أخبار الآن | هلمند – افغانستان

لا يكاد يخلو بيت في افغانستان لم يعاني ساكنوه من إرهاب جماعة طالبان الأفغانية، سواء من عمليات القتل أو الضرب أو النهب أو ماشابه ذلك.

من هؤلاء قصة ضابط أفغاني سابق في الجيش، خسر ساقه بعد انفجار لغم زرعته جماعة طالبان، على إثرها أحيل إلى التقاعد وبات يعاني ظروفا اقتصادية صعبة.

معارك كثيرة قاتل فيها هذا الضابط السابق في الجيش الأفغاني ضد جماعة طالبان في مقاطعة هلمند الواقعة جنوب البلاد والمحاذية للحدود الباكستانية.

لكنه في إحدى المعارك التي خاضها وقعت قدمه على لغم أرضي زرعته جماعة طالبان، ومع انفجار اللغم بترت ساقه اليسرى، ومنذ ذلك الوقف وهو يلازم هذا الكرسي المتحرك.

يقول مهر الله صافي الضابط السابق الأفغاني: "كنا نخوض معركة ضد طالبان بمقاطعة هلمند بالتحديد منطقة سانجين وبلدة شيلا، كنت برفقة أربعة من زملائي في الجيش حين أحاط بنا الأعداء من كل الإتجاهات، ذات مرة شعرت بهزة أرضية كبيرة، وشاهدت زملائي يسقطون على الأرض واحدا تلو الآخر، وعلمت أنهم أصيبوا بسبب انفجار لغم أرضي، الحمدلله في المرة الأولى نجوت، وبدأت أساعد زملائي الذين أصيبوا إصابات بالغة، كنت أتحرك يمينا ويسارا لمساعدة رفاقي بطلب من قائد الفرقة إلى أن توقفت على قنبلة مزروعة على الأرض، شعرت ببرود في رجلي اليسرى، ثم نظرت إلى الأسفل، وعلمت أنني متوقف على قنبلة، صرخت بصوت عال إلى قائد الفرقة: "أنا متوقف على لغم" لكنه هرب مني، ولسوء الحظ انفجرت القنبلة وأصبت إصابة بالغة في قدمي.

ويضيف مهر الله صافي: "خضعت لـ 15 عملية جراحية في مستشفى سردار داودخان العام، وخضعت لثلاث عمليات جراحية في مستشفى خاص، أنا ممتن حقا لأصدقائي الذين ساندوني خلال الفترات الصعبة التي تجاوزتها.

الإصابة لم تكن المعاناة الوحيدة لمهر الله صافي، فبعد أن بترت ساقه أحيل إلى التقاعد، ومنذ ذلك الوقت لم يتلق أي راتب شهري وواجه ظروف اقتصادية صعبة.

يقول مهر الله صافي: "بدأت أفكر في ما يمكن فعله لتجاوز هذه العقبة، وفتحت هذا المحل الصغير حيث أبيع بطاقات الهاتف كما أقوم بإصلاح التلفونات. العائد الذي يأتيني من هذا المحل يساعدني على إعالة أسرتي ودفع الرسوم المدرسية لأطفالي. هذا البيت الذي أقيم فيه هو موروث من أجدادي، يتكون من ثلاث غرف نوم وتعيش فيه أسرتي واثنين من إخواني".

رغم أنني أشعر أن الحكومة لا تعطيني اهتماما كافيا إلا أن هذا لا يمنعني من أن أبقى سندا لبلدي، أو أن أشارك في خدمة أبناء الوطن. سأبقى أدافع عن أفغانستان بكل شجاعة وصبر، وسأموت لأجلها ولا أخاف من الموت، ولن أترك الارهابيين يعبثون بأراضينا. حياتي لن تتوقف عند هذا الهجوم الإرهابي، كل ما أحاول فعله الآن هو مساعدة ابنتي على التعلّم ليكون لها مستقبل أفضل من مستقبلي".

يعمل مهر الله صافي بجد واجتهاد، من أجل مساعدة ابنته الكبرى على دفع تكاليف المدرسة، حتى تكمل تعليمها ويكون لها مستقبل أفضل.

تقول ابنه الضابط سعدية مهرالله صافي: "عندما رأيت عمي يحمل أبي وهو جريح لم أكن أصدق, وطبعا لم أسمع هذا الخبر من قبل، لكن عندما أيقنت ذلك بدأت أجهش بالبكاء طوال الليل، أنا سعيدة جدا لأن والدي على قيد الحياة، ونحن سعداء أكثر بأنه مازال يحاول مساعدتنا في الذهاب إلى المدرسة ويدفع الرسوم بشكل دائم وفي الوقت المحدد (أبي هو بطلي).

مهر الله صافي .. بطل بأعين ابنته، وهو بطل بالنسبة لكل الأفغان، الرافضين لكل أشكال العنف والإرهاب في بلادهم، سواء أكانت طالبان أم القاعدة أم داعش.

 

اقرأ أيضا:
سقوط صاروخ قرب مطار كابول بعيد وصول وزير الدفاع الامريكي

طفل في الـ8 يدفع حياته ثمنا لحماية شقيقته من زوج أمهما