القصة بدأت عندما استقيظ جو إليدج يوماً ولم يجد زوجته

كان من المفترض أن يكون الانتقال من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمثابة مغامرة رائعة للصينية مانغشي، ذات الـ28 عاماً، لكنّ حياتها اتخذت منعطفاً لم يكن في الحسبان.

تعرّفت مانغشي على الأمريكي جو إليدج وتزوّجا بعد فترة من لقائهما، حيث أصبحت كولومبيا بولاية ميسوري الأمريكية موطنًا دائمًا لمانغشي، التي رزقت بابنة واستقبلت والديها من الصين ليعيشا معها.

مع مرور الوقت، بدأ الزوجان في الجدال حول كل شيء وكانت الخلافات تنمو بينهما حول الأعمال المنزلية ومقدار اللغة الصينية التي يجب أن تتعلمه ابنتهما.

إلى أن استفاق جو في صباح أحد الأيام ولم يجد زوجته مانغشي في المنزل، ولاحظ أن مقتنياتها الشخصية كهاتفها وحقيبتها ومفاتيح سيارتها وغيرها ما زالت في البيت، مما دفعه للظن بأنها في الخارج لإجراء بعض الأشياء، وقد تعود بعد قضاء حاجتها.

لكن مانغشي لم تعد، لذا قرر “جو” في العاشر من أكتوبر 2019 أن يبلّغ الشرطة، حيث صرّح بأنه اكتشف أمراً مهماً في أغراض زوجته الشخصية، وهو يومياتها التي كتبتها باللغة الصينية على حاسوبها، والتي أشارت فيها إلى أنها معجبة برجل آخر يعيش في الصين.

شجرة ساهمت في فك لغز جريمة.. قصة جو إليدج وزوجته "مع ليمو"

المشتبه به الرئيسي

بدأت عمليات البحث عن السيدة والتي استمرت لعدة أشهر، ولكن لم يكن هناك أي أثر لها. كانت تعشق ابنتها وترضعها، ولم يكن من الممكن أن تتركها طواعية، هذا ما كان أحباؤها يثقون به، ويقتنعون بأن شيئًا فظيعًا قد حدث لها.

بعد اكتشاف أن الزوجان كانا يتشاجران كثيرًا، استجوبته الشرطة لساعات. وبعيدًا عن تلك المحادثات، أجروا عمليات بحث واسعة النطاق في نهر محلي. مع مذكراته المليئة بـ “شكوته” فيما يتعلق بزوجته، كان إليدج هو المشتبه به الرئيسي لدى الشرطة، علماً أنه استمر في الإصرار على أن لا علاقة له باختفاء مانغشي.

العثور على الجثة

بعد أسابيع، ألقي القبض على الزوج بتهمة إهمال ابنته لوجود كدمات على جسمها ناجمة عن الضرب.

في فبراير 2020، اتُهم إليدج بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، ولكن لم يكن هناك جثة حتى ذلك الوقت. وقد استغرق الأمر عامًا آخر حتى يعثر أحد المتنزهين على بقايا مانغشي المتحللة في مارس 2021. لقد كانوا في منطقة نائية من حديقة روك بريدج الحكومية، على بعد خمسة أميال فقط من منزلهما.

وقد تمكن المحققون، من خلال بيانات الاتصالات، من رصد إشارة من هاتف الزوج في الحديقة في 10 أكتوبر 2019. ليس ذلك وحسب، بل قاموا بتحليل حذاء تابع للزوج، حيث وجدوا مخبرياً أنه يحتوي على آثار من النباتات والأشجار مما قادهم إلى دليل تواجد إليدج في المنطقة التي وجدت فيها الجثة.

وخلص المحققون إلى أن إليدج قتل زوجته في 8 أكتوبر، وبعد يومين قاد جثتها مع ابنتهما في السيارة إلى حديقة الولاية.

قرارات غبية

في المحاكمة، في نوفمبر 2021، قال جو إليدج إنه غير مذنب في جريمة القتل من الدرجة الأولى. واعترف دفاعه بأن إليدج قتل زوجته، لكنه قال إنه كان حادثا مأساويا.

واعترف محامي إليدج بأن موكله كان محرجا واتخذ قرارات “غبية بشكل لا يصدق” بعد وفاة زوجته، لكنه لم يكن ينوي قتلها، لذلك لم تكن القضية قضية قتل. وأشار الى أنه لم يبلغ عن ذلك لأنه أصيب بالذعر.

وحين وقف إليدج في المحكمة، اعترف الرجل بأن علاقته مع مانغشي كانت “صعبة” وكان بينهما في كثير من الأحيان سوء فهم، لكن ما حصل كان مجرد حادث.

مزيد من التفاصيل تجدونها في حلقة “مع ليمو”: