أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (جمانة عيسى)
لم تكن إشارة وليّ العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان في معرض حديثه، إلى عام 1979، عبثيّةً ، واستدعت وقفة أمام معانيها التي ضرب فيها التطرّف أيّا كان مصدره، ما جعل لفتته إلى القول برغبة المملكة العربيّة السعوديّة "العودة إلى الإسلام الوسطيّ " محطّ اهتمام وتلقّف من الساسة والمحلّلين والصحافيين .
فذاك العام لم يكن كغيره ، وما تلاه لم يكن كما قبله.
استذكار وليّ العهد السعوديّ عام 1979 كان له بالغ الأثر بإعادة إلى الأذهان الصورة بمشهديها الاثنين؛ ففي الحدث الأول من داخل المملكة وتحديدا من الحرم المكيّ، حيث حاول بعض المتشدّدين الذين ينتمون إلى اثنتي عشرة دولة، وكان يتزعّمهم جهيمان العتيبي، في فجر أول يوم من سنة 1400 للهجرة، الموافق للعشرين من نوفمبر / تشرين الثاني 1979، احتلال الحرم في مكّة المكرّمة، والذي استمرّ مسلسله لأسبوعين، وذلك في حادثة هزّت العالم الإسلاميّ برمّته، فاستدركت السلطات آنذاك الموقف، بحنكة شديدة، باستيعاب هذا الفكر ومحاولة دمجه في مجتمعه من خلال توضيح أكبر وأعمق للدين الحنيف ولا سيما لفئة الشباب التي يسهل تضليلها بأفكار لا تمتّ للإسلام بصلة.
وعلى الخط الآخر ، كانت إيران تفتح صفحة جديدة من تاريخها بسيطرة الخميني على الحكم الذي أصبح دينيّا، قالبا النظام العلمانيّ الذي كان يترأسه الشاه، فأبصرت الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة النور صباح الأول من إبريل / نيسان 1979 .
وفي السنة نفسها أيضا ، وفي مدّ لفكر الثورة في إيران – التي أصبحت دينيّة الحكم – حاول البعض نشر هذه الأيديولوجية الثوريّة في المنطقة ، فشهد العام نفسه صدامات في المنطقة الشرقيّة من السعودية ، ولكن سرعان ما أتاها الجزْر .
إذا، يأتي كلام وليّ العهد السعوديّ ، ليؤكّد نقاط ثلاث على صعيد الإقليم ككلّ، هي:
لا مكان إلا للإسلام الصحيح المعتدل
لا مكان لمدٍ ثوريّ إقليميّ
يد الحديد جاهزة لقمع كلّ تطرّف.
فهل من يسمع ويبصر ويتبصّر ويعي؟