نهاد جريري
تابع الحلقة الكاملة هنا:
موجز أخبار مرصد الجهادية لهذا الأسبوع:
– فيديو جديد من (طالبان تحريكي باكستان) يدّعي العلاقات الوثيقة مع طالبان الأم في أفغانستان
– أخذ وردّ كاريكاتوري بين الجولاني وتركيا بعد محاولة فضّ اعتصام ألـ M4
– الذكرى السادسة لاختطاف فتيات تشيبوك في نيجيريا
– داعش يتبنى لأول مرة هجوماً في جزر المالديف
– وأبو بكر شيكاو يقول إن لديه “ترياق” ضد الكورونا.
ضيفا هذا الاسبوع:
– الصحفي بكر عطياني، رئيس تحرير موقع independent بالأوردو ومدير مكتب (عرب نيوز) في شرق آسيا. حاصل على جائزة جمعية مي شدياق في ٢٠١٤ لشجاعته في العمل الصحفي. اختطفته جماعة أبو سياف في الفلبين في ٢٠١٢.
– الباحث السوري عباس شريفة للحديث عن العلاقة بين تركيا وهيئة تحرير الشام في شمال سوريا.
فتيات تشيبوك
صادف هذا الأسبوع الذكرى السادسة لاختطاف بوكو حرام ٢٧٦ فتاة من مدرسة تشيبوك الثانوية في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا. هاشتاغ Bring Back Our Girls اجتاح العالم، لكن حتى اليوم لا تزال ١١٢ فتاة أسيرة لدى بوكو حرام الذين طالبوا أولاً بالإفراج عن معتقليهم لدى السلطات النيجيرية، ثم طالبوا بـ ٤٠ مليون دولار لتحرير البنات.
بوكو حرام مشهورون بخطف الفتيات والأطفال واستغلالهم في العبودية والجنس والعمليات الانتحارية. مرصد التطرف العالمي Globar Extremism Monitor التابع لمعهد توني بلير في لندن قال إن “بوكو حرام في ٢٠١٧ أجبر ١٧٢ امرأة على القيام بهجمات في: نيجيريا، كاميرون، والنيجر، ما تسبب في قتل ٢٥٠ شخصاً.”
شيكاو يستسلم؟!
في الأثناء، وردت أنباء غير مؤكدة عن أن زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو يلمّح لاستعداده للاستسلام المشروط.
وأنباء أخرى عن تحرك عسكري نيجيري واسع للهجوم على معاقل المجموعة. تشاد أعلنت هذا الأسبوع عن قتل أكثر من ألف مقاتل من بوكو حرام في عملية “غضب بواما” التي انطلقت قبل أسبوعين تقريباً رداً على قتل بوكو ٩٢ جندياً تشادياً في الأسبوع الأخير من مارس. تشاد أعلنت كذلك أنها لن تلاحق مقاتلي بوكو خارج أراضيها. وهو ما جلب السرور لجماعة داعش.
معضلة طالبان
نشرت مؤسسة عمر الإعلامية فيلماً يوثق حياة حكيم الله محسود، الزعيم السابق لطالبان الباكستانية. الفيديو مهم لأ فيه إجابات على العلاقة المعقدة التي تربط بين طالبان باكستان وطالبان أفغانستان (الأم). فطالبان الأم التي تسمي نفسها الآن الإمارة الإسلامية في أفغانستان لا تحب أن تُظهر هذه العلاقة، لكنها تحتاج للإبقاء على شعرة معاوية حتى لا تخسر المقاتلين البشتون الذين يتألف منهم معظم مقاتلي طالبان باكستان.
وكذلك العلاقة غير واضحة بين طالبان باكستان والقاعدة أو الجهاد العربي الأفغاني. الفيديو عرض صور قادة عرب تعتدُ بهم الجماعة مثل عبدالله عزام، أسامة بن لادن، أنور العولقي.
اعتصام ألـ M4
في ١٣ أبريل، فضّ الجيش التركي نقطة اعتصام على الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية المعروف بـ M4. “اعتصام الكرامة” أطلقه ناشطون قبل شهر احتجاجاً على اتفاق الهدنة الروسي التركي المُبرم بتاريخ ٥ مارس ٢٠٢٠ والذي يقضي بوقف القتال في المنطقة وتسيير قوات مشتركة على الطريق الاستراتيجي. المعتصمون يرفضون تسيير الدوريات الروسية باعتبارها دوريات “احتلال.”
مع نهاية اليوم، عاد المعتصمون إلى نفس النقطة، واعتبروا ذلك انتصاراً لهم. لكن في اليوم التالي، سيّر الجيش التركي دورية مشتركة مع الروس وتقدموا أكثر على الطريق الذي لا يزال المعتصمون مرابطين فيه.
في الأثناء، وقعت مماحكات بين هيئة تحرير الشام وفيلق الشام – أحد مكونات الجبهة الوطنية للتحرير التي اندمجت مع الجيش الوطني السوري بقيادة سليم إدريس في أكتوبر الماضي.
حسابات على التلغرام نقلت أن عناصر من فيلق الشام شاركوا مع الجيش التركي في فض اعتصام ألـ M4. وليس واضحاً ما إذا كان هذا هو السبب في أن اعتقلت الهيئة قيادياً في الفيلق، الذي ردّ باعتقال مقاتلين تابعين للهيئة.
لكن اللافت في ردود الفعل ذلك اليوم، أن معارضي الجولاني أبدوا استعدادهم لمساندته ضد فضّ الاعتصام وضد فيلق الشام. حسابات موالية لـ أبي اليقظان المصري وطلحة المسير مثلاً علّقت: “لسنا مع الهيئة ولكن سنقف ضد كل من سيساند الجيش التركي الذي يريد إدخال الروس إلى المحرر.”
آخرون مثل عصام الخطيب المنشق عن الهيئة اعتبر أن الاعتصام برمته مدعوم من الجولاني ليكون ورقة ضغط على تركيا.
حساب باسم مزمجر الثورة نشر مقاطع صوتية لقياديين محليين في الهيئة يدعون عناصرهم للاعتصام وإلا فُصلوا من الخدمة.
ومن القصص الرديفة لفضّ الاعتصام، ظهر عنصران من هيئة تحرير الشام يتوعدون الجنود الأتراك بالقتل. هيئة تحرير الشام اعتقلت الاثنين، ونشرت صحيفة إباء التابعة للهيئة بيان اعتذار بالتركية.
الجهاديون والكورونا: هيئة تحرير الشام
في نهاية الأسبوع، أعلنت هيئة تحرير الشام أنها ستفتح معبر سراقب الذي يوصل إدلب بمناطق النظام. لكن عادت عن القرار وقالت إنها استمعت لوجهات نظر معارضة للأمر ووجدت أنها صائبة. المعارضون يعتبرون أن فتح المعبر ١) سيكون بمثابة منح رئة يتنفس منها النظام، و٢) سيعرض إدلب ومحيطها إلى خطر انتقال الكورونا الذي تفشى في مناطق النظام.
في الأثناء، أعلنت الحكومة الذاتية الكردية عن أول وفاة بالكورونا. وترددت أنباء عن أن الأكراد يطلبون من النظام عدم تسيير رحلات إلى مطار قامشلو.
في الأسبوع الأول من أبريل بدأت وزارة الأوقاف التباعة لحكومة الإنقاذ، الذراع السياسية لهيئة تحرير الشام، ببث فيديوهات قصيرة لا تتجاوز دقيقتين للتوعية بالكورونا.
الحلقة الأولى قدمها معاون وزير الأوقاف، وقال فيها إن المخرج من الابتلاء بالفيروس هو بالاستغفار.
الحلقة الثانية قدمها محاضر في جامعة إدلب واستهجن فيها الاستهزاء بالمرض ودعا إلى الجدية في التعاطي مع المسألة.
الحلقة الثالثة وقدّمها مسؤول دائرة الأوقاف في أطمة طرح فيها ما يشبه الوصفة بأذكار يقولها المرء صباحاً أو مساءً وتكرار تلك الأذكار. إدارة يوتيوب شطبت هذا الفيديو لمخالفته الشروط.
لكن الحلقة الرابعة وقدّمها إمام مسجد كانت تنويرية.
بدأ فيها بحسم مسألة أن المؤمنين محصنون من الفيروس وقال إن ذلك فهم خاطئ. ثم ساق من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ما يدعم الإجراءات المتبعة من حجر وتباعد اجتماعي.
بوكو حرام
قال أبو بكر شيكاو زعيم بوكو حرام إن لديه “ترياق” ضد فيروس كورونا.
نعم، هذا هو في كلمة صوتية مدتها ساعة وتسع دقائق. يقول إن جماعته محصنين ضد الفيروس بأداء العبادات. واعتبر أن الفيروس “عقاب إلهي” يصيب من لا يطبق الشريعة.
تونس
لكن في أخطر مؤشر على استغلال الجهاديين لتفشي وباء كورونا، أعلنت السلطات التونسية إنها اعتقلت رجلين كانا يخططان لعمل إرهابي يهدف إلى نقل العدوى إلى القوات الأمنية.
أحد الرجلين معروف بارتباطه مع تنظيمات إرهابية وتجنيد مقاتلين للقتال في سوريا والعراق وكان محتجزاً حتى وقت قريب اً على ذمة قضية تكفيرية.
الرجلان أوعزا إلى آخرين من محيطهما وممن ظهرت عليهم أعراض المرض بأن يتعمدوا العطس والسعال في وجه عناصر الأمن عند امتثالهم في المخافر أو المحاكم.
داعش في المالديف
للمرة الأولى يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم في جزر المالديف، إحدى أهم الوجهات السياحية في العالم. الإعلان جاء مباشرة في العدد الأخير (رقم ٢٣٠) من صحيفة التنظيم الأسبوعية النبأ الصادر مساء الخميس ١٦ أبريل، نقل التنظيم عن “مصدر خاص” أن مقاتليه أحرقوا فجر الأربعاء خمسة زوارق بحرية تابعة للحكومة في ميناء شمال غربي الأرخبيل.
لم يسبق أن تناول داعش أخبار المالديف بالرغم من وقوع هجمات هناك جيّرها فاعلوها للتنظيم.
في ٦ فبراير، طعن مجهولون ثلاثة سيّاح؛ وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ظهر فيه ثلاثة رجال ملثمون قالوا إنهم داعش وإنهم سيشنّون هجمات ضد قطاع السياحة لإضعاف الحكومة “الكافرة.” تشكل السياحة ٢٥٪ من إجمالي الدخل المحلي لهذا الأرخبيل.
ويعتقد أن حوالي ٢٠٠ شخص من المالديف التحقوا بداعش في سوريا والعراق في ٢٠١٤. وبحسب مسؤولين مالديين، ثمة١٦٠ رجلاً وحوالي ٥٦ امرأة مع أطفالهن محتجزون لدى الأكراد في شمال سوريا بعد هزيمة داعش هناك.
