فيان دَخِيل النائبة عن الأيزيديين في العراق وفي مقابلة خاصة لتلفزيون الآن قالت إن الإفراج عن بعض المختطفين أتى بعد محنة طويلة وأنهم مستمرون في محاولة العثور على الفتيات وكل المختطفين لدى داعش. فالعدد القليل ممن تحرر جيد ولكن مقارنة بالأعداد الكبيرة من المخطوفين نتأمل المساعدة من قبل الدول الغربية والمنظمات والخيّرين لإطلاقهم جميعاً.

أما عن أعداد المختطفات لدى داعش فهن حوالى 3000 فتاة، والأعداد تتباين بين المعاييرما فعله داعش بالايزيديين هو الأكثر فظاعة على الأرض الدولية ومعايير حقوق الإنسان ومعايير داعش عما يطلق عليه طفل، فالبعض ممن يعتبرهن داعش فتيات هن أطفال وفق المعاييرما فعله داعش بالايزيديين هو الأكثر فظاعة على الأرض الدولية. لكن مجمل المختطفين لدى داعش حوالى 5000. والكارثة الكبرى في الأطفال الذين يجنّدون ليصبحوا تنظيماً إرهابياً جديداً بالمستقبل.

المختطفون موجودون بمناطق مختلفة، في العراق ودول الجوار مثل سوريا بالرقة تحديداً. وفي العراق هم في المدن التي لا تزال تحت سيطرة داعش تلعفر والموصل والقيّارة والفلوجة.

وفيما يتعلق بالدعم، في المحافل الدولية هناك تعاطف كبير والكل يندّد ويستغرب بيع فتيات والسبايا بالقرن الحادي والعشرين لكن في المقابل وواقع الأمر أننا لا نجد مبادرات ولا أفعال على أرض الواقع. ويجب تكاتف الجميع من أجل إنقاذ الفتيات، أين من يدّعي حقوق الإنسان؟ لماذا لا ينقذوا هؤلاء؟ هل صعب لهذا الحد القيام بعمليات خاصة وعسكرية؟ تساؤلات عدة طرحتها النائبة التي أكدت أيضاً أنه وبعد البيان الذي قرأته بمجلس النواب حين بكت أصبح هناك حركة أكثر من ذي قبل، وكان هذا واضحاً في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما قال "أنا أقول لتلك السيدة التي بكت في البرلمان نحن الذين سنأتي لمساعدتكم"، وفعلاً قاموا بالحملة العسكرية على داعش منذ ذلك الوقت والحملة لإيصال المساعدات لهؤلاء. فكان لهذه الصرخة وقع إيجابي.

أما فيما يتعلق بدورهم وعمل البرلمان فقالت النائبة دخيل إن عمله تشريعي رقابي، ولكن يستطيع التأثير في الحكومة بالتحرك، وهي لم تقصّر ولكن لديها جبهات عديدة. وتعليقاً على ضربات التحالف الدولي أكدت دخيل أن الأمر لو أخذ بأكثر جدية كما حدث عندما أسقط الديكتاتور صدام حسين حين بأسبوع واحد استطاعوا أن يدمروا البنى التحتيتة للجيش العراقي وأن يقضوا على النظام، لو أرادوا لأستطاعوا التخلص من التنظيم. وتساءلت من أين يأتي التنظيم بهذه الأسلحة المتطوة وهذا العتاد كي يجابه عدة دول؟

واعتبرت أنه إذا أردنا القضاء على هذا التنظيم يجب أن نقطع أولاً المصدر، من يموّل هذا التنظيم بالمال أو السلاح ويجب التعاون من المدن والمحافظات التي ربما تعطي بعض الدعم لهذا التنظيم كي يتحرك بسهولة داخلها. ولا شك أن هناك من يستفيد من داعش اليوم 
فالجهة التي تمول داعش هي الجهة الأكثر استفادة منها وكنت أتمنى لو أعرف من هي وكنت سأقولها علناً، وفق دخيل. وداعش لم يكن 
ليستطيع أن يقوم بهجمات واحتلال محافظات ومدن إن لم يكن مدعوماً من دول خارجية. 

وعن ممارسات التنظيم قالت دخيل إن وحشية تعامل داعش مع الإنسان يفوق تصور العقل البشري السّوي، والتعاليم التي يتخذونها منهجاً لهم هي القتل والتعذيب والإغتصاب. وأكدت دخيل أن داعش ليس له أي علاقة بالإسلام والمسلمينفهم عاشوا كل هذه السنين من سنـّة وشيعة ومسيحيين ولم يكن هكذا الوضع فالكل يتعامل على أننا بشر.

وداعش يضطهد المسلمين أيضاً كما مع الأيزيديين، المثال ما فعله في قرية بشير وهي مسلمة عندما كانوا يضعون الأطفال بفرن الغاز ويحرقونهم أمام أعين أهاليهم وهم مسلمون، وما فعله التنظيم ويفعله بالأيزيديين لم يكن أقل فظاعة وربما هو الأكثر فظاعة فيما حصل على الأرض بالكون كله، فهو تنظيم تكفيري ليس لديه فرق بين مسلم وأيزيدي وفتك يجميع العراقيين. 

الأيزيديون تعرضوا ل 72 حملة إبادة جماعية وهذه المرة الثالثة والسبعون سواء بسبب القومية أو الدين والآن لأنهم أيزيديون، ولكن
استطاعوا، وفق دخيل، بالسنوات الأخيرة أن يعيشوا بأمان وسلام ولم يكن هناك مشلكة لكن ما حصل منذ 3 آب أغسطس حدث بشكل سريع وغريب والمقصود فعلاً إبادة الأيزيديين إبادة من نوع جديد بالقرن الحادي والعشرين.

أما التسريبات التي ينشرها التنظيم فهي ترهيب إعلامي وما يحز بنفسها أكثر الفتيات الصغيرات اللائي يتعرضن لإعتداء جنسي ونفسي، فالأيزيديون أفقر مجموعة ناس في العراق، وأحزن دخيل أيضاً الأطفال الصغار الذين أخِذوا عنوة عن أهاليهم خاصة طفلة عمرها 4 أو 5 سنوات، فكيف يسلب من حضن أمه ويؤخذ لأماكن كي يعلـّم الإرهاب. 

عندما ذهبت دخيل إلى جبل سنجار لأجل المساعدات لمن كانوا على الجبل وجلب بعض هؤلاء لمنطقة آمنة، لا يمكن أن تنسى دخيل عندما أعطتها أم طفليها وطلبت منها أن تنقذ طفليها لأنها ستبقى فلا يوجد مكان في الهليكوبتر. واعتبرت دخيل أن كل أولاد الأيزيدية أولادها.

ومنذ اليوم الأول هي على تواصل بشكل يومي مع العوائل الأيزيدية. ولا يمكنها أن تترجم قصص الناس المأساوية، فمرة اتصلت بها فتاة لتنقذها وقالت لها إنها المرة ل 15 الذي يبيعونها فيها داعش وأن آخر مرة باعها شخص لصديقه بسيجارتين. ودخيل لم تستطع مساعدتها. 

من جهة اخرى أكدت دخيل أن الحشد الشعبي كان له دور مهم جداً وباسل بمحاربة داعش، فمن أتى من البصرة والناصرية والنجف كي يحارب داعش في الموصل وصلاح الدين مهم ومقدّر، وأيضاً بالأنبار عشيرة البونمر دافعت عن أرضها بكل بسالة وتمنـّت دخيل أن يسري الموضوع على كل المحافظات. ولا يجب أن يكون هناك فرق بين عربي وكردي مسلم وأيزيدي مسيحي سني وشيعي وتركماني فالكل عراقيون يد واحدة يجب أن يكونوا لا أن يدعوا فئة إرهابية ضالة من خارج العراق أن تنشر الفساد في الأرض.

وفي النهاية البسطاء هم من يتضررون. من يقتل من يغتصب؟ أليسوا هم عراقيون وعراقيات؟ ويجب وضع الخلافات السياسية والطائفية جانباً لمقاومة هذا الزحف الإرهابي لداعش. وأنا وكل الخيرين سنطرق الأبواب باباً باباً لمحاولة إنقاذ المختطفات.

وعندما طلبنا أن توجه دخيل رسالة إلى داعش، قالت إن الإنسان فقط يستطيع أن يتكلم مع إنسان لذا لا تريد أن تقول شيئاً لداعش، إلا ان أيامهم معدودة وسيحرقون كما أحرقوا الناس.