وصل عدد قتلى زلزال المغرب إلى 1305 شخصًا

أعلنت وزارة الداخلية المغربية، ارتفاع أعداد القتلى إلى 1305 شخصًا، وإصابة أكثر من 1832 بجروح غالبيتهم في مناطق ريفية وسط جبال الأطلس الكبير جنوب مراكش، جراء زلزال قوي ضرب المغرب ليل الجمعة السبت، متسببا بأضرار جسيمة ومثيرا حالة ذعر في مراكش ومدن أخرى كثيرة، وفق حصيلة جديدة.

وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريشتر، وأن مركزه يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.

 

ارتفاع عدد ضحايا زلزال المغرب

خريطة توضح المناطق التي وقع فيها زلزال المغرب

وكانت قد أوضحت الوزارة في وقت سابق أنه “تم تسجيل 694 حالة وفاة في إقليم الحوز”.

والغالبية العظمى من الضحايا في محافظات تقع جنوب مراكش وتضم بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل، بحسب ما أوضح خبراء في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية.

 

وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب.

وأشارت وزارة الداخلية إلى أن السلطات “سخّرت كل الوسائل والإمكانات من أجل التدخل وتقديم المساعدة وتقييم الأضرار”.

ارتفاع عدد ضحايا زلزال المغرب

طوابير أمام مركز التبرع بالدم

ذكرت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، السبت، أن أعدادا كبيرة من المغاربة توافدوا إلى مركز التبرع بالدم في مراكش، وسط البلاد، استجابة لنداء التبرع الذي أطلقته السلطات، وذلك لإنقاذ المصابين، الذي يحتاجون إلى كميات كبيرة من الدم.

ونشرت الوكالة المغربية صورة تظهر طوابير من المغاربة يصطفون أمام المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش.

وذكرت أن المركز كان قد أطلق ليلا فور وقوع الزلزال نداءً للتبرع لصالح المتضررين من الكارثة، التي حصدت وفق أحدث الأرقام الرسمية أرواح أكثر من 820 شخصا.

وكان قد دعا المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش في نداء عاجل إلى التبرع بالدم على إثر الزلزال الذي ضرب مساء أمس الجمعة جهة مراكش – آسفي.

ارتفاع عدد ضحايا زلزال المغرب

الناس يتبرعون بالدم في أعقاب زلزال قوي، في مدينة مراكش التاريخية، في المغرب، 9 سبتمبر، 2023 (رويترز)

وبحسب ” هسبريس” فقد حث المركز كافة المواطنين للتوجه بكثافة ابتداء من الساعات الأولى من السبت نحو المركز للتبرع بالدم.

وقال مسؤول في المركز إن الجرحى سيحتاجون بالتأكيد إلى كميات كبيرة من الدم، مؤكدا أن المركز لم يدخر أي جهد سواء على المستوى اللوجستي أو البشري من أجل توفير ظروف نجاح هذه العملية النبيلة للتضامن والتعاضد.

جبال الأطلس

ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريشتر وأن مركزه يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا.

والغالبية العظمى من الضحايا في محافظات تقع جنوب مراكش وتضم بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل، بحسب ما أوضح خبراء في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية.

وهذا أقوى زلزال يضرب المغرب.

وأشارت وزارة الداخلية إلى أن السلطات “سخّرت كل الوسائل والإمكانات من أجل التدخل وتقديم المساعدة وتقييم الأضرار”.

من جهتها أعلنت القوات المسلحة في بيان أنها “نشرت بشكل مستعجل (…) وسائل بشرية ولوجستية مهمة، جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والانقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني”.

وأضاف البيان “تم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجستية بعين المكان بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة”.

وتسبب الزلزال بأضرار مادية جسيمة بحسب صور ومشاهد أوردتها الصحافة المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي.

ارتفاع عدد ضحايا زلزال المغرب

وأظهرت مشاهد انهيار جزء من مئذنة في ساحة جامع الفنا الشهيرة التي تعتبر قلب مراكش النابض، ما أسفر عن سقوط جريحين.

ورأت مراسلة لوكالة فرانس برس مئات الأشخاص يتقاطرون إلى هذه الساحة الشهيرة لتمضية الليل فيها خشية وقوع هزات ارتدادية، وحمل بعضهم بطانيات وأغطية فيما افترش البعض الأخر الأرض مباشرة.

وروت هدى التي تقطن في المدينة لوكالة فرانس برس في الساحة “كنا نتنزه في جامع الفنا عندما بدأت الأرض تهتز تحت أقدامنا، شعرنا بصدمة. نحن سالمون لكني ما زلت تحت وقع الصدمة. ما لا يقل عن عشرة من أفراد عائلتي قضوا في إجوكاك (قرية ريفية في الحوز). أكاد لا أصدق، كنت معهم قبل يومين”.

محظوظات

كانت السائحة البريطانية ميمي ثيوبالد البالغة 25 عاما جالسة على شرفة مطعم مع صديقات لها “عندما راحت الطاولات تهتز والصحون تتطاير، فدب الذعر فينا”.

وأضافت “بعد ذلك حاولنا العودة إلى الفندق لأخذ حقائبنا وجوازات السفر لأن رحلتنا للعودة إلى ديارنا غدا لكن كان ذلك مستحيلا لأن الفندق يقع في المدينة القديمة. وكان الركام منتشرا في الشوارع ولم يكن الأمر آمنا. هذه المرة الأولى التي اختبر فيها زلزالا. وبعد تراجع مستوى الصدمة أدركنا أننا محظوظات ببقائنا على قيد الحياة”.

وإلى جانب مراكش، شعر سكان الرباط والدار البيضاء وأغادير والصويرة بالزلزال الذي أثار حالة من الذعر.

وخرج عدد من المواطنين إلى شوارع هذه المدن خشية انهيار منازلهم، على ما أظهرت مشاهد متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتظهر صور ومقاطع فيديو نشرها مستخدمو الإنترنت ركام مساكن في أزقة مراكش وسيارات تضررت جراء تساقط حجارة.

وروى الفرنسي ميكايل بيزيه البالغ 43 عاما والذي يملك ثلاثة منازل تقليدية في مراكش القديمة لوكالة فرانس برس عبر الهاتف “كنت في سريري عندما بدأ كل شيء يهتز. شعرت وكأن سريري سيطير. خرجت إلى الشارع. كانت الفوضى عارمة. أمر لا يصدق”.

صراخ وبكاء

ودعا “المركز الجهوي لتحاقن الدم” في مراكش المواطنين إلى التوجه إلى مقره السبت للتبرع بالدم.

وتوالت ردود الفعل المعزية بضحايا الزلزال عارضة مساعدات، من فرنسا والولايات المتحدة واسبانيا وروسيا والصين وأوكرانيا والاردن والسعودية والإمارات ومصر وغيرها من البلدان.

وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاياهو “تعليمات إلى كل الهيئات والقوى الحكومية لتقديم كل المساعدة الضرورية للشعب المغربي”، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وفي وقت سابق، عبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي تستضيف بلاده قمّة مجموعة العشرين في نيودلهي، عن تعازيه لأقارب ضحايا الزلزال. وكتب على منصة إكس (تويتر سابقا) “حزين جدا لفقدان أرواح نتيجة الزلزال في المغرب”.

في 24 شباط/فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6,4 درجات على مقياس ريشتر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط وأسفر عن سقوط 628 قتيلا وعن أضرار مادية جسيمة.

في 29 شباط/فبراير 1960 دمر زلزال بقوة 5,7 درجات مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي مخلفا أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.