أخبار الآن | باريس – فرنسا – (علي ابو المجد)

بعيداً عن أجواء الحرب في بلدهم ومن خلال مجموعة على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، استطاعت مجموعة من الأسر السورية تنظيم لقاء يجمعهم ببعضهم في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس. ويهدف هذا التجمع إلى تعارف هذه الاسر وتبادل القصص والذكريات وقضاء أجواء سورية افتقدوها منذ سنوات. مراسلنا من فرنسا علي أبو المجد والتفاصيل. 

بعيداً عن دخان الحرب و نارها ، وفي ضواحي مدينة الأنوار باريس اجتمع هؤلاء السوريون القادمون من أكثر من مدينة فرنسية بعد أن تواصلوا فيما بينهم عبر مجموعة فيس بوك أنشئت قبل سنتين  للرد على استفسارات السوريين المتعلقة بالإجراءات الإدارية في هذا البلد.

يقول عصام غزلان مؤسس مجموعة "منتدى السوريين" في فرنسا: "من خلال هذه المجموعة استطعنا تنظيم أكثر من تجمع للسوريين المقيمين في فرنسا مثل باريس، ليون ومرسيليا، ونحن نجتمع اليوم في هذا المكان مع عدد من العائلات السورية كعائلة واحدة لننسى الحرب". 

أسر سورية تعيش مع المواشي في لبنان
من جهته يضيف فريد الحجار أحد اللاجئين السوريين: "أتينا و جئنا بالجو السوري معنا إلى هذا المكان، و هذه الأجواء لم نعشها إلا في سوريا ، نحن الآن جداً سعداء".

كان هذا اللقاء فرصة ليعيش أبناء البلد الواحد في المغترب الجو السوري بكل تفاصيله كعائلة واحدة ولو لبضع ساعات، جو اجتماعي دافئ افتقدوه منذ سنوات ، عاد بذاكرة أصحابه إلى أجواء بلودان و الغوطة ونبع الفيجة و التي جميعها لازالت عالقةً على شواطئ ذكرياتهم و ضفاف أحلامهم، كما أنهم وجدوا من خلاله فسحة لهم ولأطفالهم للتسلية  وتبادل أطراف الحديث و العناوين بعد أن حصرتهم الغربة في زاوية ضيقة.

تقول أسماء الشامية وهي لاجئة سورية: "اجتمعنا في هذا اليوم وتعرفنا على عائلات سورية كثيرة و عشنا أجواء سورية ممتعة كنا نشتاق إليها و منذ زمن لم نرها، تكلمنا عن الأيام الجميلة في الشام وفي سوريا و نأمل من الله أن ترجع تلك الأيام ونلتقي من جديد في بلدنا".

اسر سورية تفتقر الى ابسط مقومات الحياة الكريمة في قضاء راشيا بلبنان
من جانبها تقول الطفلة أسماء الغالي: "نحن في فرنسا منذ سنتين وهذه أول مرة نلتقي بسوريين بهذا الشكل ، لعبت مع أطفال من عمري ، قضينا أوقاتاً جميلة وكنا سعداء".

معظم هؤلاء السوريين، خرجوا من بلدهم بعد أن أصبحت هذه الأخيرة كرة ملتهبة بنار الحرب، و تحولت فيما بعد إلى ورقة سياسية في أيدي أطراف خارجية تحركها المصالح على حساب الدم السوري.

فرقتهم الحرب في سوريا و جمعهم هذا المكان ، عاد بهم إلى الماضي ، فأيقظ فيهم الحكايات والذكريات الجميلة على أمل أن يلتقوا من جديد في البلد الذي لازال يسكنهم و يسكنوه.