السودان.. اشتباكات بالقرب من محيط القيادة العامة للجيش بالخرطوم

  • تعرض 14 مستشفى للقصف وتوقف 19 منشأة طبية عن العمل بسبب الاشتباكات

تشهد مناطق في الخرطوم الخميس قصفا من طائرات مقاتلة ومحاولات للتصدي لها على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعين، فيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان.

وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء، وافق الجيش السوداني مبدئيا على مبادرة للمنظمة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيغاد) بتكليف رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على حل الأزمة الحالية.

وبحسب بيان للجيش السوداني فقد شملت المبادرة “تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية” و”إيفاد ممثل عن القوات المسلحة وآخر عن الميليشيا المتمردة إلى جوبا بغرض التفاوض”.

من جهتها لم ترد بعد قوات الدعم السريع على مقترح تكتل شرق إفريقيا.

وتدور المعارك منذ 15 نيسان/ابريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حربا بلا رحمة على السلطة، بعدما كانا حليفَين منذ انقلاب 2021 الذي أطاحا خلاله المدنيين.

تجددت الخميس الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم مع اقتراب نهاية الهدنة التي أعلن عنها سابقاً.

وفي اليوم الأخير للهدنة الرابعة من نوعها، سجل إطلاق نار متقطع في محيط القصر الرئاسي، وتزامن ذلك مع تحليق للطائرات الحربية وإطلاق نيران المضادات الأرضية.

كذلك أفادت مصادر باندلاع اشتباكات في الخرطوم قرب محيط مقر قيادة القوات المسلحة، والخرطوم بحري بمنطقة الدروشاب، ومنطقة شرق مطار الخرطوم الدولي.

قالت قوات الدعم السريع إن الجيش هاجم صباح اليوم الخميس معسكرها في منطقة كافوري بالخرطوم بحري بالطيران والمدفعية.

عنف خارج الخرطوم

خارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد.

والخميس أفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بوقوع “اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة”.

وفر مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، على ما أضاف الشهود.

وانتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة، بحسب بيان الأربعاء للأمم المتحدة التي قالت إن “نحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بعد تعطل دعم الغذاء بسبب القتال”.

وفي طريقه إلى الحدود مع مصر المجاورة دعا أشرف وهو سوداني فر من الخرطوم، الضابطين المتناحرين إلى “وقف الحرب”. وقال الرجل البالغ من العمر 50 عاما لفرانس برس في وسط الصحراء الشمالية إن “السودانيين يعانون ولا يستحقون هذا”.

وأضاف “إنها حربكم وليست حرب الشعب السوداني”.

ومع اشتداد حدة القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصرين في البلاد نقصا حادا في الغذاء والماء والكهرباء، فضلا عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر.

وتقدر الأمم المتحدة عدد الفارين بسبب الحرب في السودان إلى دول الجوار مثل جنوب السودان وتشاد بنحو 270 ألف شخص.

كما غامر عدد كبير من السودانيين بالخروج من العاصمة في رحلات شاقة وطويلة إلى مصر في الشمال وإثيوبيا في الشرق.

وقد تلقت الأمم المتحدة “تقارير تفيد بوصول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان”.

ونظمت الحكومات الأجنبية من جميع أنحاء العالم في الأيام الأخيرة قوافل برية وطائرات وسفن لاجلاء الآلاف من مواطنيها من البلد الذي مزقته المعارك.

وفي هذا الإطار، أعلنت السلطات الفرنسية الخميس أن البحرية الفرنسية نقلت قرابة 400 أجنبي من السودان إلى السعودية ، ليرتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم باريس منذ بداية الأزمة إلى أكثر من 900 شخص.

وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي المواطنين البريطانيين الراغبين في مغادرة السودان إلى الرحيل “الآن”. وكانت لندن قد أجلت 536 شخصا مساء الأربعاء على متن ست طائرات ، بحسب وزارة الخارجية.

ومن المقرر أن تنظم رحلات أخرى الخميس قبل انتهاء الهدنة.

أزمة صحية على المعابر

حذّرت نقابة أطباء السودان الخميس من “صعوبات صحية” قد تواجه العابرين من خلال معبر “أرقين” الحدودي مع مصر بسبب تجاوز عدد النازحين للمنفذ البري المعدلات المعتادة.

وقالت النقابة إن “الوضع الحالي في معبر أرقين قد يفضي إلى صعوبات صحية على العابرين وصولاً لمصر، بسبب العدد الكبير الذي تجاوز المعدلات المعتادة، مع وجود عدد من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وذوي الاحتياجات الخاصة، اللذين لا تتوفر لهم أنواع الخدمات الصحية الأساسية البسيطة للتعامل مع العوارض الصحية المتوقعة وسط الحشود المكتظة في المعبر”.

معارك عنيفة في العاصمة السودانية ودارفور على الرغم من الهدنة

وناشدت النقابة “الهلال الأحمر السوداني ونظيره المصري بتكثيف جهودهم لتقديم الخدمات الصحية الضرورية وتخفيف حدة معاناة المسافرين عبر المعبر الحدودي”.

كما ناشدت المنظمات التطوعية العاملة في مجال الصحة، ومد يد العون وتنسيق الجهود في سبيل تقديم الخدمة الإنسانية في هذه الأزمة.

وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصًا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر.

وأوضحت نقابة الأطباء السودانية على صفحتها على موقع فيسبوك في بيان الخميس أن الخرطوم وحدها شهدت الاربعاء سقوط ثمانية من هؤلاء القتلى على الأقل خلال اتفاق وقف اطلاق النار.

كذلك أكدت نقابة الأطباء السودانية تعرض 14 مستشفى للقصف وتوقف 19 منشأة طبية عن العمل بسبب الاشتباكات.