أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية 62 نغطي فيها الفترة من ٨ إلى ١٤ نوفمبر ٢٠٢٠.

في العناوين:

– أسبوع صعب على القاعدة، أنباء عن وفاة الظواهري

– وأمريكيون يؤكدون ما نقلناه الشهر الماضي عن قتل نائبه أبي محمد المصري في طهران

– فهل مات الظواهري حقاً؟ وإن تأكد، هل تواجه القاعدة مأزقاً في الهرم؟

– في حديث نادر، زعيم داعش في الصحراء الكبرى يتحدث إلى إعلام التنظيم

ضيفة الأسبوع: المقدم رولا العمرو، ناجية من تفجيرات عمان التي صادفت ذكراها الخامسة عشرة في ٩ – ١١ الجاري. المقدم رولا أصيبت بشلل رباعي. وبإمكانك الاطلاع على قصتها كاملة في هذا الفيلم الوثائقي.

هل مات الظواهري؟

المرصد 62 | أنباء عن موت الظواهري.. وأمريكيون يؤكدون قتل نائبه أبي محمد المصري في طهران

مساء الجمعة ١٣ نوفمبر، ذكر حسن حسن، رئيس تحرير مجلة newlines، على حسابه التويتر أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري تُوفي الشهر الماضي وفاة طبيعية. وأن مصادر في تنظيم حراس الدين أكدوا المعلومة. حسابات القاعدة على التلغرام لم يتطرقوا للخبر وبدا لي أنهم لم يطلعوا عليه أصلاً. على الأقل حتى ساعة إعداد الحلقة فجر الأحد. آخر ظهور موثق للظواهري كان في فبراير الماضي بحسب ما جاء في تقرير مجلس الأمن الدولي عن طالبان الصادر في مايو ٢٠٢٠.

الملاحظات على خبر الظواهري. ليس غريباً على التنظيمات الجهادية ألا تعلن مباشرة عن وفاة قيادييها.

فحتى الآن لم تؤكد القاعدة قتل حمزة بن أسامة بن لادن الذي قالت واشنطن إنه قُتل في وقت ما من العام الماضي ٢٠١٩. ونذكر أن تنظيم القاعدة في المغرب العربي أكد وفاة أبي عياض التونسي وجمال عكاشة وغيرهم بعد سنة من قتلهم في فبراير ٢٠١٩. ثانياً، ماذا كان يفعل الظواهري خلال العام الماضي مثلاً؟ نعلم أن الرجل مريض. ونعلم أن رسائله التي تبثها مؤسسة السحاب القناة الرسمية للتنظيم منسلخة عن الواقع أي أن الرجل لم يكن يخاطب أنصاره خطاب الزعيم القائم على رأس عمله إن صح التعبير. فهل سيكون غيابه مقلقاً للقاعدة؟ من ناحية، ربما كان الجواب بالنفي على أساس أن التنظيم اعتاد غياب الظواهري تحديداً، وغياب قياديين محليين. نذكر أن فرع التنظيم في شمال إفريقيا لا يزال من دون أمير بعد قتل دروكدال. وباطرفي زعيم الفرع في اليمن غائب وهو الرجل الذي يعشق الكاميرا. ولنذكر أيضاً أن الظواهري نفسه كان يحضر حمزة لتولي قيادة التنظيم. كما أنه أحاط نفسه بنواب مرشحين لخلافته.

على الجانب الآخر، ربما كان الجواب نعم من حيث أن وجود رجل “جدلي” على هرم التنظيم قد يُعجّل انحلاله. فمن بقي من القادة المعروفين لـ خلافة الظواهري؟

وهنا نأتي إلى خبر أبي محمد المصري. في أكتوبر الماضي تتبعنا خبراً من حساب باسم (أنباء جاسم) على تويتر يقول إن أبا محمد المصري، نائب الظواهري، قُتل في طهران ومعه ابنته مريم أرملة حمزة بن أسامة بن لادن. وتحققنا من أن الرجل ليس من حزب الله كما زعمت وسائل إعلام إيرانية، وليس من إيران كما قالت الرواية الرسمية. الجديد هو أن النيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن الرجل قُتل فعلاً وأن واشنطن أوعزت للموساد الإسرائيلي بقتله.المصري كان ضمن مجموعة من كبار قادة القاعدة أقاموا في طهران بعد غزو أفغانستان بموجب اتفاق مع الدولة الإيرانية. من هؤلاء سيف العدل المسؤول العسكري والرجل الثالث في التنظيم، وأبو حفص الموريتاني شرعي التنظيم، وأبو القسام الأردني صهر الزرقاوي. في ٢٠١٥ أطلق سراح عدد منهم في تبادل سجناء مع قاعدة اليمن. لكن المصري وسيف العدل بقيا في إيران. ومع قتل حسام عبدالرؤوف مسؤول التنظيم الإعلامي الشهر الماضي، لم يبق، على الأرجح لإدارة التنظيم، سوى سيف العدل الموجود في إيران. وهذه ستكون معضلة.

“الجاسوسية” في قاعدة الهند

نقل الصحفي الأفغاني بلال سرفاري على حسابه التويتر أن لديه معلومات مؤكدة عن أن أسامة محمود تولى زعامة تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية خلفاً لـ عاصم عمر الذي قُتل في سبتمبر ٢٠١٩. محمود كان الناطق باسم التنظيم. ويضيف سرفاري أن الرجل على الأرجح توفي هو الآخر. يقول سرفاري أيضاً أنه تلقى معلومات عن أن التنظيم أعدم قيادياً رفيعاً لمخالفته الأوامر وكشف أسرار التنظيم، في حالة هي الأولى من نوعها من دون أن يذكر اسم القيادي. يذكرنا هذا بعدوى الجاسوسية التي تعصف بفرع التنظيم في اليمن.

داعش الصحراء

نشرت صحيفة النبأ التابعة لداعش في عددها ٢٦٠ حواراً مع أبي الوليد الصحراوي أمير داعش في منطقة الصحراء الكبرى. وهذا الأمر يحسم أنباء ترددت عن أن عبدالحكيم الصحراوي حلّ محل أبي الوليد في نهاية ٢٠١٩. في أغسطس الماضي وردت أنباء عن أن فرنسا قتلت عبدالحكيم. أهم ما جاء في هذا الحوار: تنظيم القاعدة كان صورة لا حقيقة له بسبب الخلافات بين أمراء الجماعات المقاتلة في غرب وشمال إفريقيا؛ تنظيمات القاعدة ناصبت داعش العداء لخوفها على نفوذها، فكانت “تحجب أخبار الجرائم التي ارتكبتها فروع القاعدة الأخرى وأتباعهم مثل طالبان خشية إطلاعهم على حقيقة الحرب الدائرة … وما وقع فيه تنظيمهم من كفر و ردة؛” ولهذا فإن تنظيمات القاعدة تسجن وتقتل كل من تشك في إمكانية لحاقه بداعش؛ ومن ذلك أن الحرب الأخيرة بين داعش والقاعدة في مالي وبوركينافاسو تحديداً كانت بسبب تزايد انضمام مقاتلين من القاعدة إلى داعش.

في رد القاعدة على المقابلة، أصدرت وكالة ثبات، وهي حساب رديف لحسابات القاعدة الرسمية، نشرتها الأسبوعية يوم الجمعة ١٣ نوفمبر، بعنوان رئيس هو: “داعش يتستر على جرائمه في مالي ونائب أميره في إفريقيا ينفذ شخصياً إحدى فظائع التنظيم” وهذا إشارة إلى عبدالحكيم الصحراوي الجزار الذي أعدم رجلاً بأن قطع يده وسمل عينيه قبل أن ينحره. ثبات أشارت أيضاً إلى قتل رعاة أغنام في المنطقة، وتهجير مسلمين من قراهم، وفرض أتاوات باسم الزكاة. وتقول إن الإعلام الرسمي للتنظيم لم يتبنّ هذه الجرائم واستنتجت أنه ربما غير راضي عنها. وهذه طبعاً مفارقة، من ناحية: لا القاعدة ولا داعش يهمهم الأبرياء الذين يُقتلون ويُهجّرون، ولن يتوانوا عن تبني هذه الجرائم، فقد تبنوا مثلها كالإعدامات في العراق، وتفجير المساجد في أفغانستان. ومفارقة أخرى أن بروفايل العدد كان عن الزرقاوي، وبالبونط العريض كتبوا” الزرقاوي – ذباح المرتدين” أشارت ثبات أيضاً إلى أن عناصر داعش يسلمون أنفسهم للحكومة البوركينية.

الجولاني

نقل حساب رد عدوان البغاة المعارض لهيئة تحرير الشام أن الجولاني لم يظهر منذ أكثر من أسبوعين لأنه أصيب بكسر نتيجة سقوطه عن ظهر الخيل في أحد النوادي الخاصة. وأنه طلب من أبي أحمد حدود، نائبه، إدارة شؤون الهيئة. حسابات مقربة من الهيئة نفت الخبر.

تسريبات

يواصل الحساب نفسه نشر “تسريبات” من المكاتب الأمنية التابعة للهيئة تُظهر تورط أمنييها وقيادييها في جرائم خطف وسرقة وابتزاز. لماذا هذا مهم؟ يقول الحساب إنه بالرغم من معرفة قيادة الهيئة بهذه الخروقات إلا أن مرتكبيها يكافؤون بالمنصب والنفوذ. وبالتالي فإن نفاق الهيئة بادٍ فلا تحكم بالحق ولا الشرع، ولا تختلف عملياً عن حكم من قاموا ضده – أي نظام الأسد.

غنوم

من القصص التي استحوذت على اهتمام الإدلبيين هذا الأسبوع، مقتل شابين من آل غنّوم على أيدي أمنيي هيئة تحرير الشام. مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة اعترف بأن القتل لم يكن متعمداً وإنما لاشتباه.

المعارضون يعتبرون ذلك ترقيعاً، ويطالبون بالقصاص ويأخذون على الهيئة أنها سلّمت جثتي الشابين شريطة عدم التعرض لسيرة الهيئة والجولاني. حساب مزمجر الثورة علّق: “كان النظام يشترط علينا التكتم الإعلامي ودفن الشهداء سراً وكذلك فعلت هيئة الجولاني اليوم فأي خزي وعار وصلتم إليه ياثوار؟”