لماذا اللطيفية..ولماذا يتعرض حزام بغداد لتغيير ديموغرافي علنا..

قبل أن أكتب تفاصيل هذا الموضوع , وددت أن ابدأ بهذه الاسئلة التي تبحث عن إجابات  خصوصا أن هذه الأسئلة تكررت هذه الاسئلة في الأونة الاخيرة على  جميع مواقع التواصل الاجتماعي..

موضوع قديم يتجدد .. عاد إلى الواجهة خلال الايام القليلة الماضية.. حيث كشف تقرير مركز “أفاد” الحقوقي، عن مصادرة 15 ألف دونم من منطقة اللطيفية التي تقع على بعد خمسة وثلاثين كيلومترا جنوب العاصمة بغداد، وهي ذات اغلبية سنية، ومنحها إلى وزارة الدفاع لإنشاء وحدات سكنية.

ونُقل عن مسؤول في وزارة الدفاع لوسائل إعلام محلية قوله إن الأمانة العامة لمجلس الوزراء، اختارت المنطقة لإقامة مشروع لإسكان الضباط والعسكريين من منتسبي الوزارة , رغم أن المشروع كان يقضي بإقامته في منطقة معسكر طارق غرب بغداد التي هي ملك لوزارة الدفاع بالأساس.

ونعود لنتساءل هنا… لماذا اختارت الحكومة أو وزارة الدفاع أن تبني على أراضي زاعية خصبة مجمعات سكنية , فيما هناك آلاف الهكتارات من الأراضي الصالحة للمشاريع السكنية في بغداد متروكة ومهجورة ولم تستثمر لبناء وحدات سكنية وتوزعها على المواطنين.. وعلى الذين يسكنون التجاوزات والعشوائيات.

وإن تم فعلا تنفيذ القرار وصادرت الحكومة هذه الأراضي الزراعية وأجبرت أهلها على هجرها..ماذا سيحدث لهذه العائلات , وماذا سيكون مصيرهم… وماذا عن الأراضي الزراعية التي ستجرف…؟؟

أحد سكان المنطقة الذي طلب عدم كشف هويته اكد أن الأهالي تفاجأوا قبل نحو أسبوع بمنعهم من البناء في أراضيهم من قوة تابعة للجيش العراقي، وإبلاغهم بأنها ستصادر لصالح وزارة الدفاع , بحجة بناء معسكرات أو ما شابه ذلك.

وتعد اللطيفية من المناطق الخضراء المنتجة وسكانها من الفلاحين البسطاء, كانت تعدّ الظهير الاستراتيجي والاقتصادي الغذائي للعاصمة بغداد , وهي من توفر المحاصيل الزراعية والمنتجات الحيوانية. وبحسب تقرير مركز “افاد” فإن هذه الأراضي تقطنها 2000 عائلة من ثلاث عشائر سنية هم الجنابيين والدليم والغرير. واكد تقرير المركز أن هذه الخطوة الخطيرة التي تنطوي على عملية تهجير قسرية جديدة , لا تختلف شكلا ومضمونا عما فعله تنظيم داعش , وتنظيم القاعدة ايضا.

ما يحدث لللطيفية وما حدث لها..لم يختلف عن جرف الصخر التيهُجر أهلها الذين يقدر عددهم بأكثر من 150 ألف نسمة، بعد استعادتها من تنظيم داعش عام 2014، إذ تحتلها عليها حاليا مليشيات موالية لإيران، ولا تستطيع أي جهة حكومية دخولها حتى رئيس الوزراء شخصيا، حسبما يؤكد نواب في البرلمان..ولطالما دعت منظمات إنسانية الحكومة العراقية للتعاون من اجل إعادة المهجرين إلى مناطقهم لكن من دون جدوى.

هذه المناطق هي جزء من حزام بغداد الذي يتعرض لتغيير ديموغرافي ممنهج منذ عام 2005 وحتى الان…حيث شهدت اللطيفية وضعاً أمنياً سيئاً بسبب العمليات العسكرية وتنظيم القاعدة الذي احتلها , وارتفعت اعمال القتل الطائفي بحق السكان والمسافرين والزوار…ثم تلاه تنظيم داعش الذي احتلها عام 2013 , وكأن ما يحدث لهذه المناطق هوانتقام ممنهج لسكانها .. ولم تستطع اي حكومة أن تجد حلا لعودة المهجرين قسرا،أو فرض الاستقرار الأمني.. فبعد تحريرها من تنظيم داعش سيطرة الميليشيات عليها , ولم تسمح لأحد ولا حتى للحكومة العراقية الاقتراب منها, حيث تفيد مصادر سياسية بأنها اصبحت مقرا ومستودعات اسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني.

ويؤكد سياسيون وخبراء ان ما يحدث لمناطق جرف الصخر وحزام بغداد هو تغيير ديموغرافي وفساد سياسي

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن