أخبار الآن |​ اسطنبول – تركيا – (عمر الفاروق)

قصتنا التالية من اسطنبول.. شابة سورية لم تستسلم لليأس، تحترف الرسم بالنار واللهب، إلى جانب الحفر على بيض الدجاج بطريقة فنية مبتكرة. فلك الغزي الدمشقية المقيمة في اسطنبول، تهوى الفن بأشكاله وترى فيه أسلوب حياة يعطينا الدافع نحو المستقبل والنجاح. نتعرف إلى قصتها. 

تخطو الفنانة السورية فلك الغزي خطوات ثابتة في مجال الفن، بدأتها في مجال الرسوم المتحركة وقصص الأطفال من دمشق، وبعد انتقالها إلى اسطنبول بدأت في نوع جديد من الرسم، وهو الرسم بالنار واللهب، والحفر على البيض.. وبدأت فكرة الرسم باللهب معها عندما شاهدت مقطعاً على موقع "اليويتوب" لفنان كندي، وتقول: "أحسست أن هناك طاقة دفينة تدفعني لخوض هذا الفن، ويمكن من النار والدخان الذي عشناه في سوريا أن نصنع لوحات تعبيرية نوصل من خلالها رسالة فنية"، وأوضحت الغزي أن البدايات كانت خجولة وكانت الأوراق تحترق، ولكنها لم تفقد الأمل، موضحة أن الأمل موجود دائماً في لوحاتها، وتضيف: "الأمل في لوحاتي يعطيني الدافع لإكمال المسيرة، نحو الطموح والمستقبل، والشعب السوري لديه إمكانيات ومواهب كبيرة، وكل لوحة هي رسالة أوصل من خلالها فني إلى العالم بكل لغاته".

وفي معرضها الأول، حمل قسم كبير من اللوحات عنوان "وجوه من سورية" حاولت الغزي من خلالها نقل ملامح الأشخاص الذين أرهقهم التعب والحزن والأسى، وتقول: "كل لوحة لها قصة معينة، فالفتاة نظرتها مؤثرة جداً، ليست نظرة ضعف ولكن تحدي وهذا الأمر دفعني لأرسمها، وعندما انتهيت منها أحسست أن اللوحة ينقصها أمر ما.. فحاولت إدخال اللون الأحمر وكانت مغامرة"، ومن ضمن اللوحات التي أنجزتها الغزي "بورتريه" لرجل عجوز، خسر منزله، حاولت أن تنقل ملامح حزنه في تفاصيل اللوحة.. وأما عن لوحة الصرخة توضح الغزي: "شاهدت أحد الأشخاص على الأخبار يحاول اجتياز الحدود ليهرب إلى بر الأمان مع عائلته فأوقفته الشرطة، وعندما صرخ شعرت أنه يصرخ عن السوريين جميعاً"، ونوهت الغزي إلى أن الأدوات التي تستخدمها في الرسم باللهب هي الشمعة وفرشاة الرسم، وأحياناً تقوم بصنع الفرشاة بنفسها، وتضيف: "يمكن أن أقوم بتهذيب ريشة العصفور بشكل معين حتى تمنحني التفاصيل الدقيقة، وبشكل عام أي شيء يعطيني الاحساس الذي أريده باللوحة يمكن أن أستخدمه"..

وفي سياق متصل، أوضحت الغزي أن عملية الحفر على البيض تبدأ من اختيار البيضة، وهي أهم خطوة، ومن ثم غسل البيضة وتنظيفها وثقبها وتفريغها بواسطة الإبرة، بعد ذلك مرحلة تنظيفها من الداخل، وتركها لتجف عدة أيام، بعد ذلك تأتي مرحلة رسم التصميم الأولي بقلم الرصاص وأخيراً مرحلة المثقب الكهربائي.

وأشارت الغزي إلى أن الحفر بالبيض كانت أمنية دفينة، ولها تجارب سابقة، ولكن الأمر تطور عندما استقرت في اسطنبول، وبدأت تتعلم الموضوع وقطعت أشواطاً كبيرة، وتؤكد أنها مازالت تعمل على تطوير مهاراتها.

وأما عن الصعوبات التي واجهتها خلال مراحل عملها، فكان حاجز اللغة في المرتبة الأولى، ومن ثم يأتي الحفر والثقب الذي يحتاج إلى صبر كبير حيث يمكن في أي مرحلة أن تنكسر البيضة، وتقول: "أحتفظ بجميع القشور فهي تذكرني بأخطائي ويمكن أن أكّونَ منها لوحة فنية في المستقبل القريب". وتشير الغزي إلى أنها حاولت الحفر على بيض البط، ولكن نوع القشرة مختلف تماماً ويحتاج تدريب أكثر لتصل إلى النتيجة المطلوبة، موضحة أن حجم بيضة البط أكبر وبالتالي سيكون التشكيل أجمل. 

المزيد من الاخبار:

طلاب لبنانيون يبتكرون علبة تذكر المريض بمواعيد الدواء 

سينمائي من السويداء: حلم السوريين بالعدالة لن يتوقف!