أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إبراهيم الإسماعيل)

لم تثن صواريخ النظام ولا الطائرات الروسية عزيمة العلم والمعرفة في محافظة إدلب، فمع الاستهداف المستمر للمدارس بات واضحاً أن النظام والروس في خندقٍ واحد وهو دحر العلم والمعرفة والتعليم عن أبناء سوريا المحررة.

مع صدور البرنامج الخاص بطلاب التربية في جامعة إدلب الحرة، تابع "حسن" دراسة مواده المقرر لهذا العام وهو يتابع أخبار القصف المستمر الذي يستهدف مدينة إدلب وما حولها والمجازر المتكررة التي جرت داخل شوارعها.

يقول: "ذهبت في اليوم الأول وكلي أمل أن أكتب ما حفظت وأن أحصل على درجات عالية تضمن لي النجاح والاستمرار بهذه السنة الأخيرة من دراستي الجامعية، ولكن الخوف والقلق لم يترك لنا مجالاً للتفكير وتجميع ما درسناه سابقاً".

بعد عدة أيام من بداية الامتحان وبعد التعب الذي تكبده حسن ورفاقه في تقديم الأفضل خلال الأيام السابقة؛ استهدفت الطائرات الروسية مدينة إدلب وقت الامتحان الخاص بجامعة إدلب الحرة والشهادة العامة لطلاب المرحلة الثانوية.

وقع على إثر هذا القصف مجازر كبيرة وفاق عدد الشهداء 25 شهيداً وأكثر من 50 جريحاً من المدنيين، ولم تكتف الطائرات بهذا القدر، بل تابعت حملتها العنيفة لتستهدف المدينة خلال الليل بثماني غارات جوية وتكرر ذلك في الصباح والظهيرة، لتخلف قتلى وجرحى بالعشرات ونزوح أهالي المدينة بالآلاف خارجها.

يتابع حسن سرد قصته بعيون متحيرة ومتنقلة بين هنا وهناك: "تواصلنا مع إدارة الجامعة والمدرسين فيها على أمل معرفة مصير الطلاب وهل بالإمكان تقديم الامتحانات أم أنها ألغيت أو أجلت، كان الرد بالإيجاب وأن الامتحانات ستستأنف عملها قريباً وعدنا للانتظار على أمل العودة قريباً".

عاشت المدينة أياماً مرعبة بلغ في أحدها عدد الغارات الجوية على مدينة ادلب 18 غارة جوية توزعت بين الطائرات الروسية والسورية على حدٍ سواء.

استمرار التعليم رغم القصف

وفي حديث خاص مع السيد "جمال الشحود" مدير تربية إدلب الحرة، أخبرنا عن نية عودة الامتحانات إلى ما كانت عليه حيث طلب منا التريث في نشر الخبر من أجل مصلحة الطلاب وعدم استهدافهم من قبل الطيران الروسي مرة أخرى: "بعد الحملة الشرسة التي طالت مدينة إدلب واستهداف المراكز الامتحانية الخاصة بطلاب الشهادات الثانوية، توقف تقديم المادة الأخيرة وتأجيلها إلى ما بعد توقف القصف، والحمد لله تم تشكيل توقيت جديد وأماكن جديدة للمراكز الامتحانية من أجل السلامة الكاملة للطلاب".

تضم جامعة إدلب الحرة عدة كليات منها كلية الآداب والهندسة الزراعية والهندسة المدنية والحقوق والشريعة والعلوم والصيدلة، حيث تضم كل كلية من الكليات السابقة أعداداً جيدة من الطلاب المتقدمين والمكملين لدراستهم التي انقطعوا عنها سابقاً خلال سنوات الثورة.

نهاية حملة القصف والبدء بعودة امتحانات الطلاب

هذا وقد أكد لنا السيد "أحمد شاهين" الأستاذ والمعيد في كلية التربية عن البدء بعملية العودة إلى الامتحانات وتقديم الفرصة للطلاب الذين لم يستطيعوا تقديم امتحاناتهم خلال القصف الذي طال مبنى الجامعة وكلية التربية.

"أحمد" طالب في الهندسة المدنية عاد إلى إكمال دراسته في جامعة إدلب الحرة بعد انقطاعه عن جامعته في مدينة حلب لسنوات بسبب التحاقه بركب الثورة وانضمامه لأقرانه في الدفاع عن أرضه، يقول: "طبعاً أنا فقدت الكثير خلال السنوات السابقة منها رفاقي وأصدقائي والكثير، ولكن عزيمتي لم تنكسر وما زلت مصمماً على العودة إلى مقاعد الجامعة وإكمال ما بدأت به سابقاً، كي يكون هدفي بناء ما هدم من بلدي فلن نستطيع بناء ما هدم بالسلاح بل بالعلم والمعرفة والعمل المتقن".

حال أحمد كحال العديد من الطلاب المنقطعين والذين وجدوا في جامعة إدلب فرصتهم الوحيدة في الداخل السوري والأمل الأكبر لإكمال دراستهم الجامعية والحصول على الشهادة التي تخولهم البدء بالعمل الذي تعلموا من أجل الوصول إليه وإتقانه جيداً.