أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري)

نشر تنظيم داعش فيما يُعرف بولاية اليمن إصداراً مرئياً بعنوان “معذرة إلى ربكم.” قنوات داعش الرسمية التابعة لديوان الإعلام المركزي قدّمت للإصدار على أنه “يسلط الضوء على مسيرة انحراف تنظيم القاعدة بعد ما عُرف بثورات الربيع العربي.” 

الإصدار الذي مدته 52 دقيقة ينقسم إلى جزأين: الأول يتعلق بالقاعدة المركزية وفروعها وكيف تعاملت مع ثورات الربيع العربي، والثاني يتعلق بالقاعدة في شبه جزيرة العرب وكيف تصرفت في فترة “ما بعد الربيع.” 

يعتبر داعش أن القاعدة فشلوا في استثمار الربيع العربي، فحاولوا تقديم أنفسهم على أنهم “شركاء” للناس في ثوراتهم. وقد أوردوا في هذا الشأن بيانات وكلمات من القاعدة المركزية والفروع تشير إلى عدم رغبتهم مقاتلة الإخوان المسلمين الذين تولوا الحكم في تونس ومصر مثلاً، ويشيدون بشخصيات مثل محمد مرسي، ويدعون قواعدهم إلى كسب الحاضنات الشعبية. 

على النقيض من ذلك، يعتبر داعش أنهم هم من نجح في استغلال الأوضاع في سوريا والعراق فأعلنوا “الخلافة” ونصّبوا “الإمام” وأقاموا المحاكم الشرعية والحدود ورفضوا وجود المسيحيين وأصحاب الأديان الأخرى في مناطق سيطرتهم. 

الجزء الثاني يتعلق بالقاعدة في اليمن، التي يصفها داعش بأنها “أقوى” فروع القاعدة “بعد اضمحلال التنظيم في أفغانستان وغياب الظواهري.” 

يصف الإصدار كيف أن القاعدة مرة أخرى فشلوا في “إقامة الشريعة والحدود” عندما تمكنوا من مدينة “المكلا” جنوب غرب اليمن في 2015. ومن مظاهر ذلك أن “بقيت أعلام الاحزب الاشتراكي والجنوبي مرسومة على البيوت والجدران”، وتمّ تشكيل “مجلس أهلي فيه علمانيون” لإدارة الحكم في المدينة. وكل هذا في نظر داعش “شرك ووثنية.”  

وهنا يظهر مقاتلون انشقوا عن القاعدة وانضمّوا إلى داعش يروون كيف تحالف بعض قيادات القاعدة مع الجيش اليمني، وكيف فشل التنظيم في إقامة الحدود التي يبدو أنها أهم شيء لديهم بالنظر إلى المساحة التي أفردت لهذا الأمر. يروي أحدهم أنه سأل عن تنفيذ حدّ من الحدود فقيل له “ليس عندنا شوكة لتطبيق شرع الله.” ويروي آخر كيف تلقوا أوامر بعدم الخروج إلى الشوارع باللبس الأفغاني “لأن الناس تشمئز” أو تتخوف منهم. وهنا يعتبر داعش أن أي “عاطفة” أو اعتبار “للحاضنة الشعبية” هو من قبيل الشرك. 

ويختم الإصدار بما يمكن اعتباره رسالة إلى القبائل السنية في قيفة وهي ناحية من نواحي البيضاء جنوب العاصمة صنعاء. فالعلاقة بين داعش والقبائل هناك متوترة بعد أن قُتل عدد من أبناء القبائل برصاص داعش. داعش يقول إنه قتل “خطأ” لكن القبائل لا تبدو مرحبة بوجودهم. ولا يكاد يخلو إصدار أو خبر من البيضاء إلا فيه تحذير لهذه “الحاضنة الشعبية”. 

مصدر الصورة: غلاف الإصدار

للمزيد: 

اصدار جديد باللغة الإنكليزية لكلمة قديمة تجعل القاعدة محط سخرية مناصري داعش و تزيد التكهنات حول مصير الظواهري

الاقتتال بين داعش والقاعدة في شبه جزيرة العرب يهدد حياة المدنيين

عناصر القاعدة في اليمن يطالبون الظواهري التدخل لحلّ خلافات داخلية