أخبار الآن | جاسم – درعا (عبد الحي الأحمد وجهاد قويدر)

خوفاً على تاريخ حوران التراثي من الإندثار بعدما عبثت تنظيمات إرهابية مثل داعش ومليشيات طائفية بآثار سوريا, تمكن أحد نشطاءِ محافظة درعا من جَمع آلاف القطع التي تمثل عصر الأجداد والآباء، بما فيها من معداتِ الزراعة والطبخ والزينة والأواني الفخارية، ليضعها في خيمة أُطلق عليها اسم “متحف حوران”.

على أنغام ما يسمى ” المهباش” يدق إبراهيم الصمادي ومن حوله  آلاف القطع التراثية الحورانية.

تحت سقف خيمة في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي , جُمعت هنا هذه الأواني والآلات الزراعية ومعدات الطبخ والتحف التي تمثل عصر البدايات وماضي الأجداد خوفاً من إندثارها مع إمتداد سنوات الحرب السورية.

يقول إبراهيم الصمادي صاحب فكرة المتحف لمراسل أخبار الآن  “كانت الصعوبة هي حين نذهب أو نسمع أن لدى فلان القطعة الفلانية هي من تراث أجدادنا, كنا نجد الصعوبة في إقناعه بيعنا هذه القطعة , وكنا نقول له نحن لسنا تجار , نحن فقط لدينا مشروع هو المحافظة على هذه التاريخ الذهبي كي لا يبقى مشتت في كل قرية وفي كل مدينة من حوران”

وأردف الصمادي أيضاً بأنهم كانوا يذهبون إلى جميع القرى في حوران , شمالاً غرباً جنوباً , حيث الطرقات كانت مليئة بالألغام والعبوات الناسفة .

ما يناهز أربعة آلاف وخمسمئة قطعة بات يحويها ” متحف حوران ” جل هذه القطع لم يعد يستعمل في حياتنا اليومية, والبعض منها أصبح نسياً منسا قد لا يعرف إسمه إلا القليل من كبار السن على وجه التحديد.

أبو عبد الله هو أحد سكان مدينة جاسم قال عن هذا العمل  ” كل قطعة بهالمتحف إلها سولافة وبتحكي تاريخ أجدادنا وآبائنا وتراث حوران الشعبي , بالنسبة للآلات الزراعية حكينا عنا وبالنسبة لمعدات الطعام يلي كانوا يصنعوا فيها الطعام مثل القِدر والكَفكْير وكَبْشاية السَّمن والمناسف ,حتى مَعَاميد القهوة “

وفي حضرة هذا المكان بعيداً عن آلام الحرب وأهوالها يستحضر أهالي المنطقة مساء كل يوم أهازيج التراث الدرعاوي كمتنفس لهم في جلسات رمضانية تعيدهم إلى حقبة من التاريخ إقتربت من الإندثار..

 

اقرا ايضا

إيران تضع مقترحات بشأن صياغة الدستور في سوريا