أخبار الآن | خاص

يحل عيد الأضحى المبارك على العائلات في حلب وتغيب معظم طقوسه، لكل عائلة سبباً وقف حائلاً بينها وبين الاحتفال بالعيد .

فيما فقدت المأكولات والحلوى الخاصة بالعيد من الأسواق والمنازل بسبب الحصار، كذلك ألعاب الأطفال التي لم تنصب في العديد من المناطق خشية  قصف محتمل.

 ستبذل كثيراً من الجهد إذا ما أردت البحث عن فرحة العيد هنا، هنا أقصد بها مدينة حلب المحاصرة، علي أحد سكانها، حلّ عليه العيد وحيداً هذه المرة، أفراد عائلته جميعاً قتلوا بغارة جوية قبل أيام، زوجته التي تحضر حلوى العيد وأطفاله الأربعة الذين اعتاد أن يصحبهم إلى المراجيح، حتى منزله أحيل لكومة ركام رحلت معه جميع الذكريات، وبقيت لعبة ابنته، تجاهل سؤالنا حول شعوره بحلول هذا العيد، وأتت أجوبته بصيغة الماضي.

علي أبو الجود قال لأخبار الآن " على مدار الأعوام الخمس الماضية كنت أحتفل مع أفراد عائلتي في هذا المنزل، في ليلة العيد لا يعرف النوم إلينا طريقاً، عند موعد صلاة العيد أذهب إلى المسجد لأداء الصلاة برفقة ولدي "محمد وعبيدة" بعدها أصحب أطفالي الأربعة إلى المراجيح ومن ثم زيارة الأهل والجيران"، ويضيف علي " لا أصدق أنني فقدت أفراد عائلتي، يذرف قلبي دماً على فقدانهم، خاصة في أيام العيد هذه، لكنها مشيئة الله، علينا أن نصبر وندعو لهم بالرحمة".

محمد هو الآخر يقضي أيام العيد بعيداً عن عائلته، الحصار المفروض على المدينة حال بينه وبين زوجته، وقال محمد الذي يعمل ممرضاً في مشفى ميداني " ذهبت زوجتي لزيارة أهلها في ريف المدينة، قبيل حلول العيد بعدة أيام، أي قبل أن يحكم النظام حصار مدينة حلب، الآن يحلّ علي العيد وحيداً، حتى أنني لم أحتفل مع عائلتي بمناسبة العيد منذ أربعة أعوام، بسبب نزوحهم إلى تركيا".

أخيراً، نجد ما يمت إلى العيد بصلة، قليل من الفرح وأصوات أهازيج ترتفع في أحد الشوارع، بعد توافد الأطفال للعب بهذه المراجيح، مستغلين إعلان وقف إطلاق النار، لكن ذلك لم ينسيهم وطأة الحصار وافتقاد رغيف الخبز الذي بات من السلع النادرة 

محمد بلال طفل من مدينة حلب تحدث لأخبار الآن " العيد هذا أسوأ عيد يمر علينا، لا أحد في حلب يأمن على أطفاله أن يخرجوا إلى الشوارع بسبب القصف المكثف، في الأعياد السابقة كانت طرق إمداد حلب سالكة وكان كل شيء متوفر، لكن الآن نفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، الخبز مثلاً".

يكاد يغيب العيد بطقوسه ومادياته عن كثير من عوائل هذه المدينة، تتعدد الأسباب، ويبقى الحصار والخشية من القصف سبباً يتشارك فيه جميع من يقطن في حلب.

أخبار سوريا:

أنقرة تلمح رسميا لانشاء منطقة آمنة في شمال سوريا

"هيومن رايتس ووتش" روسيا ترفض تحمل نصيبها من المسؤولية تجاه اللاجئين