أخبار الآن | أفغانستان – كابول – (شافعي معلم أحمد)

 فتيات أفغانيات يؤسسن ورشة عمل لتدريب أخريات في مجال صيانة الهواتف الذكية، وحماية خصوصية الفتيات من المبتزين.

فتيات افغانيات  خضن  تجربة  اصلاح  اجهزة  الهواتف  المتحركة   وكان  لهذه  الخطوة  الاثر الكبير  في نفوس  الكثيرات  لما لها من  خصوصية  وتجنبا  لكثير من المشاكل.

"تواجه العديد من الفتيات في أفغانستان تحديات كبيرة في إيجاد عمل مناسب لهن بعد تخرجهن من الجامعة و ذلك بسبب الثقافة الذكورية التي تهيمن على معظم سوق العمل، وفي إطار تغطيتنا المتواصلة  لدور المرأة الأفغانية في نهوض أفغانستان، نروي اليوم حكاية فتيات أفغانيات أسسن مشروعا صغيرا لتدريب الفتيات في مجالات احتكرها الرجال منذ سنين، مثل صيانة الهواتف المحمولة، وبرمجتها وإعادة تركيبها، ويقول القائمون على هذا المشروع انه يساهم في تخريج سيدات محترفات يستطعن مساعدة عائلاتهن بشكل جيد، ويحفظ خصوصية الفتيات في مجتمع محافظ

حميدة مؤسسة المشروع حدثتنا عن تجربتها فقالت:

"تم افتتاح هذه الورشة منذ شهرين ونصف، فكرة افتتاح هذه الورشة التدريبية جاءت عندما رأينا ما تواجهه الفتيات الأفغانيات من صعوبات للحصول على عمل بعد تخرجهن من الجامعة. إضافة إلى ذلك نود أن نظهر لمجتمعنا، أن بناتنا لديهن القدرة على إنجاز المهام مثل أي إنسان آخر، وأن عالم تكنولوجيا المعلومات لم يعد حكرا على الرجال فقط. 

نأمل أن تكسب الفتيات هنا حرفا تساعدهن على الاستقلال المالي في المستقبل وتمكنهن من مساعدة أسرهن وأبنائهن . الهدف من هذه الورشة هي أن ندرب أكبر عدد ممكن من الفتيات لصيانة الهواتف، وإعادة تركيبها وبرمجتها، وأن نوفر للزبائن من النساء مكانا آمنا ومناسبا لهن لحفظ أسرارهن وخصوصياتهن عند صيانة هواتفهن الذكية.  

نلاحظ من زبائننا خاصة من النساء شعورهن بالفرح وراحة البال حين تقابلهن فتاة تشاركها همومها ومخاوفها. بل البعض منهن بدأن يخبرنني عن تجارب مريرة عشنها خلال صيانة هواتفهن من قبل بعض الرجال. إحداهن قالت لي أنها تلقت مكالمة عبر الفيسبوك من قبل شخص مجهول، وبدأ يبتزها و يهددها بنشر صورها الخاصة على الإنترنت في حال لم تستجب لمطالبه. وبعد البحث علمت أنه هذا الرجل قام بصيانة هاتفها في وقت سابق. "

كميلة وهي تدرب غيرها من الفتيات و تساعدهن على اتقان حرفة جديدة، قالت:
"عندما تخرجت من الجامعة، كنت أفكر بتأسيس مشروع تجاري خاص بي، وأن أعمل على تدريب فتيات آخرين. ومن خلال المشاورات والبحث تعرفت على حميدة وصديقات أخريات، وأخيرا قررنا أن نؤسس هذا المشروع الصغير كنقطة انطلاق لتجربتنا التجارية، ونأمل أن نوسع هذا المشروع لتدريب دفعات جديدة من الفتيات وبناء قدراتهن الحرفية والمعرفية، وكسب أكبر عدد ممكن من الزبائن و خصوصا النساء " 

أما سكينة و هي احدى المتدربات قالت:

"تعلمت هنا مهنة جديدة، أحاول أن أتقن ما أتلقاه من دروس وتدريبات، وآمل أن تكون هذه التدريبات بداية مستقبلي الجديد، أتمنى أن يتم افتتاح مراكز تدريب أخرى كهذه، وأن تشمل التدريبات في المستقبل القريب الحرف الأخرى التي يحتكرها الرجال كالتصوير الفوتوغرافي وغيرها من الخدمات التي يحتاجها المواطنون كل يوم. تطوير فكرة هذا المشروع جاءت في الوقت المناسب وأتمنى أن نرى مزيدا من النجاح في هذه الورشة. نحن سعداء جدا لأن الزبائن يحفزوننا ويقولون اننا نقدم خدمة مهمة للنساء"

الفتيات الافغانيات يفضلن أن تقوم فتيات مثلهن بصيانة هواتفهن، معصومة و هي زبونة للورشة تحدثت عن ذلك:
"من الصعوبة بمكان أن أترك هاتفي لفني عندما احتاج إلى صيانته، ولا أشعر بالثقة لأن خصوصيتي تكون في متناول أشخاص لا أعرفهم، ولهذا شعرت بالفرح حين سمعت خبر هذا المتجر الذي تديره فتيات والموظفون كلهن من النساء، الآن  أشعر بنوع من الثقة حتى لو تركت هاتفي. قبل فتح هذا المتجر كنت مضطرة إلى انتظار والدي لأخذ هاتفي إلى أناس موثوقين لصيانته، ومع ذلك لم أكن أشعر بالارتياح وكنت مضطرة إلى حذف جميع الملفات من هاتفي قبل إرساله مع والدي"

 

اقرأ أيضا:
فتيات من أفغانستان يدخلن عالم صناعة الروبوتات

البيت الأبيض: إجراءات جديدة ضد باكستان في اليومين المقبلين