استضافة المملكة العربية السعودية وفداً حوثياً لمناقشة عملية السلام في اليمن

تستضيف السعودية وفداً حوثياً لمناقشة عملية السلام في اليمن بعد تسع سنوات من اندلاع الحرب في البلد، في أول زيارة علنية للحوثيين إلى المملكة منذ تدخّلها على رأس تحالف عسكري لمقاتلة الجماعة الموالية لإيران.

وذكرت قناة “الإخبارية” السعودية الحكومية مساء الخميس أنّ المملكة تستضيف “وفداً مفاوضاً يمثّل المكوّن اليمني الحوثي، وذلك بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حلّ سياسي ووقف شامل لإطلاق النار والانتقال من مرحلة النزاعات إلى الاستقرار”.

بدورها قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إنّ الرياض “وجّهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال اللقاءات والنقاشات”.

وكان مسؤول في مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين قال في وقت سابق لوكالة فرانس إنّ طائرة عمانية نقلت “وفدًا حوثيًا يضم عشرة أشخاص بالإضافة إلى خمسة عمانيين” من صنعاء إلى الرياض، فيما أفاد مسؤول حوثي بأنّ “مدة الزيارة خمسة أيام”.

وتأتي هذه الزيارة بعد نحو خمسة أشهر على زيارة قام بها وفد سعودي إلى صنعاء لبحث عملية السلام.

واليمن غارق في حرب على السلطة بين الحوثيين والحكومة منذ منتصف العام 2014، تسبّبت بمقتل وإصابة مئات الآلاف، وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

لمناقشة عملية السلام في اليمن.. السعودية تستضيف وفداً من الحوثيين

وفي وقت سابق الخميس، أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي تتحدث باسم سلطات العاصمة إنّ الوفد العماني زار صنعاء يرافقه المتحدث الرسمي باسم الحوثيين وعضو الفريق المفاوض محمد عبد السلام المقيم في السلطنة، قبل توجّهه للسعودية.

ونقلت عن رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط قوله خلال لقاء مع الوفد العماني قبل إقلاع الطائرة إنّه “استجابة لوساطة سلطنة عمان الشقيقة سيتوجه الوفد الوطني برفقة الوفد العماني إلى الرياض لاستكمال المشاورات مع الجانب السعودي”.

وتابع “السلام كان ولا يزال خيارنا الأول والذي يجب العمل عليه من قبل الجميع”.

وكان مسؤول في الحكومة اليمنية مطّلع على فحوى المحادثات بين الحوثيين والمملكة، أبلغ فرانس برس الخميس بأنّ الغاية من الزيارة “عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصّل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي”.

وتابع أنّ المحادثات تتركّز على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً عن طريق السلطة، وهي نقطة شائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظلّ مغلقاً لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الأردن ومصر.

الصيغة النهائية

من جهتها، أفادت مصادر سياسية في صنعاء أنه من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين “الصيغة النهائية” لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر أطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حل سياسي برعاية الامم المتحدة وبدعم من السعودية وعُمان.

وتراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيّز التنفيذ في نيسان/أبريل 2022. ولا تزال هذه الهدنة سارية إلى حد كبير حتى بعد انتهاء مفاعيلها في تشرين الأول/أكتوبر 2022.

لكن الأزمة الإنسانية في البلد الفقير لا تزال تتفاقم، مع تراجع المساعدات الانسانية بسبب نقص التمويل.

والخميس، طالبت 98 جهة دولية ومحلية بينها منظمات تابعة للأمم المتحدة بزيادة التمويل لمواصلة مساعدة “أكثر من 21,6 مليون شخص، أي 75 بالمئة من سكان اليمن”.

وأشارت هذه الجهات في بيان مشترك إلى أنّ “17 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي” في اليمن، وهذا العدد يشمل 6,1 ملايين شخص دخلوا بالفعل “مرحلة خطيرة في نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد”.

ورغم حجم هذه الاحتياجات الإنسانية، فإنّه حتى آب/أغسطس 2023، لم تكن خطة الاستجابة الإنسانية قد تلقّت سوى “31,2 بالمئة من إجمالي الاحتياجات البالغة 4,34 مليارات دولار” للعام 2023، مما أدى إلى “تخفيضات جذرية ومثيرة للقلق في المساعدات”، وفقًا للبيان.

إلى جانب ذلك، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخّرًا من أنّ اليمن بات يعاني أحد أعلى معدلات التلوث بالألغام وغيرها من المتفجّرات من مخلّفات الحرب في العالم، بعد تسع سنوات من بدء النزاع في البلاد.