أخبار الآن | درعا – سوريا – (وكالات)

أجبر قصف نظام الأسد المتكرر للمدارس الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة درعا المعلمين فيها، على افتتاح ما يشبه "الكتاتيب" القديمة في منازلهم لتعليم الطلاب، بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.
وتضم الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة ، حوالي 15 مدرسة، 7 منها مدمرة بشكل كامل، و3 مدمرة جزئيا، وبعضها يقع على خطوط التماس بين مناطق سيطرة النظام والمعارضة، ما جعل التدريس فيها غير ممكن.
من جانبها، تعمل الهيئة التعليمية في مدينة درعا، التي تدعمها الحكومة السورية المؤقتة ، على استصلاح بعض المدارس التي تضررت بشكل جزئي جراء القصف بالقذائف والصواريخ خلال الشهور القليلة الماضية، لاستقبال أكثر من 2500 تلميذ، من مختلف المراحل التعليمية.

وتعد "الكتاتيب" (ومفردها كتّاب) من أقدم المراكز التعليمية في المنطقة العربية خاصة في المناطق الريفية، وتشير مصادر تاريخية إلى أن العرب عرفوها قبل أكثر من 15 قرناً، وتتمثّل في تعليم الشيخ أو المعلم الأطفال في غرفة بسيطة في منزله أو حتى خارجه، مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، واستمرت هذه المراكز في أداء دورها حتى ما بعد منتصف القرن الماضي وبدء انتشار المدارس.

المعلّمة أمل الحمادي، التي تعمل ضمن مدرسة "أجيال" التابعة لمنظمة "أورانتيس" (محلية غير حكومية) في مدينة درعا، تقول: "إن استهداف قوات النظام للمدارس والموقع الخطر لبعضها، أجبر مجموعة من المدرّسين في حي طريق السد بمدينة درعا ، ىعلى اتخاذ أحد المنازل كبديل عن المدرسة المدمرة، وذلك لتعليم التلاميذ، بالمرحلتين الأساسية والإعدادية".
وتضيف الحمادي لـ"الأناضول": "تحويل المنازل إلى مدارس أصبح منتشرا بكثرة في مناطق سيطرة المعارضة في درعا وريفها".

وتشير المعلمة أن ملف التعليم، يواجه صعوبات كبيرة، في ظل استمرار الحرب بين قوات النظام والمعارضة منذ سنوات، لافتة أن الخطر الذي يحيط بأماكن التعليم يدفع بعض الأهالي إلى الامتناع عن إرسال أبنائهم للدراسة.
وتبين أن الهيئات التعليمية التابعة للمعارضة، تواجه صعوبات كبيرة في تحويل المنازل لأماكن تصلح للتعليم، وتأمين المستلزمات الضرورية للدراسة والوسائل التعليمية.
يُذكر أن مئات الطلاب في درعا وبعض المدن والقرى بريفها، التي تشهد قتالاً متواصلاً، لا يتلقّون التعليم منذ حوالي سنتين، فيما تعمل بعض الهيئات التعليمية المحلية في جنوب سوريا، على توسيع دائرة النشاطات والمشاريع التعليمية، لتشمل مخيمات النزوح في درعا ومحافظة القنيطرة المجاورة لها.

وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، في تقرير أصدرته في أيلول/ سبتمبر 2015، إن أكثر من مليوني طفل في سوريا تركوا الدراسة بعد اندلاع الأزمة في البلاد منذ آذار/ مارس 2011، إضافة إلى أن هناك 400 ألف طفل آخرين معرضين لخطر ترك التعليم نتيجة النزاع والعنف والنزوح.
 

إقرأ أيضاً

أكثر من 100 قتيل في حلب بغارات لنظام الاسد وطائرات روسية

لافروف يشدد على ضرورة الحفاظ على الاتفاق الامريكي الروسي حول سوريا