أخبار الآن | الموصل – العراق (وسام يوسف)

بالتزامن مع عمليات تحرير الموصل من إحتلال داعش , سعى سكان قضاء الحمدانية دنوب شرقي الموصل الى إعادة الحياة الى مدينتهم بعد أن تم تحريرها من قبل القوات العراقية المشتركة الى جانب عودة العديد من السكان الى منازلهم , كما عاد العديد من أصحاب الحرف بهدف المشاركة في عودة الحياة الى الحمدانية.

عودة الحياة الى الحمدانية الواقعة جنوب شرقي الموصل ليست بالأمر الهين بسبب حجم الدمار الذي خلفه تنظيم داعش في هذه المدينة , لكن إرادة الإنسان في العودة من جديدة لممارسة حياته أقوى من الكارثة البنيوية التي حلت على المناطق السكنية ومراكز المصالح الخاصة والعامة.

يوحنا بهنام "نحاول بكل جهودنا إعادة الدوائر الحكومية للعمل من أجل متابعة شؤون الناس و مصالحها و بدأنا من دائرة البلدية وخلال الايام سيعاد العمل فيها"

داعش الذي إتخذ من هذه المدينة إحدى أهم مناطق نشاطاته الاجرامية نظراً لخلوها من السكان ولكونها بعيدة عن أعين المراقبة , كان قد إستباح مؤسساتها كافة وو إتخذ منها مقرات لدواوينه ومعسكرات تدريب ومعامل للتفخيخ الأمر الذي أخرج هذه المؤسسات عن الخدمة مثل مستشفى الحمدانية العام وجامعتها التي تحولت الى ركام نتيجة تحصن مسلحي داعش فيها أثناء معارك التحرير.

الإصرار على الحياة في هذه المدينة كما المدن الأخرى المحررة سابقا من تنظيم داعش في الموصل دائما يبقى أقوى من الموت الذي حاول مسلحو التنظيم الإرهابي زرعها حتى على الجدران في شعاراته فها هي الحياة تدب من جديد بسواعد أبنائها.

عدنان شيتو " أعدنا فتح ورشة الحدادة امام الناس التي ستحتاج لخدماتنا في إعادة تأهيل منازلها , الحمدانية ستعود بهمة شبابها وحكمة وجهائها , والمعروف عن أهلها أنهم فاعلون و نشيطون في أعمالهم وحرفهم"

ربما يكون الدمار أسهل و أسرع لكن إرادة البناء حتماً هي من تنتصر في النهاية , فالحمدانية خير مثال على التحدي الذي يواجهه سكانها ومهما حمل داعش من أفكار عبر فلسفة الموت والخراب الى بسطاء الناس لم يتمكن من مسخ حواضر الموصل في نفوس مواطنيها , إلا أن ما خلفه التنظيم الإرهابي من دمار كفيل بفضح حقيقته التي باتت حكايات سنتين يتداولها الناس بألم و إستهجان.

 

اقرأ أيضا:
قصف على غرب الموصل مع تصعيد العراق معركته ضد داعش

التحالف الدولي يرجح إستمرار معركة الموصل لمدة شهرين