الفقر الشديد في ظلّ حكم طالبان إلى أين سيدفع المواطن الأفغاني؟
كان برنامج الغذاء العالمي قد أعلن قبل أيام عن خطته لتوفير الخبز للطلاب في ننغرهار وخوست وجوزجان بأفغانستان. ووفقًا للخطة،ستمنح هذه المنظمات خبزة للطالب لكل يوم من أيام المدرسة، و تعرضت الصور التي نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي لانتقادات واسعة.
نظرًا لأن هذا المشروع يتم تنفيذه في المدارس، فمن المهم تقييم نتائجه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتأثيرات طويلة المدى التي ستحدثه على الطلاب.
من الناحية الاقتصادية، فالمشروع يخبرنا أن أفغانستان على وشك الانهيار الاقتصادي الكامل، فهو يظهر أن الناس يعيشون وضعا اقتصاديا لا يستطيعون فيه حتى شراء أبسط احتياجاتهم؛ وهو رغيف الخبز، ووفقًا لبحث جديد، يتناول 47 بالمئة من الأفغان وجبة واحدةفقط في اليوم، فيما يعيش 97 بالمئة من السكان تحت خط الفقر.
و إذا مررنا بسياسات الحد من الفقر للحكومات الأفغانية في أنظمة مختلفة، فسنجد أنهما تعاملت مع الأمر بطريقة مشتركة بينها جميعًا؛ وهي النهج الموجه العرقي.
وفقًا لسياسة الحد من الفقر ذات التوجه العرقي، يركز صناع السياسة على مجموعة عرقية واحدة فقط ويستبعدون المجموعات العرقية الأخرى، ونتيجة لذلك، يتم توفير جميع الموارد والموارد المالية والإدارية لمجموعة عرقية واحدة.
مثل هذا النهج يمنع الإمكانيات عن المجموعات العرقية الأخرى بشكل منهجي، ولن يستخدمهم المسؤولون كأكبر ثروة للبلاد من أجل ضمان اختراق دورة الجمود الاقتصادي التي تواجهها البلاد.
تؤدي السياسات العامة للإقصاء العرقي إلى تأجيج الصراع وانعدام الأمن في البلاد، فالمجموعات المستبعدة ستعاني من مساوئ متعددةتجتمع معًا عندما لا يكون هناك تساو في الحقوق. إن المجموعات العرقية والدينية المختلفة في أفغانستان محبطة بالفعل بسبب القيودالمتزايدة التي تفرضها طالبان، والافتقار إلى مبادرات السياسة العامة، فضلا عن السياسة المغلقة وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.
من حيث الآثار السياسية للتهميش العرقي، فهو يعمل على تسريع الفجوة السياسية في البلاد، فعندما يتم تخصيص جميع الموارد تقريبًا لمجموعة عرقية واحدة، فلن تلعب المجموعة المهمشة دورًا فعالا في العملية السياسية، لكنها لا تقتصر على عدم المشاركة بها فقط، فعندما يتم تهميش مجموعات ما على أساس العرق، فهم لا يخافون من الاضطرابات السياسية فحسب، بل ينظرون إليهم على أنهم زاوية إنقاذ، وعندمايكون الزمان والمكان مناسبين لأعمال الشغب، ستنتهز هذه المجموعات أي فرصة للثورة ضد الحكومة التي تهمش المجموعات العرقية الأخرى وتجعلها أكثر فقراً.
بالنسبة لمثل هذه المجموعات العرقية، يبدو بناء الأمة والتماسك الاجتماعي والمصالح الوطنية أكثر الخطابات هراءًا. والشيء الوحيد الذي يقدرونه ويهمهم هو إيجاد فرصة للتخلص من سياسات التهميش العرقي التي حرمتهم من حقوقهم الأساسية.
إذا نظرنا إلى تاريخ الصراع في أفغانستان، فإن تغيير النظام ليس هو الشيء الذي يسعى إليه الناس، على الرغم أنه لا يبدو كذلك. لقدأدرك الناس جيدًا أن إطار التهميش العرقي الخفي وراء المملكة والجمهورية والدولة الإسلامية والإمارة، يستخدمه بعض السياسيين لضماناستمرار نظام غير عادل وتفضيل مجموعة عرقية معينة على المجموعات العرقية الأخرى في البلاد.
السياسات الحالية لحركة طالبان ستجبر معظم الشعب الأفغاني على الانضمام إلى الجماعات الإرهابية وجماعات المعارضة المسلحةوالمافيا. لا شيء صادم أكثر من معرفة أن 97 بالمئة من الأفغان يعيشون بالفعل تحت خط الفقر وأن 47 بالمئة منهم يأكلون وجبة واحدة فقطر اليوم. كما قالت قيادة طالبان مراراً، فإن الجماعة ليست مسؤولة عن خبز الأمة، لأن الله سيعطيهم إياه، وهذا يعني أنهم إما لا يريدون أوليسوا قادرين على تطوير سياسات لمعالجة الفقر وتقديم الدعم الاقتصادي الأساسي لجميع الأفغان.
في بلد ينتشر فيه الفقر، يتم استبعاد وتهميش الناس على أساس العرق والدين والجنس، ولا مفر من الصراع والحرب الأهلية.، حيث أدى الفقر الاقتصادي إلى جانب ممارسات طالبان السياسية والاجتماعية والثقافية التقييدية إلى اندلاع حرب أهلية في أفغانستان، دون أن يشهد المجتمع الدولي أي تغيير في سياسات الجماعة.