إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي في سوريا

  • الولايات المتحدة تنشر حوالى 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة

أطلِقت خمسة صواريخ على الأقل مساء الأحد، من بلدة زمار شمال العراق باتجاه قاعدة للتحالف الدولي المناهض للجماعات المتطرفة في سوريا المجاورة، حسبما أعلنت قوات الأمن العراقية التي عثرت على العجلة المستخدمة في تنفيذ عملية الإطلاق.

وهذا أول هجوم كبير ضد قوات التحالف الذي تقوده واشنطن، بعد أسابيع عدة من الهدوء. ويأتي بعد يوم من عودة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من زيارة للولايات المتحدة، حيث التقى بالرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.

وخلال الشتاء نفذت فصائل مسلحة موالية لإيران عشرات عمليات الإطلاق الصاروخية والضربات بطائرات بلا طيار ضد القوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط.

بعد أسابيع من الهدوء.. تفاصيل استهداف قاعدة للتحالف في سوريا

وقالت قوات الأمن العراقية في بيان إنها باشرت “عملية بحث وتفتيش واسعة” عن المنفذين مساء الأحد في محافظة نينوى شمالي العراق على الحدود مع سوريا.

وتحدث البيان عن “عناصر خارجة عن القانون استهدفت بالساعة 21,50 (18,50 ت غ) من الأحد، قاعدة للتحالف الدولي بعدد من الصواريخ في عمق الأراضي السورية”.

وأضاف “عثرت قواتنا الأمنية على العجلة التي انطلقت منها الصواريخ وقامت بحرقها”.

وأكد مسؤول في محافظة نينوى تحدث شريطة عدم كشف هويته، أن “إطلاق الصواريخ” تم من منطقة في شمال الموصل، في زمار.

قوات أمريكية

من ناحيته قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن “صواريخ عدّة أطلِقت من الأراضي العراقية، استهدفت قاعدة خراب الجير” التي تؤوي “قوات أمريكية” في شمال شرق سوريا.

وأشار عبدالرحمن إلى أن هذه الصواريخ التي سقط واحد منها على الأقل داخل القاعدة، قد سبقها إرسال طائرة مسيّرة تابعة لفصائل موالية لإيران وتم إسقاطها.

ووجه المرصد السوري لحقوق الإنسان أصابع الاتهام إلى “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي تشكيل يضم جماعات مسلحة موالية لإيران.

بعد أسابيع من الهدوء.. تفاصيل استهداف قاعدة للتحالف في سوريا

استئناف العمليات

من ناحيتها، أعلنت كتائب “حزب الله” في العراق، الاثنين، استئناف العمليات ضد القوات الأمريكية في البلاد.

وأضافت في بيان عبر حسابها على “تليغرام”، أنها منحت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ثلاثة أشهر للتفاوض مع القوات الأمريكية لوضع جدول زمني محدد لخروجها من البلاد، وحددت وقتاً لاستئناف العمليات ضدها “بعد زيارة السوداني لواشنطن في حال عدم الخروج بنتيجة جدية لإخراجهم”.

وقالت إنه بعد نهاية الزيارة واتضاح “عدم وجود أي نية أجنبية للخروج من العراق فإن المقاومة الإسلامية اتخذت قرارا بالعودة إلى العمل العسكري، وما جرى قبل قليل هو البداية التي يجب أن تتصاعد وتبقى”.

وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية قالت إنها شرعت في عملية بحث واسعة عن عناصر استهدفت مساء أمس الأحد قاعدة للتحالف الدولي في عمق سوريا بعدد من الصواريخ.

وأضافت على منصة “إكس”، أن قواتها غرب محافظة نينوى قرب الحدود السورية “عثرت على السيارة التي انطلقت منها الصواريخ وقامت بحرقها، ومازالت تواصل عملية البحث للقبض على الفاعلين”. ولم يحدد البيان القاعدة التي استهدفت.

وخلال الأشهر الماضية، دأبت فصائل مسلحة مدعومة من إيران على قصف مواقع أمريكية في سوريا والعراق. وردت الولايات المتحدة بقصف ما وصفتها بأنها مواقع ذات صلة بإيران داخل العراق وسوريا.

وكانت “المقاومة الإسلامية في العراق” قد أعلنت مسؤوليتها عن معظم الهجمات ضد الجنود الأمريكيين التابعين للتحالف، والتي كانت نُفّذت بشكل أساسي بين منتصف تشرين الأول/أكتوبر وأوائل شباط/فبراير. وهي تقول في بياناتها إن ذلك يأتي تضامنا منها مع الفلسطينيين، على خلفية الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل.

وأسفر هجوم بطائرة من دون طيار في 28 كانون الثاني/يناير عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في وسط الصحراء الأردنية على الحدود السورية. وردا على ذلك، شددت واشنطن لهجتها ونفذت ضربات عدة في العراق وسوريا ضد فصائل موالية لإيران.

غير أنه منذ بداية شباط/فبراير، ساد هدوء نسبي بين الجانبين.

أجواء إقليمية شديدة التوتر

وتنشر الولايات المتحدة حوالى 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الدولي الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.

ويأتي إطلاق الصواريخ ليل الأحد وسط أجواء إقليمية شديدة التوتر، تغذيها الحرب في غزة والتوترات بين إسرائيل وإيران.

وفجر السبت أسفر “انفجار وحريق” داخل قاعدة عسكرية في العراق عن سقوط قتيل وثمانية جرحى، وفق ما أعلنت السلطات السبت، بينما تحدث مسؤولون أمنيون عن “قصف” استهدف الموقع الذي يضم قوّات من الجيش العراقي والحشد الشعبي الموالي لإيران.

ونفت القيادة العسكريّة الأمريكيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) أي مسؤولية لها عن “الانفجار” الذي وقع السبت، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنّه “لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة”.