تربية الحمام في دلهي القديمة شائعة الانتشار بين الناس

يضج صدى الممرات الجانبية المزدحمة في دلهي القديمة بتصفيرات بعض الرجال المثيرين للاهتمام الذين يقومون بتربية الحمام على أسطحهم الخاصة.

تعتبر هواية تربية الحمام الفريدة من نوعها شائعة جدًا في دلهي القديمة، لدرجة أن الناس هناك يعتبرونها جزءًا من روتين يومهم وتدور خططهم الأخرى حوله أيضا.

بدأت هذه الرياضة في العصر المغولي للإمبراطور شاه جهان، ولا يزال يُعتقد أن هذه الرياضة هي هواية للعائلة المالكة.

يشار إلى أن هذه الرياضة ليست رخيصة، فالمدربون ينفقون مبالغ طائلة من المال لتدريب الحمام للمشاركة في السباقات المحلية.

تستغرق مهمة السيطرة على الحمام حوالي ستة أشهر في بعض الحالات

محمد فهيم، وهو أحد مربي الحمام في دلهي القديمة (33 عاما) يقوم بتربية الحمام منذ أن كان في 17 من عمره ويمتلك حوالي 130 طير حمام.

وعن قواعد تربية الحمام، يقول فهيم “أبرز قاعدة في تربية الحمام هي اختيار الوقت المناسب للتعامل معهم. على سبيل المثال، أنا اخصص الساعة 10:15 صباحًا من كل يوم لتربية الحمام وأوقم بذلك لمدة نصف ساعة فقط”.

وأضاف ” أقوم باطعامهم ” الشيكناو” وهو مزيج من الخبز الهندي واللوز والفستق والكاجو والمشمش ، وهو في الأساس طريقة لإطعامهم الفواكه الجافة.”

أما في الصيف، فيقول فيهم إنه يقوم بتقديم نفس المزيج ولكنه يكون مغموسا في الماء حتى تظل أجسام الحمام باردة.

وتابع فهيم “الحمام يفهم الإشارة التي نعطيها لهم بالمضرب والعلم. فمثلا عندما نلوح بطريقة خطية ، فهذا أمر باتباع مسار مستقيم. بينما الحركة الدائرية تعني التحليق في مسار يشبه الحلقة .

ويعتبر الحمام لدى هؤلاء مثل أطفالهم ويدللونهم كثيرًا، حيث يتم إطعام الحمام أفضل نوعية من اللوز والفستق والكاجو حتى تكتسب القوة وتجلب المجد لهم.

والخلخال والحلي التي يرتديها طير الحمام مصنوعة خصيصًا من قبل المدربين لجعلها تبدو جذابة.

محمد بلال وهو مختص في تربية الحمام، يتحدث عن هذه الرياضة قائلا “هذا هو شغفي الوحيد، أحيانًا أشارك في سباقات تكون لمدة ساعتين في اليوم، وأحيانًا 4 ساعات وفي بعض الأيام لا أتوقف طوال اليوم”.

وأضاف ” أنا مغرم فقط بالحمام من البنجاب على الرغم من وجود سلالات مختلفة… بدأنا الشراء عندما كان سعر طير الحمام الواحد ب 5 روبيات فقط، واليوم يباع الطير الواحد مقابل حوالي ألف روبية”.

وفي عالم تدريب الحمام، تأخذ المهمة غير السهلة شهورا من المدربين لجعل الحمام يعرف صوتهم ويتعرف على السطح الذي يحتاج الهبوط عليه. وقد تستغرق مهمة السيطرة على الحمام حوالي ستة أشهر.

يستخدم مربو الحمام تقنيات مختلفة كالصفير للتواصل مع “جيشهم الطائر”

مع تغير الفصول، تتغير أيضًا احتياجات وقدرات الحمام. يقول المدربون إن الرياح الموسمية هي الفترة الأكثر صعوبة ، لأن هذا هو الوقت الذي تتخلص فيه الطيور من ريشها.

عندما يطير الحمام ، يتم استخدام عصا متصلة بمنديل كبير من لون معين للتحكم في اتجاه هذه الطيور القوية الجسم في الهواء. يستخدم المدربون أيضًا أنواعًا مختلفة من تقنيات الصفير للتواصل مع “جيشهم الطائر”.

خلال النهار، تصبح سماء دلهي القديمة مزدحمة جدًا لدرجة أن المدربين لديهم أوقات محددة لتجنب اصطدام طيور الحمام ببعضها.