المغرب.. سكان مدينة القنيطرة في عناء مع الغبار الأسود الذي يكسو السماء

  • “القنيطرة تختنق” وسم يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب.
  • الغبار الأسود يغطي سماء القنيطرة وسط قلق متزايد من لدن السكان.

يعاني سكان مدينة القنيطرة في المغرب وسكان المناطق المجاورة من الغبار الأسود الناجم عما تنفثه الوحدات الصناعية، والذي يعد من أخطر ملوثات الهواء على الصحة.

يعاني سكان مدينة القنيطرة في كل سنة  لأشهر عديدة من الغبار الأسود، هذا الأخير عبارة عن سحابة سوداء تحمل معها أجساماً دقيقة متطايرة في السماء، تتساقط على أسطح ونوافذ المنازل وتهدد سلامة الأفراد.

"الغبار الأسود".. مشكل بيئي يقلق سكان مدينة القنيطرة بالمغرب

يعد الغبار الأسود من أخطر ملوثات الهواء على الصحة

واشتد انتشار الغبار الأسود خلال الأونة الأخيرة إلى درجة خنق سكان مدينة القنيطرة، إذ يستطيع السكان الآن رؤية حبيبات الغبار بأعينهم المجردة على جوانب النوافذ وعبر أسطح المباني والشرفات.

وخلف ذلك استنكار السكان المحليين، إثر الوضع البيئي المتأزم نظراً لتدهور جودة الهواء بالمدينة، مما وصفوه بــ “الكارثة البيئية” التي تخنق المدينة، وتجعلها داخل دوامة من السواد، متذمرين من استمرار الظاهرة أياماً متتالية.

وتزامناً مع ذلك، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بتناقل الأمر والتحذير من تأثيرات الغبار الأسود، وتداول نشطاء بيئيون وسم “القنيطرة تختنق” و “أنقذوا القنيطرة”، مطالبين بتدخل الجهات المسؤولة في ظل تنامي لغز الغبار.

"الغبار الأسود".. مشكل بيئي يقلق سكان مدينة القنيطرة بالمغرب

خلف انتشار الغبلر الأسود استنكار لدى السكان المحليين

وفي ظل الوضعية المقلقة، أكد الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، مصطفى بنرامل، في تصريح لمراسل أخبار الآن بالمغرب، أن الغبار الأسود الذي يغطي سماء القنيطرة يطرح إشكالاً بيئياً وصحياً حقيقياً بالمدينة، مما يفرض باستمرار، دق جرس الخطر من أجل لفت انتباه السلطات المسؤولة إلى ضرورة بلورة حلول مستعجلة، خصوصاً وقد عاد الغبار الأسود الكثيف ليغطي سماء القنيطرة، وهو ما أثار قلق السكان.

يضيف بنرامل، أن القنيطرة اليوم، تعيش وضعية جداً حرجة على مستوى جودة الهواء. والمشكلة هذه ليس جديدة، وكان وراءها  العديد من الاحتجاجات والشكايات التي تقدم بها سكان المدينة منذ 2009، وذلك بالنظر إلى المخاطر الصحية والبيئية المتولدة عن الانتشار الكثيف للغبار الأسود، التي تضررت منه عدد من المناطق والأحياء، ومنها على الخصوص، ناحية باب فاس ووسط المدينة وأولاد أوجيه والحوزية والساكنية، يعان سكان هذه الأحياء من الانتشار الكثيف للغبار الأسود الذي يترسب على الأسطح.

"الغبار الأسود".. مشكل بيئي يقلق سكان مدينة القنيطرة بالمغرب

وأوضح الخبير البيئي حميد رشيل، في تصريح لأخبار الآن، أن مصادر تلوث الهواء هي مصادر بشرية بالأساس، والتي تُعدّ أكثر اسهاما في تلوث الهواء في وقتنا الراهن، ومنها انبعاثات الوقود الأحفوري الذي يُعدّ أحد المصادر البشريّة الرئيسية لتلوث الهواء.

ويضيف، أن تلوث الهواء “يدل على توفر الغلاف الجوي على مواد بمعدلات عالية، تتجاوز قدرة البيئة على تبديدها، أو تخفيفها أو امتصاصها”.

وأردف رشيل قائلاً، “الآثار على الإنسان، تكون بشكل أساسي على الجهاز التنفسي، والقلب، والعيون، والمناعة، والجلد، وغيرها من أجهزة الجسم المختلفة، وتؤثر كمية صغيرة من هذه المواد السامة المواد السامة بشكل كبير على كبار السن، والأطفال، ومن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والقلب”.

وتجدر الإشارة، أن هذا الغبار الأسود يؤدي حسب دراسات علمية دولية، من الناحية الصحية، إلى انتشار عدد من الأمراض، منها الأمراض القلب والتنفسية كالربو ووهن الرئة والسرطان.