أم الشهيد تصرخ..لن ادفن أبني حتى اخذ حقه،، فهو لم يكن سياسيا ولا حزبيا ولا عسكريا لماذا قتلتوه..؟ وأب يصرخ “من أين لي المال كي ادفنك يا ولدي”،، شباب بعمر الزهور قتلوا بدم بارد بعد أن تظاهروا واحتجوا على مطالب كان لابد لهم ان يحصلوا عليها من دون ان تزهق ارواحهم فهي حقوقهم الاساسية.

الماء والكهرباء وفرص العمل واقالة محافظ ذي قار الذي لم ينجز اي شي للمحافظة ومحاسبة قتلة المتظاهرين الذين ايضا راحوا ضحية الاحتجاجات الاشهر الماضية.

خلية تشكلت بأمر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للوقوف على حقيقة ما حدث ومن يستهدف المحتجين المدنيين. اللجنة لم تكن الاولى من نوعها فلطالما أمر الكاظمي بتشكيل خلايا او فرق تحدد من يقف وراء قتل متظاهرين او صحفيين او ناشطين مثلما حصل مع الدكتور هشام الهاشمي الذي كشفت تقارير غربية واعلامية من يقف خلف عملية قتله , الا أن حكومة الكاظمي لا تزال تقول إنها تبحث عن الخيوط الاساسية للجريمة.

أسبوع واحد فقط هي المهلة التي منحها الكاظمي للجنة التحقيق برئاسة الفريق الركن باسم الطائي والمؤلفة من اعضاء من الجيش والاستخبارات والأمن الوطني.. هذه التصريحات الرنانة للكاظمي لم تجد لها صدى بين اوساط المتظاهرين والاعلاميين ولا حتى ناشطين يتابعون الاحتجاجات ويدعمونها،، فهذه ليست المرة الاولى التي تشكل فيها لجنة تحقيق ،، فاللجان التي سبقتها لم تكشف ولم تصل إلى الجناة, كما أن الحكومة متهمة من قبل المتظاهرين بأنها لم تحمهم ولم تلبّ مطالبهم.

الكاظمي استعان هذه المرة بالعشائر لعلها تساهم في تهدئة الوضع الذي اضطرب وخرج عن السيطرة, ففي مدينة مثل الناصرية تلعب العشائر دورا مهما في السيطرة على الاوضاع.

 

رئيس الوزراء طالب العشائر والمتظاهرين بمنح الادارة الجديدة للمحافظة فرصة لتصليح الوضع.. ويقصد بالادارة الفريق الركن عبد الغني الاسدي الذي عينه محافظا مؤقتا لذي قار لغاية الاتفاق على محافظ يحظى بموافقة جميع الاطراف..حقنا للدماء التي سالت،،ايضا تم سحب عناصر مكافحة الشغب واستبدالها بقوات من الجيش والشرطة لمنع اي تصادم اخر محتمل بين قوات الشغب والمحتجين. اجراءات خففت من حدة الغضب لكنها لم تشف غليل أمهات وآباء شهداء الاحتجاجات, فهم ينتظرون معرفة القتلة ومن يقف ورائهم, فقد قالت إحدى أمهات الشهدء إنها لن تدفن أبنها حتى تاخد حقه..!

الميليشيات المدعومة من إيران تقتل وتخطف شباب الناصرية وتعمل كطرف ثالث على قمع وتصفية المتظاهرين والناشطين من خلال استهداف منازلهم او بالتهديد والوعيد.

القمع والخطف في الناصرية

القمع والقتل والخطف يطال شباب الناصرية من اشهر عدة ،،ولم نسمع شيئا من المنظمات الإنسانية ولم تحرك ساكنا،، الادارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية لم يكن لها دور ايضا او على الاقل استنكار ما حصل،،حتى وأن ردها الاخير على قصف أربيل وصف بالخجول،،فقد أعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس الماضي توجيهاته بشن ضربات جوية على شرق سوريا لإستهداف مقرات تابعة للميليشيات المدعومة من إيران،، ضربة وصفها خبراء “بالمحدودة” استهدفت موقع تهريب أسلحة من قبل المليشيات . الضربة بحسب مسؤول أمريكي جاءت لتقويض القدرة على شن هجمات مستقبلية وإرسال رسالة بشأن الهجمات الأخيرة.

الضربة المحدودة يقول عنها خبراء ومحللون إنها لن توقف الميليشيات بل ستمنحهم الجرأة مثلما فعلوا في السنوات القليلة الماضية،،فهم وكلاء لإيران ويقاتلون بالنيابة عنها في العراق،،وتنطلق عملياتهم ضد المصالح الأمريكية بتوجيهات إيرانية،،،الهجمات المتواصلة التي شنتها الميليشات ضد المصالح الأمريكية في الفترة الأخيرة كانت ردا على مقتل قاسم سليماني،،حيث هددت إيران بالثأر واستهداف المصالح الأمريكية..اينما وجدت.

في حين رأى اخرون أن ردا محدودا افضل من عدم الرد.. يفيد دنيس روس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الإدارة الأمريكية فهمت أن عليها إجبار الميليشيات الإيرانية على دفع ثمن تلك الاعتداءات المتكررة،،حتى وان كان الرد محدودا, لكنه افضل من عدم الرد على الاطلاق , وإنها رسالة إلى النظام الإيراني مفادها أن الإدارة الجديدة لا تخشى الرد على الاستفزازات، وأن التصعيد ممكن.

ويرى خبراء من قصف أربيل أن إيران كانت تقيس حدود إدارة بايدن في الرد على هجمات وكلائها،،فجاءت الضربة العسكرية على الحدود العراقية السورية لتأكد الإدارة الأمريكية بقاء القوات الأمريكية في سوريا والعراق وفي بقية دول المنطقة، بنفس الأدوار السابقة، والتأثير القديم ذاته، وهي أحد أبرز الأهداف التي سعى بايدن للتشديد عليها، في رسالة موجهة للعديد من الأطراف (سوريا والعراق وروسيا وإيران والصين).

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن