أخبار الآن | درعا – سوريا – (براء عمر)

عشية أول أيام شهر رمضان المبارك، تبدو أسواق المدن والبلدات في سوريا شبه خالية، فالأوضاع الإقتصادية التي تزداد سوءًا يوما بعد يوم، جعلت السوريين يكابدون في سبيل توفير الغذاء لأطفالهم في ظل ازدياد كبير في اسعار المواد الغذائية والأساسية. مراسلنا في درعا براء عمر يرصد في التقرير التالي حال المدينة قبيل رمضان. 

الشوارع هادئة، والأسواق شبه خالية، هنا مدينة درعا، تجولنا في أحياء المدينة وأسواقها المدمرة لنرصد الأجواء الرمضانية التي باتت شبه مفقودة. المواد الغذائية غير متوفرة، وإن وجدت ،، فليس باستطاعة الكثير من الناس شراؤها.

يقول التاجر أبو مهدي: "هذه السنة أقبل علينا رمضان وهو يختلف عن اي رمضان المحلات كلها اغلقت ابوابها بسبب تصعيد العمليات العسكرية، لا توجد بضاعة أو مواد كنا نستهلكها في رمضان منها القطائف والفطائر والتمر هندي وعرق السوق، تقريبا مفقودة".

ابو شادي من سكان حي المنشية، هرب بأطفاله إلى المزارع المحيطة بدرعا، وأقام فيها خيمة صغيرة تقيه من قصف طائرات النظام وقذائفه. مع قدوم شهر رمضان يشكو أبو شادي من صعوبة العيش في ضل استمرار العمليات العسكرية التي تؤثر في حياة المدنيين. مياه الشرب غير متوفرة، ليضطر أبو شادي إلى قطع مسافة بعيدة لجلب المياه لأسرته.

يقول أبو شادي أحد أهالي درعا: "غادرنا المنشية لكننا وجدنا أن الوضع أسوء، ونحن مقبلون على شهر رمضان الفضيل، وليس لدينا مواد كافية وليس لدينا ماء إذ نضطر لقطع مسافة عشرة كيلومرات لنشرب الماء".

تضيف زوجة ابي شادي أن هناك تقصيرا كبيرا بحقهم من قبل الهيئات الداعمة، فخيمتهم الصغيرة هذه لا تتسع لجميع أفراد العائلة.

تضيف ام شادي: "خيمتنا رديئة ووضعنا سيئ جدا، وعندما يمرض الطفل لا نجد دواءً لنعالجه. لا أحد يساعدنا بدواء أو غذاء لأطفالنا، ولا بخيمة، فنحن عائلة كبيرة ونريد خيمة تسعنا جميعا".

عائلة أبو شادي نموذج للعائلات التي هربت من قصف النظام السوري على مدينة درعا، والتي تتجهز لاستقبال شهر رمضان دون أدنى مقومات الحياة.