انفصال منطقة الريف من جانب واحد قبل حوال مئة عام

فتح “الحزب الوطني الريفي” الذي يطالب باستقلال منطقة الريف في شمال المغرب رسميا الثلاثاء، مكتبًا له في العاصمة الجزائرية، في خطوة من شأنها أن تفاقم التوترات الشديدة بين الدولتين الجارتين.

وفي مؤتمر صحافي عُقد لهذه المناسبة، أكد فاروق الريفي ممثل “الحزب الوطني الريفي” في العاصمة الجزائرية، أن “الريف اغتصبت أراضيها” وأن الحزب “يدافع عن استقلال الريف” بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وقال إن حزبه يعتزم طرح قضية الريف على الأمم المتحدة بسبب “الجرائم البشعة” التي ارتكبتها، على حد قوله، السلطات المغربية.

وكان يتحدث أمام علم جمهورية الريف التي لم تدم طويلًا، والتي أعلنت من جانب واحد قبل حوال مئة عام.

وأثار افتتاح هذا المكتب الذي أعلن عنه نهاية الأسبوع الماضي، الغضب في وسائل الإعلام المغربية التي انتقدت الجزائر لترخيصه.

انفصاليو منطقة الريف المغربية يفتحون مكتبًا في العاصمة الجزائرية

واعتبره الموقع الإخباري المغربي “لو 360″ أنه”زائف” و”استفزاز آخر يحمل كل مقومات العمل اليائس” من جانب السلطات الجزائرية.

وأضافت أنه “سبب حقيقي للحرب، وهو ما يستدعي ردة فعل رسمية وحازمة”.

وشهدت منطقة الريف احتجاجات بين العامين 2016 و2017. اندلع الحراك المغربي في منطقة الريف في تشرين الأول/أكتوبر 2016 اثر مقتل بائع سمك ورمي جثته في حاوية للنفايات بعدما حاول الاعتراض على مصادرة بضاعته.

وعلى مدى أشهر، اتخذ الحراك منحى اجتماعيا وسياسيا في الوقت نفسه. وطالب المشاركون فيه بالتنمية ووضع حد للتهميش الذي تعانيه المنطقة الشمالية. وتخلل التظاهرات توقيف عدد كبير من الأشخاص.

وقطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في آب/أغسطس 2021، منددة بسلسلة “أعمال عدائية” من جارتها، بسبب النزاع حول الصحراء الغربية والتطبيع مع إسرائيل، فضلا عن دعم الانفصاليين في “حركة تقرير مصير القبائل” التي تصنفها الجزائر منظمة إرهابية.

وفي غياب تسوية نهائية، تشكل الصحراء الغربية التي تعتبرها الأمم المتحدة “منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي” موضع خلاف منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.