أخبار الآن | سوريا – جنان موسى

القوائمُ التي تم تجهيزُها من قبل أفرادِ تنظيمِ داعش طويلةٌ و مفصلةٌ و محددة.

فهي تُظهر أن داعش تتطلع إلى امتلاكِ ثلاثِمئةِ درون على الأقل ومئةٍ وخمسَ عشرْةَ طائرةً يتم التحكمُ بها عن بعد.

وكان التنظيمُ على استعداد لدفع أكثرَ من مليونِ دولار و مئةِ الفِ دولار من أجل ذلك.

هذا كلُّه وفقًا للملفاتِ الموجودةِ على الأقراصِ الصلبة لداعش في سوريا التي عثر عليها تلفزيون الآن.

امتلاكُ واستخدامُ داعش لطائرات الدرون ليس أمراً جديدا.

لكنّ الملفاتِ الحصريةَ التي حصلتُ عليها في سوريا توضح لأول مرة أرقامًا تفصيليةً لبرنامج الطائرات الخاص بداعش. باختصار: لقد كان ذلك البرنامجُ ضخماً وقد أنفق داعش الكثيرَ من المال عليه.

توضح هذه القائمة مثلا ان داعش أعد لطلبِ ثلاثِمئةِ درون من نوع “فانتوم اربعة” عبر الانترنت. تبلغ قيمةُ كلِ واحدة منها الفين و اربعَمئةِ دولار ٍامريكي. مما يعني أن المبلغَ الإجمالي المطلوبَ لشراء هذه الكمية هو سبعُمئةٍ وعشرون الفَ دولارٍ أمريكي.

اضف الى ذلك اربعُمئة وسبعون بطارية ًلطائرات الدرون، يبلغ ثمنها تسعةً وسبعين الفَ دولار أمريكي.

وهناك العديدُ من المعدات الأخرى. من ضمنها أجهزةُ التحكم عن بعد، والأسلاكُ ، والمحركاتُ و كل ما تحتاجه لكي تقومَ بتشغيل طائرات الدرون. ويتطلب ذلك ميزانية تصل الى ثمانِمئةٍ واثنين وثمانين الفَ دولار امريكي.

كيف سيحصل تنظيمُ داعش على هذه المنتجات؟ لاحظوا ان القائمةَ تحتوي على روابطَ لشراءِ كلِ قطعة، معظمُهم عبارةٌ عن مواقعِ ويب من المُصنع الصيني لطائرات الدرونز DJI أو مواقعِ ويب في الولايات المتحدة الأمريكية او ألمانيا أو تركيا.

هذا بالنسبة للدرون، اما برنامجُ داعش للطائرات التي يتم التحكمُ فيها عن بعد فهو ضخمٌ ومكلف ايضا.

أنواعٌ و موديلاتٌ مختلفة، مئةٌ وخمسَ عشْرةَ طائرة في المجموع. تصل تكلفتها من دون المحركات الى ثمانيةٍ وثلاثين الفَ دولارٍأمريكي.

أما ثمنُ الإلكترونيات وحدَها، فيصل الى مئةٍ وسبعٍ واربعين الف دولار أمريكي.

بجانب بعض المنتجات، قام أفرادُ داعش الذي اعدوا هذه القوائم بكتابة ملاحظاتٍ مختلفة. على سبيل المثال، كتب هنا: “يجب أن يتمَّ شراؤها من المورد الذي تم ذكرُه”.

التكلفةُ الإجمالية لبرنامج الطائرات هذا يزيد قليلاً عن مئتين وثلاثٍ وسبعين الفَ دولار أمريكي.

من المثير للاهتمام، أن الفاتورةَ المتعلقةَ ببرنامج الطائرات التي يتم التحكمُ فيها عن بعد مقسمةٌ إلى قسمين: “خمسٌ وستون الف دولار أمريكي من أجل “المنتجات القادمة من تركيا و أوروبا، و تشمل تكاليف الشحن إلى الشام إن شاء الله”.

و القسمُ الثاني من الفاتورة يبلغ مئتين وثمانيةَ الافِ دولارٍ امريكي ويتضمن: “المنتجاتِ القادمةِ من الصين و هونغ كونغ، و لا تشمل تكاليفَ الشحن”.

وهذه ملاحظة أخرى مهمة مكتوبةٌ في الملف: لا يعجبني سعرُ طائراتِ Mugin و طائراتِ Mugin الضخمة، و سوف أحاول الضغط عليها في السعر إن شاء الله.

جميع هذه الملفات مؤرخةٌ بين منتصف العام الفين وسبعةَ عشرَ وديسمبر من العام الفين وثمانيةَ عشرَ، اي قبل شهرين من بدء معركةِ داعش النهائية في الباغوز.

من بين ملفات داعش، لم نعثرعلى إيصالاتِ شراء لهذه المنتجات.

لكنَّ صورَ الطائرات بدون طيار التي أصدرها داعش رسميا تظهر في كثير من الحالات الدرون DJI Phantom 4 أو الطائراتِ اخرى يتم التحكمُ فيها عن بعد وهي نفسها المذكورة في هذه الملفات.

لم يعلم احد قبل اليوم أن تنظيمَ داعش تطلع الى امتلاكِ برنامج للطائرات بهذا الحجمِ الكبير والتكلفة الهائلة. و السؤال الآن: هل تمكن داعش من طلب هذه المنتجاتِ عبر الانترنت؟ كيف ذلك ومن دفع ثمنَها ؟ وكيف تم تهريبُها إلى سوريا من دون ملاحظة احد؟

اقرأ المزيد:

زعيم داعش الجديد ضابط سابق في الجيش العراقي