القوات الإسرائيلية اقتحمت مخيم جنين فجر الإثنين

قتل الجيش الإسرائيلي أربعة فلسطينيين خلال مداهمة عسكرية كبيرة في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية الإثنين أطلقت مروحية اسرائيلية خلالها صواريخ، فيما أصيب سبعة عناصر من القوات الإسرائيلية بجروح.

وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات مروحية عسكرية اسرائيلية لقصف مواقع فلسطينية في جنين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، بحسب مصدر أمني فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية”استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة 62 آخرين بينهم 13 بين اصابات خطرة وحرجة” خلال المداهمة مشيرة إلى مقتل  كل من خالد عزام عصاعصة (21 عاماً) وقسام فيصل أبو سرية (29 عاماً) والفتى أحمد يوسف صقر (15 عاما)وقيس مجدي عادل جبارين (21 عاما).

مقتل 4 فلسطينين وأصابة نحو 62 آخرين في جنين

من جانبه، قال نائب محافظ جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس إن “قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت المخيم بعد صلاة الفجر، ووقعت اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي، أسفرت عن عدة إصابات من بينها إصابات خطرة”.

وأضاف “أصيبت سيارتان عسكريتان إسرائيليتان بأضرار” مشيرا إلى تواجد “مروحيتين اسرائيليتين في الاقتحام”.

وبحسب أبو الرب “لم يتضح الهدف الذي سعت إليه القوات الإسرائيلية”. ولم يعقب الجيش الإسرائيلي فورا  على المداهمة.

ونعت حركة الجهاد “كوكبة شهداء جنين” من بينهم أبو سرية الذي قالت في بيان إنه ينتمي إليها.

من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان إن مروحيات عسكرية من نوع “اباتشي”، “فتحت النيران تجاه المسلحين للمساعدة في انسحاب الجنود” موضحا أن “اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين”.

وفي إحاطة للصحافيين، اعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش كان يشن عملية “روتينية” تهدف لاعتقال “مشتبه فيهم” من حركتي حماس والجهاد ، ثم وقع خلالها ما وصفه بأنه “تبادل كثيف لإطلاق النار” بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري إن آلية مصفحة صدمت قرابة الساعة 07,10 صباحا عبوة ناسفة، واصفا الأمر بأنه “غير العادي” ومشيرا إلى اصابة خمسة عناصر من حرس الحدود الإسرائيلي بالإضافة إلى اثنين من جنوده.

وأوضح المتحدث أن “الأمر سيستغرق عدة ساعات وسيكون قاسيا للغاية. هناك الكثير من النيران”.

وشاهد مصور وكالة فرانس برس في المدينة التي تشهد  مواجهات متكررة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين، اشتباكات عنيفة كانت لا تزال مستمرة.

وبحسب المصور فإن مسلحين فلسطينيين اطلقوا النار بكثافة على آلية عسكرية إسرائيلية.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات إسرائيلية “استهدفت مركبتي اسعاف بالرصاص الحي ما تسبب بأضرار مادية” مؤكدا أنه “تتم عرقلة وصول سيارات الاسعاف للاصابات في جنين”.

كذلك أكدت إصابة 6 جنود في انفجار عبوة ناسفة.

من جانبها أدانت مصر الاقتحام الإسرائيلي لجنين وحذرت من مخاطر استمرار التصعيد ضد الفلسطينيين.

 حرب “شرسة”

تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الاستمرار “في اعتماد سياسة هجومية” مؤكدا “نستخدم كل الوسائل المتاحة لنا لضرب العناصر الإرهابية أينما كانوا ، ولن يكون هناك ملاذ للإرهابيين ولا في جنين ، ولا في نابلس ولا في غزة”.

دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان ما وصفته بأنه “عدوان الاحتلال المتواصل” على جنين قائلة إنه يشكل “تصعيداً خطيراً في ساحة الصراع واستنجادا إسرائيليا رسميا بدوامة العنف”.

أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ فكتب في تغريدة “حرب شرسة ومفتوحة تشن ضد الشعب الفلسطيني سياسيا وأمنيا واقتصاديا من قبل قوات الاحتلال”.

وبحسب الشيخ “نحن في أتون معركة شاملة على كل الجبهات، تتطلب وحدة شعبنا في مواجهة هذا العدوان”.

منذ بداية كانون الثاني/يناير، قُتل ما لا يقل عن 162 فلسطينيا، وعشرون إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة من عرب إسرائيل.

وغالبا ما ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات مداهمة يقول إنها “استباقية ووقائية” لمدن وقرى وبلدات فلسطينية لاعتقال مطلوبين لديه ويتخلل هذه المداهمات مواجهات مع السكان الفلسطينيين.

منذ بداية كانون الثاني/يناير، قُتل ما لا يقل عن 160 فلسطينيا، وعشرون إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية.