الإمارات تسحب دبلوماسييها من لبنان

  • الإمارات تمنع مواطنيها من السفر إلى جمهورية لبنان
  • الأمارات تعلن استمرارية العمل في القسم القنصلي الإماراتي ومركز التأشيرات في بعثة الدولة لدى بيروت

أعلنت دولة الإمارات سحب دبلوماسييها من الجمهورية اللبنانية، وتقرر منع مواطنيها من السفر إلى جمهورية لبنان.

و قال  خليفة شاهين المرر وزير دولة في الإمارات إن قرار سحب الدبلوماسيين جاء تضامناً مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة.. وأشار إلى استمرارية العمل في القسم القنصلي ومركز التأشيرات في بعثة الدولة لدى بيروت خلال الفترة الحالية.

وتضع هذه التطورات الدبلوماسية المتسارعة الحكومة اللبنانية تحت مزيد من الضغوط في ظل تردي الوضع الاقتصادي والانهيار في سعر صرف العملة المحلية وقلّة المحروقات، وتعرقل خططها للحصول على دعم مالي من دول الخليج الثرية.

الكويت والبحرين تحذوان حذو السعودية

هذا، وسارت الكويت السبت حذو السعودية والبحرين وبعدهم جاء قرار الإمارات  وقرّرت الطلب من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة أراضيها واستدعاء سفيرها في بيروت، وذلك على خلفية تصريحات لوزير لبناني بشأن الحرب في اليمن.

وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان “دولة الكويت قرّرت استدعاء سفيرها لدى الجمهورية اللبنانية للتشاور ومغادرة القائم بأعمال سفارة الجمهورية اللبنانية لدى دولة الكويت خلال 48 ساعة”.
وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي اعتبر في مقابلة تلفزيونية بثت الاثنين وأجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية في أيلول/سبتمبر، أنّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران “يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي” من السعودية والإمارات.

 

موقف جامعة الدول العربية

في القاهرة، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية.
وقال الامين العام فى بيان إن “الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الاعلام اللبناني وما تلاها من احداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانياً بشكل ينزع فتيلها ولا يزكي نارها علي نحو ما حدث وأوصل الأمور الي انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموما والخليجي خصوصاً”.

وأضاف أن لديه “ثقة في حكمة وقدرة الرئيسين عون وميقاتي علي السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن ان تضع حدا لتدهور تلك العلاقات ويسهم في تهدئة الاجواء بالذات مع المملكة العربية السعودية ورأب الصدع الذي تسببت فيه مواقف لأطراف ترغب ولديها مصلحة في تفكيك عري الأخوة التي تربط لبنان وشعبه العربي بأشقائه في دول الخليج والدول العربية”.

لبنان يحاول لملمة الأزمة

قالت الرئاسة اللبنانية ان الرئيس ميشال عون “تابع المداولات التي طرحت خلال اجتماع” خلية الازمة.
وأضافت أن الرئيس جدد “التأكيد على حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقاتمع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسّسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤّثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبّب بأزمة بين البلدين لا سيّما وانّ مثل هذا الأمر تكرّر أكثر من مرّة”.

الحكومة اللبنانية يف مأزق

 

وأعربت الحكومة اللبنانية في بيان الأربعاء عن “رفضها” تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه “لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا”.
لكنّ قرداحي رفض “الاعتذار” عن “آرائه الشخصية”. وقال “أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلم أعتذر؟”.

في أيار/مايو، طلب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية آنذاك شربل وهبة إعفاءه من منصبه، بعدما أثارت تصريحات أدلى بها أزمة دبلوماسية مع السعودية ودول خليجية أخرى.

 

أزمة القرداحي لم تكن الأولى للسعودية مع لبنان

وفي الأيام الماضية، أعلنت السعودية عن عدة عمليات صد مهرّبي المخدرات تمكّنت خلالها من مصادرة آلاف من حبوب الكبتاغون المخبئة داخل فواكه مستوردة.
وكانت السعودية علقت في نيسان/ابريل الماضي استيراد الفواكه والخضار من لبنان، أو السماح بمرورها على أراضيها، بعد ضبط الجمارك أكثر من 5,3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان.

وتنشط في لبنان وسوريا المجاورة صناعة مخدّر الكبتاغون الذي يصنّفه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بأنّه “أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة”، وهو مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.
يسود فتور بين السلطات اللبنانية والسعودية منذ سنوات، في ظل اتهام الرياض المسؤولين اللبنانيين بعدم التصدي لحزب الله، بعدما كانت الرياض من أبرز داعمي لبنان سياسيا وماليا، قبل أن يتراجع دعمها تدريجياً، امتعاضاً من دور حزب الله المدعوم من إيران، خصمها الإقليمي الأبرز.