لماذا لم تطلق إيران رصاصة واحدة على إسرائيل؟

منذ تغيير النظام الحاكم في إيران ومجيء الخميني في العام 1979 كان شغله الشاغل تصدير الثورة الاسلامية التي تأخرت لثمان سنوات بعد دخول إيران بحرب مع العراق, لكن الفكرة ظلت موجودة وشجعتها نشاط فكرة التدين والاسلام السياسي الذي يقابله جماعة الإخوان.

استطاعت إيران من خلال هذه الأفكار والظروف الاقليمية أن تتسلل إلى دول عربية عديدة مثلما تسلل الإخوان ولكل منهما طريقة وغاية..

دخلت إلى العراق بعد اجتياح أمريكا للعراق عن طريق سياسيين موالين لها والذين كانت تؤهلهم للحكم لمدة عقود.

وأحكمت سيطرتها بعد دخول داعش للعراق عام 2014، ودخلت الى المحافظات الحدودية بحجة تحريرها من الإرهاب.

سيطرت على نينوى المحاذية لإقليم كردستان العراق ومن تركيا وسوريا والأنبار المحاذية لسوريا والأردن وديالى المحاذية لها.

ثم أحكمت سيطرتها على سوريا بنفس الحجج ولبنان بحجة محاربة إسرائيل.

ولكن مع ذلك لم تطلق رصاصة واحدة بشكل مباشر وعلني على إسرائيل علما أن هذه الفكرة هي أحد الأعمدة التي يرتكز عليها النظام الإيراني.

من الذي يحكم إيران؟ الحرس الثوري أم الحكومة؟

لكن هناك عامود لا يمكن أن ننساه وهو عامود الدولة الذي يخرج للمجتمع الدولي كلما شعرت إيران بالقلق على مصالحها الاقتصادية وسلاحها النووي ونفوذها في المنطقة.

وهذا ينطبق مع ما قامت به إيران مع حركة حماس التي كانت تدعمها سرا وعلانية بالسلاح والمواقف وتتهم الآن بأنها العقل المدبر للعملية التي نفذتها في الداخل الإسرائيلي.

سواء كانت إيران التي أعطت الضوء الأخضر للتنفيذ أو كانت العقل المدبر عندما جد الجد وكشرت إسرائيل وامريكا والمجتمع الدولي عن أنيابه وقرر القضاء ولو جزئيا على قدرات حماس انكفأت إيران الثورة وشعارات تحرير القدس وظهرت لنا إيران الدولة التي تراقب وتحذر وتتوعد فقط!

وهذا ما يجب ان يفهمه الجمهور المؤدلج أو غيره ،أن ايران تبحث عن مصالحها وتعمل عن تنفيذها مهما كانت الوسيلة حتى لو كان الثمن الجمهور نفسه وان ما تفعله مع حماس ليس حبا بالقضية الفلسطينية ولكن نكاية بالعرب ولتثبيت نفوذها في المنطقة ومن كان السبب بدمار بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء لن يحرر القدس.

ويبقى السؤال: أين فيلق القدس؟