يمكنكم الاستماع الى الحلقة الكاملة من هنا

 

في مرصد الجهادية هذا الأسبوع:

  • ما بين “طالبان مرتدة” و”إمارة منصورة”، داعش والقاعدة يردان رسمياً على اتفاق طالبان واشنطن
  • تحالف القاعدة في غرب إفريقيا يسير على خطى طالبان
  • أنصار حرّاس الدين يعتبرون كلمة أبو همام الشامي مخيبة للآمال
  • ووجهات نظر مختلفة للجماعات الجهادية حيال الكورونا
  • القاعدة في غرب إفريقيا تبدي رغبة في التفاوض مع حكومة مالي

وفي هذه الحلقة نتحدث إلى:

عروة عجوب، الباحث السوري في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة لوند السويدية للحديث عن مفاهيم كلمة زعيم حراس الدين أبو همّام الشامي

و مايكل كرونا صاحب كتاب “عالم داعش الإعلامي The Media World of ISIS”  والأستاذ المحاضر في جامعة مالمو في السويد للحديث عن بروباغاندا داعش على الأونلاين.

طالبان

إذاً، رد كل من القاعدة وداعش على اتفاق طالبان مع الولايات المتحدة الأمريكية الذي أُبرم في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت ٢٩ فبراير ٢٠٢٠.

 

نبدأ من داعش الذي بات يعتبر نفسه الجماعة الوحيدة التي لا تزال ترفع لواء الجهاد.

افتتاحية العدد ٢٢٥ من صحيفة التنظيم الأسبوعية النبأ جاءت بعنوان ربيع الجهاد في خراسان. وفيها أن داعش يؤكد أن الحرب مع أمريكا والغرب “لم تنته بتوقيع المرتدين (أي طالبان) اتفاق السلم وعقدهم الحلف” الذي يعتبرونه موجهاً ضدهم أي ضد داعش و”تخييباً لوعود مرتدي طالبان لأوليائهم الجدد،” باعتبار هجمات داعش الأخيرة في كابول.

الصفحة الأولى خصصت لهجوم الجمعة قبل الماضي ٦ آذار الذي استهدف حفلاً حكومياً حضره مسؤولون رفيعو المستوى بمناسبة مرور ٢٥ عاماً على قتل الزعيم الشيعي عبدالعلي مزاري مؤسس حزب الوحدة. الخبر افتتح بعبارة تفيد بـ “عودة قوية لهجمات (التنظيم) … في خراسان”. الخبر عدد هجمات أخرى قام بها التنظيم في المنطقة.

 

أما القاعدة، وبعد صمت طويل، نشرت القيادة العامة أي الظواهري في ١٢ آذار بياناً بعنوان “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً” يشيد بالاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، ويصفه بـ “الانتصار التأريخي الكبير.” نلاحظ في البيان:

– لم يذكر طالبان وإنما “إمارة أفغانستان الإسلامية”

– في كل فقرة كان التأكيد على الحكم بالشريعة الإسلامية والإلتزام بالثوابت الإسلامية

– دعا البيان الأفغان إلى الالتفاف حول قيادة الإمارة.

– دعا الجهاديين إلى استشعار المسؤولية تجاه الاتفاق المعقود “فليس الغدر ونقض العهود من أخلاق أهل الإيمان والإحسان”،

– لكن مع الأخذ ب”الاستعداد الكامل للطوارئ؛ ولتأخذوا حذركم وأسلحتكم”

– ودعا إلى الإلتحاق بمعسكرات التدريب تحت قيادة الإمارة.

– واحتفى البيان كثيراً بأمير الإمارة “هبة الله أخندزادة”

– وختم البيان بالتوقيع باسم قاعدة الجهاد القيادة العامة في فبراير ٢٠٢٠. الاتفاق وُقع في ٢٩ فبراير، ونُشر البيان في ١٢ مارس، وأعتقد أن هذا خطأ مطبعي وهو ليس بالأمر الغريب على بيانات القاعدة. ليست المرة الأولى التي يخطئون الحساب بين الهجري والميلادي.

 

قاعدة غرب إفريقيا

في إطار مشابه، نشرت مؤسسة الزلاقة الذراع الإعلامية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في غرب إفريقيا البيان رقم ١٥٢ بعنوان: بشأن دعوات التفاوض.

الخلاصة أن الجماعة التي تشكل تحالفاً من جماعات موالية للقاعدة في غرب إفريقيا، توافق على مفاوضات اقترحتها حكومة مالي شريطة أن تطلب الحكومة من القوات الفرنسية الانسحاب من البلاد.

البيان مصاغ بعناية شديدة حتى ليبدو أن الجماعة لديها اليد العليا وأن اقتراح الحكومة التفاوض جاء نتيجة ضغط شعبي مؤيد للجهاديين، وبالتالي فليس أمام الجهاديين إلا أن ينزلوا عند رغبة الشارع من أجل “تحسين ظروفه عيشه في جميع مناحي الحياة”.

 

حسابات أنصار داعش تلقفت الخبر باستهزاء وتناقلوا مقالاً بعنوان “بعد طالبا، هل تفاوض الشباب” الذي كتبه الصحفي الصومالي هارون معروف، الصحفي في Voice of America.

 

داعش غرب إفريقيا

في العدد الأخير من النبأ، صحيفة التنظيم الأسبوعية، لفت مقال يتحدثُ فيه “مسؤول عسكري” فيما يسمى “ولاية غرب إفريقيا” عن مدينة باغا الاستراتيجية في منطقة بحيرة تشاد والتي تطل على طريق سريع وحيوي يربطها بعاصمة منطقة برنو شمال شرق نيجيريا.

يلفت هذا الخبر بالنظر إلى الأخبار المتواترة من المنطقة عن اقتتال داخلي في المجموعة أُعدم على إثره أمير المجموعة عبدالله البرناوي وعدد من كبار مستشاريه بحسب ما أوردنا في الحلقة رقم ٢٦ من مرصد الجهادية.

 

كما بثت قنوات داعش الرسمية وشبه الرسمية إصداراً مرئياً جديداً مما يسمى ولاية العراق كركوك بعنوان “قاهرين لعدوهم” وفيه مجموع هجمات التنظيم في الناحية من اغتيالات وذبح واستهداف مدنيين في ملعب كرة القدم وحرق محاصيل المواطنين هناك.

 

إدلب

 

نشرت مؤسسة شام الرباط الجناح الإعلامية لجماعة حرّاس الدين تعزية بـ أبي عياض التونسي وأبي همام الجزائري وغيرهما من القادة في قاعدة المغرب الإسلامي الذين نعاهم أبو مصعب عبدالودود دروكدال الأسبوع الماضي. نذكر أن القاعدة المركزية لم يصدر عنها أي شيئ في هذا الخصوص، فلم يعزّ الظواهري لا بقاسم الريمي زعيم القاعدة في اليمن ولا بهؤلاء في المغرب الإسلامي.

 

وتواصلت الردود على كلمة أبي همام الشامي زعيم حراس الدين، التي كانت بعنوان “أهل الشام الثبات الثبات” والتي أعلن فيها مواصلة القتال في إدلب بمعزل عن الهدنة التركية الروسية. نذكر أن الشامي ألمح بالنقد أيضاً إلى من يحوّل السلاح الموجه ضد النظام إلى الجهاديين وحذّر من أموال الداعمين والضامنين “المسمومة” ربما في إشارة إلى تركيا وهيئة تحرير الشام.

حساب قريب من أبو محمد المقدسي والقاعدة في سوريا، نقل مقالاً بعنوان “حراس الدين بين السندان والمطرقة”.

وفيه:

“إذا كان الجولاني دليل قوم فلا فلحوا وما فلح الهمام.”

ويتحدث المقال عن كيف خضع أبو همام للجولاني ما تسبب في ضعف القيادة وتآكل التنظيم بسبب فصل أعضاء أو سجنهم لدى الجولاني أو انشقاق آخرين احتجاجاً على توافق الحراس مع الجولاني. ويتساءل الحساب: “ماذا حققت حراس الدين منذ سنتين؟!”

ويتابع أن أعضاء التنظيم وأنصاره خاب أملهم من كلمة الشامي ويقول:

“وبعد كل هذه الأحداث والوقائع ، وبعد انتظار طويل لعناصر الحراس لسماعهم كلمة قائدهم الذي سيغير مجرى الساحة ويوضح ما قاله الجولاني عن فصيله (في إشارة إلى مقابلة الجولاني مع مجموعة الأزمات العالمية) وإذ بالأمير المحنك يقول لهم الثبات الثبات. الثبات على ماذا يا أبو همام؟”

ويعدد كاتب المقال مواقف تنتهي بـ “الثبات على خذلانك لعناصرك وعدم وقوفك وقفة رجل على من تطاول عليهم وأخرجهم من مقراتهم.”

 

نشرت حسابات (وحرض المؤمنين) وهي تحالف يضم فصائل قاعدية أهمها حراس الدين، إصداراً مرئياً بعنوان “هدم الأسوار”. فيديو قصير صوّر يوم ٧ آذار وفيه مقاتلون يتحدثون لغات مختلفة يرفضون الهدنة التركية الروسية.

وفي آخر الفيديو دعوة للتبرع.

 

الجولاني وشرعييه

حسابات معارضة لهيئة تحرير الشام والجولاني تردد أخبار عن أن الجولاني همّش الشرعي فيها أبو الفتح الفرغلي بعد خروج أبو العبد أشداء من السجن. ودلّلت في ذلك على أن الفرغلي لم ينشر على قناته البيان الأخير للجولاني الذي رفض فيه الهدنة التركية الروسية. لكن في نهاية الأسبوع نشر الفرغلي إعلان تجنيد للعصائب الحمراء: الإنتحاريين التابعين لهيئة تحرير الشام.

أنباء أخرى ترددت عن سجن الأمير العسكري في الهيئة أبو حسين الأردني بعد عزله من منصبه.

 

 

التراث العلمي

بعد طول غياب، قنوات التراث العلمي التي انشقت عن داعش أعادت هذا الأسبوع نشر سلسلة “لن ننسى لابن عواد” وتتضمن أحداثاً وقعت بموافقة أو تواطؤ أبو بكر البغدادي زعيم داعش السابق، مثل مسألة قتل المُستتابين والتكفير المتسلسل التي قام عليها مسؤولون مقربون من البغدادي متجاهلين تعليمات قضاة شرعيين مثل تركي البنعلي الذي ينتمي جماعة التراث العلمي إلى أفكاره.

 

 

الكورونا،

كيف ينظر الجهاديون إلى الكورونا؟

في المجمل، يعتبر الجهاديون الكورونا “جندياً من جنود الله”، ويتشفّون بما حصل في العالم.

لكن ثمة اختلاف في الإجراءات المصاحبة للوباء وخاصة منع صلاة الجماعة. في حسابات موالية للقاعدة نقرأ وجهتي نظر:

منهم من يؤيد تعليق صلاة الجماعة مثل حساب هاني السباعي

ومنهم من يستنكر ذلك مثل حسابات أبو محمد المقدسي الذي قال في أحد المنشورات: “مرت الأمة بالأمراض والأوبئة الفتاكة الأخطر من الكورونا ومع ذلك لم يصدر عن علماء الأمة فتوى بغلق المساجد ومنع صلاة الجماعة”

داعش نشر في العدد الأخير من صحيفة النبأ “توجيهات شرعية” للتعامل مع الوباء، وهي أمور بدهية تعلمناها في المدارس حقيقة.