بعض الأحيان، يبقى الأولاد بلا طعام حتى فترة ما بعد الظهر، وانا أحيانا أذهب الى سوق الخضار لجمع بعض الحبات لاطعامها للأطفال.”

أما ابنة “فاطمة الكك “والتي تفضل عدم كشف وجهها، تقول: نعيش من قلة الموت.. لا أحد يساعدني أنا وزوجي الذي يعمل في مقهى لكنه لا يستطيع تحصيل أكثر من 20 ألف ليرة لبنانية في اليوم وهي لا تكفي لشيء، وزوجي بحاجة الى الدواء لكن لا يستطيع شراءه.

عائلة “أم أحمد” تتقاسم الهموم مع أقرانها من العائلات التي أتت من مناطق شمالية عدة.

وتقول فاطمة: من هنا كلها قبور والناس يعيشون الفقر نفسه..

لا مكان اذا لفقراء في عاصمة لبنان الثانية سوى هنا , حيث يعيش الأحياء والأموات تحت سقف واحد..