أخبار الآن | الغوطة الشرقية – سوريا (خاص)

 

قال "أبو محمد الأردني" رئيس الهيئة الشرعية في "جبهة النصرة"، أن قتال جيش الإسلام هو واجب شرعي وأولى من قتال النظام السوري، ويجب إبادة جيش الإسلام حتى آخر رجل فيه إذا لم ينزلوا الى شرع الله سواء أكان لهم صلة بملف الاغتيالات أم لم يكن.

هذه الفتوى بهدر دماء أكثر من عشرين ألف رجل يقاتلون نظام الأسد، جاءت بناء على حديث لـ "ابن تيمية" متجاهلا عشرات الآيات والأحاديث التي تحرم قتل المسلم للمسلم، يأتي ذلك خلال اجتماع له مع أهالي الغوطة الشرقية حاول من خلاله حثهم على قتال إخوانهم في جيش الإسلام.

وقد غابت الأدلة الدينية والبينات الواضحة عند رئيس الهيئة الشرعية في "جبهة النصرة" أثناء خطابه بجمع من أهالي الغوطة الشرقية في بلدة "زملكا"، إذ غلب التعصب وشق الصف والتشجيع على الفتنة  في خطابه، معتبرا أن الصراع الدائر في الغوطة ليس فتنة إنما فرصة لتطهير الأرض من المفسدين الذين يجب قتالهم والقضاء عليهم قبل قتال النظام السوري، وقد هاجم رئيس الهيئة الشرعية في "جبهة النصرة" جموع الناس التي يخطب بها عندما دعته الى إيقاف قتاله مع "جيش الإسلام" معتبرا كلامهم بالكلام غير الشرعي، وأن "من واجب الناس عدم اعتزال الفتنة، فمن كان يرى الحق مع "جيش الإسلام" فليحمل سلاحه ويقاتل ضدنا في صفوفه ومن يرى الحق مع "جبهة النصرة" فيلقاتل معنا "جيش الإسلام"، أما من يحاول أن يقف على الحياد فهو جبان آثم" .

"أبو محمد الأردني" تابع حديثه: لقد سيطرنا على نصف الغوطة وتم تطهيرها من مفسدي "جيش الإسلام" ونحن لن نرجع عن قتال "جيش الإسلام" ولن نقبل بالذل ولن نطأطئ رأسنا كما طأطأ السوريون رؤوسهم لنظام الأسد.

وقد هاجم رئيس الهيئة الشرعية الأهالي عندما قالوا أن ما يحدث هو "الفتنة" وطالبهم بحمل السلاح والوقوف مع جيش الإسلام حتى يتم قتلهم.

يذكر أن "جبهة النصرة" هي فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام تتحد مع "فيلق الرحمن" .

وبالرغم من المطالب المحقة لـ "فيلق الرحمن" بمحاسبة كل متورط في ملف الاغتيالات التي طالت الغوطة، إلا أن تحالفه مع القاعدة دفعت بأهال الغوطة الى الوقوف مع "جيش الإسلام" بسبب همجية خطاب القاعدة وتحريضها على هدر الدماء .

وقد وجدت "النصرة" في الصراع الدائر بين "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" فرصة لركوب الموج والسيطرة على الغوطة بعد أن كانت مكبوحة اليدين، إذ استطاعت خلال المعارك الدائرة من التوسع في عدة مناطق داخل الغوطة.

ما يحدث الآن هو نتاج سنوات خلت، بدأت منذ تطهير "جيش الإسلام" للغوطة من داعش حيث قامت "النصرة" منذ ذلك اليوم باتباع سياسة الخلايا النائمة وتحول أكثر من ألف من مقاتليها في الغوطة إلى "أمنيين" لا يعرف عنهم شيئا مهمتهم الظهور في أي قتال داخلي ولم تشارك "النصرة" في معارك الغوطة منذ سنتين إلا بالقليل من المعارك.