أخبار الآن | معرة النعمان – ريف إدلب – سوريا (عماد كركص)

يحيى دياب، فتىً سوريٌ في مقتبل عمره، من معرة النعمان بريف إدلب، ومن أول المتظاهرين فيها، حرمه الاستهداف المتكرر لمدينته وظروف النزوح من حقه في التعليم ليلجأ للعمل مع والده بائعا للمحروقات، على قارعة طريق. وهناك فقد يحيى ساقه بقصف للطيران الروسي عندما كان يقوم بإسعاف المصابين. قصة يحيى في تقرير مراسلنا عماد كركص.

الثوار الأوائل في معرة النعمان يعرفون يحيى شيخ دياب جيداً، ويعرفون كيف بدأ مع الثورة ثائراً طفلاً وكيف أصبح معها يافعاً لكن بساق واحدة.

فيحيى الذي يعد فاكهة شارع الكورنيش في معرة النعمان، نظراً لخفة ظله وتواجده الدائم مع والده بائع المحروقات هناك، نال قصف طائرة روسية من ساقه وهو يقوم بواحدة من أنبل مهمات الرجال، لكن فعلة الطائرة لم تستطع النيل من بسمة لاتغيب عن محياه. 

وعن ذلك يقول يحيى : قصف الطائرة الروسية في حينا، فذهبت لإسعاف المصابين، وعندما كنت أهم بتغطية إحدى المصابات، أعادت الطائرة القصف، فأصبت وبترت ساقي، وأصيبت قدمي الأخرى. 

يحيى الطفل الذي عارك الحياة مبكراً وترك المدرسة بسبب الحرب بعد أن أصبح بائعاً للمحروقات، لم يثنه استشهاد شقيقه واصابة شقيته وظروف الحياة الصعبة التي مر بها ومؤخراً اصابته عن أكمال طريقه كواحد من أصغر ثوار المدينة وأكثرهم حباً للثورة. 

ويضيف يحيى : كان عمري 11 عاماً عندما خرجت في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، وكنا لا نخاف من الأمن مع أنهم كانوا يطلقون علينا الرصاص والغازات المسيلة للدموع، ولازلنا لا نخاف وسنتابع في ثورتنا. 

ويبقى له كما لغره من السوريين صغاراً وكباراً حق الحلم بمستقبل أفضل بعد الخروج من واقع بدأوه بمظاهرات سلمية   وحوله النظام لأكثر المراحل دموية في العصر الحديث.