أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية (خاص)

لم يمر عيد الأضحى المبارك على أقلية الإيغور المسلمة في الصين، كما هو معتاد في بلدان ومدن العالم الإسلامي، ليس فقط من أجل تفشي فيروس كورونا، بل بسبب ممارسات الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، واضطهاده للأقلية المسلمة التي لم تعد تعرف معنى للعيد منذ سنوات طوال.

السكرتير العام لمنظمة إحياء الإيغور، أرسلان هدايات، أكد أن الأقلية المسلمة مُنعت من ممارسة أي طقس من طقوس العيد خلال عيد الأضحى.

وقال في مقابلة مع أخبار الآن: “عيدكم مبارك، أنتم تمنيتم لي عيدا مباركا وأنا اتمنى لكم أيضاً عيدا مباركاً… هذه العبارة بحد ذاتها مع عبارات أخرى مثل “السلام عليكم وسبحان الله وأمانة الله” كل هذه العبارات ممنوعة وتحدثت إلى بعض الإيغور ولكنهم لا يستطيعون حتى ذكر كلمة عيد مبارك”.

وتابع: “في نفس القوت، نرى مسؤولين صينيين ودبلوماسيين يكتبون على تويتر عبارة “عيد مبارك”. هذا نفاق لأن مجرد ذكر تلك العبارة في الصين يعتبر أمرا غير قانوني ويدفع بقائله إلى السجن”.

السكرتير العام لفت إلى أن السلطات الصينية منعت بيع لحوم الأضاحي قبل العيد مباشرة وقال: “ما يعتبر أنه أمر جنوني، هو أنه قبل العيد مباشرة كان لدينا مشكلة في الحجر الصحي وتم ارسال مستندات رسمية إلى الإيغور تبلغهم بمنع بيع لحوم الأبقار والأغنام، ولكن يسمح ببيع لحوم الخنازير والدجاج فقط. هذا أمر مقلق للغاية لأنه بشكل عام يتوجب ذبح الأضاحي في العيد وهم قاموا بمنع ذلك فجأة… هذا نوع جديد من الاضطهاد ضد الإيغور في تركستان الشرقية”.

من جانبها، أكدت رئيسة حملة دعم الإيغور في أمريكا، روشان عباس، أن العيد مر على من تبقى من شعبها بحزن لف أقليم شينجيانغ الذي يضم غالبية شعب الإيغور.

وقالت في مقابلة مع أخبار الآن: “في وطننا، يُمنع على مسلمي الايغور من الاحتفال بالعيد، لقد تم هدم مساجدنا ومواقعنا الدينية، ويمنع علينا ممارسة الطقوس الدينية، حتى مجرد قول عبارة السلام عليكم يعتبر شيئاً محظوراً. يتم حرق القرآن الكريم ومنع الصلاة ويتم سجن المسلمين واستعبادهم وقتلهم من قبل الحكومة الصينية بسبب دينهم. الممارسات الإسلامية العادية تدرج من قبل الحكومة الصينية تحت بند  “الأنشطة الدينية غير الشرعية”.

وأضافت: “يُمنع الإيغور من الصلاة والصوم وحتى رفض شرب الكحول أو الذهاب إلى المسجد، ممارسة تلك الشعائر يمكن أن تدخل الإيغور إلى معسكرات الاعتقال. هناك 3 ملايين مسلم بمن فيهم أختي الدكتورة غولشان عباس، محتجزون الآن في معسكرات الاعتقال”.

وتابعت: “النظام الصيني لا يعترف بالقرآن الكريم، والنساء الايغوريات يحقن بمواد ليصبحن عقيمات، ولا يُسمح لهن بالولادة، في حين يتم نقل الرجال الإيغور إلى معسكرات الاعتقال وتضطر النساء الايغوريات إلى الزواج من رجال صينيين… لا يمكن للفتيات أو عائلاتهن رفض الزواج القسري خوفاً من التداعيات، إذا قالوا لا، فسيُنظر إليهم على أنهم متطرفون إسلاميون لم يرغبوا بالزواج من صينيين غير مسلمين… فقط تخيل، أن الفتاة لا تستطيع اخيار شريك حياتها أو حتى رفضه، هذا اغتصاب”.

الناشطة الإيغورية أكدت أن ماتفعله الصين اليوم بحق شعبها، يندرج ضمن ما يعرف بـ”الإبادة الجماعية”، وقالت: “الإيغور ضحايا أيضاً لحملة أكاذيب ضخمة تقودها الصين”.

وتابعت: “تنشر الصين إيديولوجياتها الشيوعية حول العالم. وهذا يهدد الديمقراطية والحرية ومصلحتنا الإسلامية. يحزنني عدم نشاط العالم بينما يواجه مسلمو الإيغور الإبادة الجماعية”.

يذكر أن الصين تحتجز أكثر من مليون مسلم من أقلية الإيغور في معسكرات اعتقال جماعية، كما تحظر على تلك الأقلية ممارسة نشاطاتها الدينية وترتكب جرائم ممنهجة بحقهم مثل اغتصاب النساء وإذلال الرجال وتعريض الأطفال إلى برامج لغسل أدمغتهم وسلخهم عن هويتهم الثقافية.