أخبار الآن | بيروت – لبنان – (تريسي أبي أنطون)

لأنهم مؤمنون ومؤمنات بضرورة المحاسبة، ولأنهم يرفضون أن تمر جرائم العنف الأسري بأسباب تخفيفية في الاحكام، ولأن الغدر بثماني زوجات في شهر ونصف ليس مقبولا، خرجوا إلى الشارع ليقولوا كفى.

 تقول المحامية ليلى عواضة مسؤولة في جمعية كفى عنف واستغلال: "الآن أصبح هناك وعي أكبر، ولأن الإعلام بات يعطي حيزا كبيرا لجرائم قتل النساء، نعتبر أن هذا إنجاز بحد ذاته أن ننقل موضوع العنف ضد المرأة ونحوله رأياً عاماً، وبخاصة العنف الأسري بحيث بات الإعلام يضيء على كل حادثة بحق إمرأة ويتناولها من زوايا مختلفة، الأمر الذي جعلنا كمجتمع نتطلع أكثر على ما يحصل بحق النساء، وما نقوله أنه لن يكون هناك ردع لهذه الجرائم طالما الدولة (الجهات الرسمية) لا تأخذ الموضوع بجدية وطالما هناك استخفاف بقضايا النساء بشكل عام".

ملاك المقداد هي واحدة من بين ثماني نساء قتلن بطريقة وحشية ما بين كانون الأول وكانون الثاني، وانضممن إلى قافلة التعنيف الأسري من باب الموت. 

وتضيف سناء المقداد / والدة المغدورة ملاك المقداد: "قتلها ظلما. كانت تقوم بواجباتها كزوجة وبأولادها، لم تكن متمتعة بحقوقها، حتى لم تكن تسكن بمنزل خاص بهما، وكانت تصبر عليه وعلى وضعها فلماذا يقتلها؟ هذا ما نريد أن نعرفه!".

وتتحدث سماح المقداد / شقيقة المغدورة ملاك المقداد باختصار: "هذا ابنها، وأنا شقيقتها ونحن لا نريد شيئا سوى حق هذا الطفل".

وبعدها بأقل من شهر، كان الغدر على موعد مع ندى بهلوان التي أرداها طليقها بالرصاص أمام أعين المارة والجيران، لتلفّق الشائعات حولها، فيما كانت بالحقيقة تدافع عن بناته الثلاثة وتحميهِن من التعنيف. 

لتؤكد فاطمة الحاج / محامية عائلة المغدورة ندى بهلوان على فظاعة الجريمة: "لقد أقدم على قتل ندى بهلوان في 22/1/2018 وكان ذلك نتيجة حمايتها لثلاث بنات هنّ بناته ولسن أولادها، ولكن كن قد قررن نتيجة العنف الذي يتعرّضن له أن يحتمين بمنزل أهل ندى".

وأيضا من أجل ريمي، وظريفة وفاطمة ويمن ونظيرة والموّظفة في السفارة البريطانية، تحرّك المجتمع الأهلي والنسوي في لبنان رفضاً للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

ويعزز عبد الرحيم العوجي / مقدم تلفزيوني وجهة نظره بقوله: "إن الرجل الذي يقتل إمرأة قرب أولاده ما الذي يمنعه أن يقتلني؟ وعندما أحمية أكون قد عرّضت حياتي للخطر وأنا أتحدث هنا بكل ذكورية".

ولأن القافلة تسير من دون محاسبة، أمهات وآباء وأقارب لضحايا التعنيف الأسري انضموا إلى تحرّك "8 مش عدد" لتعديل المادة القانونية وتشديد العقوبات على جرائم قتل النساء.

  وترى وفاء القبوط / والدة زهراء القبوط التي قتلها زوجها في العام 2016: "أتينا لنسجل موقفا ضد العنف الأسري ومن أجل ابنتي زهراء الذي قتلها طليقها منذ فترة، ومن أجل كل إمرأة وفتاة قتلت،.طبعا ابنتي لن تعود ولكن جئنا من أجل سائر النساء".

يبقى الاسراع بالمحاكمة وتشديد العقوبات من أهم العوامل، الى جانب الحملات الاعلامية، والتوعوية والتثقيفية لنصرة المرأة.
 

إقرأ المزيد:

"كان فيها تكون أنا" .. حملة لبنانية ضد "العنف ضد المرأة"